الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين التطور والانقراض

ساره حسين مصلح
شبه كاتبة

(Sarah Hussain)

2018 / 3 / 8
الصحافة والاعلام


بين التطور والأنقراض
تعد الحرف اليدوية مظهراً من مظاهر الحضارة ووسيلتها الأولى للتعبير عن ثقافتها وأصالة المجتمع.
و لها قيمتها المعنوية الكبيرة التي تطغى على قيمتها المادية فهي أرث حضاري مهم , وتعتبر كذلك توثيق لتاريخ البلد.
ولكن للأسف الشديد أنقرضت هذه المهن وأنقراضها يعني ضياع الدقة والاتقان في العمل أيضاً , فأكثر الأعمال أتقاناً هي الأعمال التي تأخذ الصبغة اليدوية التي يصنعها الأنسان بيده , فهي دوماً أفضل من الأعمال التي يتم صناعتها عن طريق المكائن , ومنها المهن التي دخلت دوامة التطور وأصبحت شبه منقرضة كمهنة مبيض النحاس ، الأسكافي ، النداف ، المكوجي , ومساح الجزم .....الخ
وقال أحد العاملين سابقاً بمهنة التطريز سابقا :
أن هذه المهن لم تعد كالسابق لتوفر المعامل الخاصة بالحياكة ووجود الالات التي تصمم الكثير من الأشياء في وقت قصير.
وأضاف أيضاً الى أن التطريز والحياكة اليدوية كانت تطلب في المدارس كعمل نشاطي يدوي للطلاب , ولكن هذا الشيء لم يعد موجود الأن في مدارسنا , كما أضاف أن أسعار البضائع الجاهزة , رخيصة الثمن , ولن تأخذ مجهود كبير في صنعها أدى الى انقراض هذه المهن نهائيا , وهذا يعد مؤشر خطير يهدد ثقافة وتاريخ المجتمع .
وقال قال أحد العاملين في مهنة الأسكافي:
أن أسعار البضائع الجاهزة رخيصة الثمن و لا تتعدى تكلفة أصلاحها سوى القليل من المال , لذلك أصبحوا يفضلون شراء الجاهز بدلاً من أصلاحه.
وأضاف أخر أن هذه المهن اكثر تداولا في المناطق الشعبية , كون الناس من الفئة البسيطة , ميسورين الحال , على عكس بعض المناطق التي أنتشرت بها البضائع الجاهزة من أبخس الأسعار الى أغلاها.
وعلى الرغم من ضياع شعبية المهن اليدوية الا أنه مازال أصحابها متمسكين بها , فقد أضاف الأسكافي أنه لن يترك مهنته بسبب حبه لها ويجد المتعه في عمله , ونفس الحال ينطبق على مهنة الندافة أيضاً.

وكان للناس رأي حول هذا الموضوع :
أن العالم في تطور مستمر وهذه المهن أصبحت قديمة وتعتبر مهن الفقراء اصحاب الدخل القليل , وبما أنها لا تدر مبالغ كافية للعيش في ظل غلاء المعيشة تم أعتزالها وتركها , وفسر أخرون أن السبب وراء أختفاء هذه المهن وضياع شعبيتها هي كثرة المصانع والماركات المختلفة وسهولة الصناعة لاعداد كبيرة ، فعلى سبيل المثال ، مهنة الأسكافي التي تعد شبه منقرضة في زماننا اليوم , فرغم رخص وجمال الاحذية الجديدة لكن صناعة الأحذية التقليدية أفضل لأنها تهتم بالتفاصيل الحرفية , كون الأحذية السابقة تصنع من الجلد الطبيعي والمواد النباتية والخشب عكس وقتنا الحالي.

رغم مميزات عصر السرعة وكثرة الالات وتمكننا من صناعة مئات القطع بالدقيقة الواحدة ألا أننا بحاجة فعلية لأسترجاع هذه المهن التي كانت تمثل الاصالة في وقت معين حتى قضينا عليها بالمعدات الحديثة التي لايمكن لها أن تصل لدرجة الأتقان الذي يقوم به الأنسان في الصنع اليدوي.

رسل محمود
سارة حسين مصلح المرحلة الثانية / صحافة
عبدالوهاب عبدالستار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات رئاسية في تشاد بعد 3 سنوات من استيلاء الجيش على الس


.. الرئيس الصيني في زيارة دولة إلى فرنسا والملف الأوكراني والتج




.. بلحظات.. إعصار يمحو مبنى شركة في نبراسكا


.. هل بات اجتياح مدينة رفح قريبا؟




.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم طولكرم بعدد من الآليات العسكرية