الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طبول الحرب قرعت

ماهر ضياء محيي الدين

2018 / 3 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


طبول الحرب قرعت

ما إن انتهت الحرب العالمية الثانية وبدا العالم يتجه نحو اتجاهات جديدة ومتغيرات أفرزتها الحرب وكان ثمنها باهظ جدا على بعض الدول التي دفعت فاتورتها و فرضه عليها المعاهدات التي قيدتها بقيود صارمة وفي مقدمة تلك الدول ألمانيا واليابان وقد غيرت الحرب الخارطة السياسية و الاقتصادية والبنية الاجتماعية للعالم بأسره فلبلدان انهارت و انظمه الحكم تغيرت لكن الأهم من ذلك كله حتمية وقوع صراعات مستقبليه كانت وارده والعالم يعيش بعد الحرب صراع قوى كبرى وانهيار الاتحاد السوفيتي وبروز نظرية القطب الواحد الذي سعى ترتيب العالم وفق مصالحة وتكون كل الأمور في قبضة إلا إن هذه النظرية بدأت تتلاشى يوم بعد يوم وظهور تيارمعاكس لها واسقط هذه النظرية وظهور توجه نحو عالم متعددة الأقطاب وتجسيدا لهذا التوجه عودة الدور الروسي إلى الساحة الدولية بقوة و تناميه قدراته العسكرية والزيادة غير المسبوقة في الترسانة النووية والذرية لان الدوب الروسي دخل الصراع مع الأمريكان بمختلف الأصعدة وكادت إن تصل إلى حد المواجهة المباشرة في بعض الأحيان والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم هل طبول الحرب العالمية الثالثة قرعت ؟ ومن هذا المنطلق نؤكد أنها قرعت و بدليل ما نشهد اليوم من صراع و تخاصم وبناء قواعد عسكري و العمل على بناء تحالفات دوليه واستقطاب الدول ا لأخرى إليه ومنحهم امتيازات ومساعدات تعددت صورها بل أبرمة صفقات الأسلحة بملايين الدورات إلى بعض الدول وأصبح السباق نحو التسلح أكثرمما سبق ولان طرفي الصراع الدولي أبدته مرونة في هذا الاتجاه أكثر مما سبق وقد تحققت بعض مقومات هذا الصراع والتنافس ونستشهد بمقولة هنري كيسنجر مستشار الأمن القومي الأميركي السابق: إنّ نُذُر الحرب العالمية الثالثة بدت في الأفق وطرفاها هم الولايات المتحدة من جهة و الصين وروسيا وإيران ومن جانب أخرى الأحداث الأخيرة وبخصوص منذ تولي دونالد ترامب داعية الحرب مقاليد السلطة والذي هو شخصيا محل للنقد نجد سياساته تتجه نحو تصعيد الأمور وشحن الأجواء والتهديد والوعيد وحين اتخذ مجموع من القرارات ومنها باعتبارالقدس عاصمة لليهود واعتراضه على الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة خمسة زائدة وتهديد ضد كوريا الشمالية باستخدام القوة وهذا يعيدنا إلى الوراء و يذكرنا بنتائج هذا النهج العدائي وجرائم بشعة ارتكبت بحق الشعوب وذهبت ضحيتها الملايين من البشر وتسبب بدمار للبلدان وما يجرى من أحداث مؤلمة في العراق وسوريا واليمن خير دليل على ذلك لذا ما نشهده اليوم من وقفه لدول كثيره وعظمى غير الخصوم المعروفين ضد امريكا وسياساتها وهذا بحد ذاته تحول كبير وخطير و ينذر بحدوث بوادر للتفرقة والعزلة وقد تتطور أمور نحو الأكثر تعقيدا في ظل سعي ترامب نحو التصعيد والتهديد وفي المقابل وجود خصوم في الطرف الثاني وضعهم الراهن في قمة القوة والتقدم هذا من جانب و جانب أخرى الكثير من الدول أبدت اعتراضها ورفضها للسياسية الأمريكي ومن يتبنى نهجها ولأسباب كثيرة ما يمكن قولة هنا هو أزمات العالم المتصاعدة التي قسمت الدول الكبرى إلى خصوم متنازعة ونشوء تحالفين دوليين وتوسع دائرة الخلافات مع الإصرار على تحجيم دور الحوار والتفاوض في ظل وجود منظومة دولية وهي رغبة ومطلب الكثيرين ألا أن الوقائع الحاصلة و الأحداث الجارية تؤكد أن طبول الحرب قرعت وان ساعة الصفر بات قريب جدا 0

ماهر ضياء محيي الدين









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إغلاق مراكز التصويت في الانتخابات البريطانية| #عاجل


.. إيران.. تعرف على مواقف جليلي وبزشكيان في ملفات السياسة الخار




.. مقابلة خاصة مع نائب وزير الخارجية التركي ياسين أكرم سرم


.. أوضاع الشرق الأوسط وحرب غزة تحظى باهتمام كبير في قمة شانغهاي




.. نتنياهو بين ضغط عائلات المحتجزين وتهديدات ائتلافه اليميني