من العسير ان يفهم المراقب المحايد مالذي يجعل بعض "العراقيين الاحرار" يتحولون الى امريكيين اكثر من الولايات المتحدة، عندما يتناولون الخسائر المحتملة لغزوهم المحتمل للعراق.

       فمن حق الالة الاعلامية الاميركية ان تقول ان حربها على العراق ستكون نزهة، وان حمم عشرات الالاف من القذائف ستنزل على رؤوس العراقيين اطفالا ونساء وشيوخ بردا وسلاما بفضل دعوات الخيرين في البنتاغون، ومن يدعو معهم من "العراقيين الاحرار" اناء الليل واطراف النهار، لان الحرب خدعة، والميكافيليا(الغاية تبرر الواسطة) مبدأ اميركي مقدس، منذ هيروشيما مرورا بفيتنام وانتهاء بحروب اميركا على العراق.

هذا كله مفهوم وواضح، اما ان يتحول البعض من هؤلاء الاحرار، الى ابواق لقلب الحقائق الاميركية، -التي يضطر الاميركان للكشف عنها لمواطنيهم ولمؤسسات صنع القرار عندهم-، فهذا يحتاج الى "عقل غير مألوف".

 فقد "حّذر رئيس الاركان الاميركي امس مواطنيه من ان القـوات الاميركية ستمنى بخسائر كبيرة فى العراق اذا ما اندلعت الحرب ضده معتبرا ان هذه الحرب قد تكون اقسى من حرب الخليج في 1991.
وقال الجنرال ريتشارد مايرز لاذاعة دبليو.ام.اي.ال الاميركية على الاميركيين ان يدركوا انه اذا ما تلقى الجيش الامر بدخول العراق، ستندلع الحرب وهذه الحرب ستكون بالغة الخطورة وقذرة وسنمنى بخسائر ربما تكون كبيرة ".

http://www.alqanat.com/arabia/shownews.asp?code=6-3-2003-1

      فالرجل يقول بفم ملئان ان في هذه الحرب " ستكون بالغة الخطورة وقذرة وسنمنى بخسائر ربما تكون كبيرة" يقوم البعض ليقول بان الامريكان قد "تعهدوا" لنا بانهم سوف لايمسون المدنيين بسوء!!!!

      اذا كان الجنود الاميركان الذين تحميهم المصفحات والمدرعات وحاملات الجنود  سوف يتعرضون لخسائر كبيرة، فكيف يسلم اهلنا من اطنان الصواعق المحرقة التي ترميها الطائرات العملاقة والصواريخ الموجهة من المحيطات؟

     يقولون لك ان الامريكان قالوا لنا بانهم قد طوروا اسلحة ذكية كالتي استخدموها مؤخرا في افغانستان تسنطيع اصابة الجزء الايمن من شارب الضحية دون الايسر، وينسون ان هذه الاسلحة الذكية مارست منتهى ذكائها في افغانستان، وهي تحصد- خطأ-  عشرات الرجال المتوجهين لتهنئة كرزاي في مقر اقامته، وحصدت مثلهم من النساء والرجال في حفلة عرس، ولدى الافغان عشرات القصص التي تحكي عن هذا "الذكاء" الاميركي الخارق.

      واذا كانت هذه الاسلحة "ذكية" الى هذا الحد، بعد سقوط كابل وتنصيب كرزاي ،وهي تحاول مطاردة"فلول" القاعدة فماذا ستفعل مع بدايات الحرب واعصاب جنودها متوترة؟

        ايها "العراقيون الاحرار" لاتكونوا اميركيين اكثر من الاميركان، التزموا بمستوى" الصدق" الذي به يتحدثون.