الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفياغرا/نلسون مانديلا وحدود المقاومة السلمية

ناجح شاهين

2018 / 3 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


الفياغرا/نلسون مانديلا، وحدود المقاومة السلمية
ناجح شاهين
نلسون مانديلا قائد حظي على إجماع لا يتكرر من التقدير من فرقاء السياسة جميعاً على مستوى الكون. أتذكره منذ زمن بعيد وهو يرقص ويتحدث عن تناوله للفياغرا التي لا يستطيع بالطبع غالبية ابناء شعبه أن يشتروها. حصل ذلك مثل يذكر بعضنا في في سياق زواجه من ارملة القائد الثوري "الشهيد" سامورا ميشيل.
عرض على الراحل كاسترو في وقت من الأوقات ان يحلق لحيته "التاريخية" باستخدام شفرات جيليت مقابل مبلغ كبير من المال، ولكنه رفض. ترى هل اخذ مانديلا المال، ام انه تطوع مجانا للدعاية لشركة فايزر؟
منذ أسبوعين تمت إقالة رئيس جنوب أفريقيا "خليفة" مانديلا بسبب الفساد. هل هناك مفاجأة؟ هل يختلف الرجل عن سلفه حد التناقض؟ ألم يكن مشروع التسوية في جنوب أفريقيا منطوياً على رشوة سياسية/اقتصادية؟
ما الذي تعرض له البيض بسبب "إنهاء" التمييز العنصري؟ هل خسروا امتيازهم بصفتهم الطبقة/العرق البرجوازي الذي يسيطر على مفاصل الحياة الاقتصادية؟
نظن أنهم قد تنازلوا فقط عن الإمساك الحرفي بالمناصب السياسية مع احتفاظهم بالسلطة اللازمة ل "تعيين" من يفوز في الانتخابات "الديمقراطية" غير العنصرية. حالهم يشبه حال أساطين سيليكون فالي وأباطرة السلاح والنفط والمضاربات في الولايات المتحدة من شاكلة بيل جيتس وجورج سورس: إنهم لا يترشحون للانتخابات ولكنهم يحددون من يفوز.
تكمن خطورة نموذج جنوب أفريقيا في أمرين، احدهما يخص جنوب أفريقيا، والاخر يعم فكرة المقاومة كونياً: أولاً تم خلق الوهم بأن معاناة السود في تلك البلاد التعسة قد انتهت بتعيين "رئيس بلدية أسود" لإدارة شؤون السكان على حد تعبير أستاذي الماركسي الوحيد في جامعة بنسلفانيا الأسود ج. ريد. لقد أصبح الاستغلال أسهل كثيراً وإمكانية المقاومة أضعف كثيراً . وهذا يشبه فوز باراك أوباما: لقد جاء إلى البيت الأبيض شخص "يخالف" كل ما هو شائع من عناصر الهيمنة في أمريكا. أسود، من جذور مسلمة...الخ لا يمكن أن يكون هناك ما هو أفضل من ذلك أبداً. وهذا سهل أن يفعل أوباما ما يشاء دون اعتراض صغير من أحد. أنظروا كيف يحصل العكس مع "الواسب" المتبجح دونالد ترامب الذي يسمح بتشكل معارضة لا بأس بها محلياً وخارجياً.
كونياً، أطلقت إشاعة ضارة للحركات الثورية فحواها أن بالإمكان إنجاز التحرر الوطني والاستقلال عن طريق الوسائل السلمية وأساليب المقاطعة. بالطبع هناك مغالطتان هنا: أولاً لم يتم إنجاز أي شيء جدي في جنوب أفريقيا؛ ثانياً النضال في جنوب أفريقيا هو شكل من أشكال الصراع الاجتماعي/الطبقي المتصل بألوان من التمييز العرقي/السياسي، وهو لم يكن أبداً في أية لحظة لوناً من ألوان الصراع القومي. بهذا المعنى هذا الصراع يشبه الصراع في سياق حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة.
في فلسطين الصراع بين الصهيونية والشعب العربي الفلسطيني يشبه الصراع بين البيض وسكان البلاد الأصليين (من أسماهم البيض هنوداً حمراً). من هنا ينتظر في حالتنا إما تكرار نموذج أمريكا وهو تطهير الشعب الأصلاني وإبادته، وبالتالي نجاح الصهيوني الأبيض في انتزاع الأرض كلها. أو تكرار نموذج الجزائر بتحرير الوطن وخروج معظم المستوطنين البيض إلى أوطانهم.
لا فسحة فيما نحسب لتسوية تشبه جنوب أفريقيا: التشابه في الممارسة العنصرية بين نظام الفصل في جنوب أفريقيا والدولة الصهيونية لا يعني تماثل المشروع في بنيته الجوهرية. ربما علينا أن نذكر أن الدول الاستعمارية كلها قد مارست التمييز العنصري ولكنها لم تكن إلا في حالات قليلة مثل حالتنا تنوي تطهير سكان البلاد أو إبادتهم.
نتوهم أن وضع تمثال ضخم لنلسون مانديلا في حي الطيرة (هل نقول البرجوازي؟) في رام الله ينشر دلالة رمزية إيهامية لا محل لها في سياقنا أبداً.
ترى لو وضع تمثال أصغر منه لجيفارا أو تشافيز أو وديع حداد أو يحيى عياش أو فتحي الشقاقي أو حسن نصر الله...الخ هل كان جيش "الدفاع" سيتأخر ساعة واحدة عن واجب اقتحام رام الله وتفجير النصب "المحرض على الإرهاب"؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يستطيع بايدن ان يجذب الناخبين مرة اخرى؟


.. القصف الإسرائيلي يدمر بلدة كفر حمام جنوبي لبنان




.. إيران.. المرشح المحافظ سعيد جليلي يتقدم على منافسيه بعد فرز


.. بعد أدائه -الضغيف-.. مطالبات داخل الحزب الديمقراطي بانسحاب ب




.. إسرائيل تعاقب السلطة الفلسطينية وتوسع استيطانها في الضفة الغ