الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! : 14 : خلاصة عامة

محمد الحنفي

2006 / 3 / 10
الملف التقييمي - بمناسبة الذكرى الرابعة لانطلاق موقع الحوار المتمدن


و بهذه المعالجة المتأنية، نكون قد وصلنا إلى القول: بأن واقع الصحافة الملتزمة، هو واقع مترد، و أن هذا الواقع المتردي هو نتيجة موضوعية، لواقع الحركة التقدمية، و التنويرية، و اليسارية، التي تراجعت، بدورها، إلى الوراء، بفعل الخلافات الأيديولوجية، و التنظيمية، و بفعل تسلط البورجوازية الصغرى الحربائية، و المتسلقة، على قياداتها، فتشرع مباشرة في استغلال تلك القيادات، لصالح تحقيق تطلعاتها الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، و بفعل الحصار الذي تضربه جهات متعددة على الحركة الديمقراطية، و التقدمية، و التنويرية، و اليسارية، حتى لا تنفذ إلى أعماق الجماهير، و حتى لا تجسد أمل الجماهير على أرض الواقع.

و على الصحافة الملتزمة التي لم تعد قادرة، في معظم الاحيان، على الاستمرار، في ظل الضغوط المادية، و المعنوية، المفروضة عليها. و هو ما يفسح المجال و من بابه الواسع أمام ازدهار الصحافة الإليكترونية الملتزمة، التي صارت تستقطب الكتاب، و المتتبعين، في جميع أرجاء الارض، لتصير بذلك صحافة بديلة، و مستقبلية، و معولمة، و معبرة عن التطور المستقبلي.

و للوصول إلى هذه الخلاصة المركزة، تناولنا مفهوم الصحافة، باعتبارها وسيلة لإشاعة المعلومات بين الناس، حتى تصير متداولة فيما بينهم، و وسيلة لتحقيق الأهداف الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، القائمة على أساس ترويج المعلومات بالوسائل المختلفة المناسبة، و تناولنا كذلك مفهوم الالتزام، باعتباره وسيلة لإشاعة الممارسة الديمقراطية، في مختلف تمظهرات الواقع، حتى يتم ضمان استمرار التفاعل الإيجابي، بين مختلف تمظهرات الواقع، و بين الرؤى، و التصورات، التي قد تصل إلى درجة التناقض، و تناولنا مفهوم الصحافة الملتزمة، التي تعمل على ترويج المعلومات، مهما كان مصدرها، حتى تكون في خدمة ما يسعى إلى تحقيقه الكادحون بالخصوص، في نضالهم المرير، الساعي إلى تحقيق الحرية، و الديمقراطية، و العدالة الاجتماعية، و وقفنا على الدور الريادي للصحافة الملتزمة، التي تمتلك القدرة على تحريك مختلف شرائح المجتمع، و على تحريك كادحيه بالخصوص، الذين يستجيبون لما ينشر بينهم عن طريق الصحافة الملتزمة، التي تكتسب ثقتهم، بسبب مصداقيتها، و التزامها بقضاياهم بالدرجة الاولى، قبل أي قضية أخرى، و عملنا على بيان عوامل انحسار الصحافة الملتزمة، المتمثلة فيما تقوم به الطبقات الحاكمة، و الاحزاب الرجعية، و الرأسمالية العالمية، من تضييق مادي، و معنوي، بالاضافة إلى التراجع الذي عرفته الحركة الديمقراطية، و التقدمية، و اليسارية، و خاصة بعد سقوط الاتحاد السوفياتي السابق، و بسبب ما تقوم به التيارات، و الاحزاب، و الدول المؤدلجة للدين الاسلامي، و تعرضنا لدور الصحافة الإليكترونية، في فك الحصار المضروب، على الجماهير الشعبية الكادحة، و على الحركة الديمقراطية، و التقدمية، و اليسارية، عن طريق فرض الحصارعلى الصحافة الملتزمة، و التضييق عليها، و بسطنا القول عن صحيفة الحوار المتمدن الاليكترونية الملتزمة، التي شكلت علامة رائدة في زمن التردي، و صارت مطلب كل الديمقراطيين، و التقدميين، و اليساريين، و سائر الكادحين على حد سواء. و هي بذلك العمل الرائد الذي تقوم به، و الاستقطاب الواسع للجماهير الشعبية الكادحة، تصير صحافة كل اليساريين، كيفما كانت توجهاتهم اليسارية، كما تصير جبهة اعلامية يسارية متميزة، تحاول بطريقة مباشرة، أو غير مباشرة، التقريب بين الرؤى، و التصورات اليسارية المختلفة، من خلال ما تنشره من مقالات متميزة، و هادفة، و من خلال إحياء التراث الماركسي، الاشتراكي العلمي بالخصوص، و صارت كذلك صحيفة كل الديمقراطيين، الذين وجدوا فيها ملاذا لهم، و منبرا للحوار فيما بين توجهاتهم المختلفة، و المتباينة، و وسيلة للتواصل مع جميع التوجهات الديمقراطية، و التقدمية، و اليسارية، مما يساعدهم على تطوير منظورهم للديمقراطية من جهة، و للممارسة الديمقراطية من جهة أخرى. و اعتبارناها كذلك، صحافة كل العلمانيين، على اختلاف توجهاتهم، حتى تصير العلمانية مطلب كل الجماهير الشعبية الكادحة، و حتى تتحقق على أرض الواقع، حتى يصير ما لله لله و ما لقيصر لقيصر كما يقولون، و حتى يصير الحديث عن العلمانية، و بفضل الحوار المتمدن، و كل الصحافة الإليكترونية الملتزمة الأخرى، مسألة عادية، و يندحر أمامها كل فكر رجعي، و ظلامي متخلف، و تناولنا الاجابة المسهبة على السؤال : ما العمل من أجل استعادة مكانة الصحافة الملتزمة، التي لابد أن تتأتى لها العودة إلى مجدها، بتحقيق الحرية، و الديمقراطية، و العدالة الاجتماعية، باعتبارها الصحافة القادرة، وحدها، على فضح، و تعرية كل الخروقات التي تستهدف قيام الاستغلال الهمجي للبشرية، كما هو حاصل الآن، كما تناولنا الإجابة المسهبة على السؤال : ما العمل من أجل دعم الصحافة الإليكترونية، الملتزمة، و المتميزة ؟ و بينا أوجه الدعم الممكنة، ماديا، و معنويا، و أجبنا على السؤال : ما العمل من اجل حماية الصحافة الاليكترونية و الملتزمة، و المتميزة؟ و وصلنا إلى خلاصة: أن هذه الحماية هي مهمة جماهيرية بالدرجة الاولى، لأن الجماهير وحدها صاحبة المصلحة في وجود هذا النوع من الصحافة.

و بعد :

فهل يستوعب الديمقراطيون، و التقدميون، و اليساريون، المفهوم المتطور للصحافة الملتزمة ؟

و هل يعملون على أجرأة هذا الفهم، على أرض الواقع، حتى تصير الصحافة الملتزمة صحافة جماهيرية بامتياز ؟

هل يعمل الديمقراطيون على استعادة مجد الصحافة التقدمية الحقيقية ؟

هل يعمل اليساريون على استعادة مجد الصحافة اليسارية الحقيقية ؟

هل يعمل هؤلاء جميعا على إقصاء الفكر الرجعي، و الرأسمالي، و البورجوازي الصغير، و المؤدلج للدين الاسلامي بالخصوص، بالعمل على إشاعة فكر نقيض ؟

إننا نسعى، من وراء هذه المعالجة، إلى إثارة الإشكاليات التي تثير الفضول النضالي، و من أجل قيام صحافة ملتزمة، ديمقراطية، و تقدمية، و يسارية، تسترشد بمنهجية الحوار المتمدن الاعلامية، و التي لابد أن تحدث أثرا عميقا في الواقع على المدى البعيد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأت معركة الولايات المتأرجحة بين بايدن وترامب؟ | #أميركا


.. طالبة تلاحق رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق وتطالبها بالاستقا




.. بايدن يقول إنه لن يزود إسرائيل بأسلحة لاجتياح رفح.. ما دلالة


.. الشرطة الفرنسية تحاصر مؤيدين لفلسطين في جامعة السوربون




.. الخارجية الروسية: أي جنود فرنسيين يتم إرسالهم لأوكرانيا سنعت