الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطائفية : صدام حسين بذر ، بول بريمير سقى ... من يوزع الثمار ؟!

يوسف ابو الفوز

2006 / 3 / 10
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


صدام حسين هنا هو النظام الديكتاتوري ، البعثي العفلقي ، الذي خيم كابوسه على ابناء العراق عقودا طويلة من القهر والارهاب ، ناثرا سواد الحزن في كل بيت عراقي ، جنوبا وشمالا ، ومتبعا سياسات حمقاء جلبت للعراق وشعبه الكوارث تلو الكوارث ، محولا البلاد الى مقبرة جماعية تخيم عليها كوابيس الموت وغيوم الخردل . لاستمرار سيطرة النظام الديكتاتوري طويلا على مقدرات العراق وشعبه ولضمان استقرار نظامه وبدعم خارجي من الولايات المتحدة الامريكية وغيرها ، لجأ نظام صدام الى اتباع سياسات تعسفية شوفينية طائفية . أنزل بالشعب الكوردي والعراقيين من ابناء الشيعة والسنة مخالب الموت بدون رحمة ، ورسم لنشاطاته السياسية لونا طائفيا حين أغرق اجهزته المخابراتيه ومؤسسات نظامه بابناء عشائر محددة ، من مناطق معروفة بانتمائها الطائفي ، ظنا منه ان ذلك يوفر له حزام حماية للأبد ، فكان ان زرع للمستقبل بذور الفتنة الطائفية على اديم العراق .
برحيل نظام المجرم صدام حسين ، ركلا بجزمة الاحتلال من قبل الحليف القديم ، الولايات المتحدة الامريكية ، جاء بول بريمر . وبريمر هنا ليس سوى حامل لملفات صقور البيت الابيض الامريكي ، الذين يريدون البدأ من العراق ليكون الشرق الاوسط ساحة ممكنة لضمان المصالح الامريكية الاستراتيجية . بدأ البيت الابيض بسقي بذور الطائفية حتى قبل سقوط نظام العفالقة المجرم حين حددوا العراق بخطوط طول وعرض وحولوه الى مجالات حماية وحظر طيران بمسميات طائفية واثنية فالجنوب للشيعة والشمال للاكراد . وبدأت الاغنية الامريكية الكريهة تصدح في وسائل الاعلام بالحديث عن مكونات الشعب العراقي ، ليس كتيارات ومدارس فكرية واحزاب ، بل كمكونات اثنية وطائفية . وطابت الاغنية للكثيرين ووجدوا فيها امكانية لتحقيق سياساتهم وطموحاتهم الشخصية والحزبية الضيقة ، فراحوا وبحماس يردحون ويرقصون ويلطمون على ايقاعها . وتلقفت دول الجوار، التي لها مصالح ستراتيجية في العراق ، تلك النغمة ، فضخت الملايين من الدولارات لتظهر يافطات باسماء العشرات من احزاب الاسلام السياسي والاحزاب الاثنية ، التي راحت تتصدر الصفوف الاولى في مؤتمرات المعارضة العراقية ، ونالت ايامها تصنيفات الشارع العراقي فبعضها كان ليس اكثر من "دكان "معارضة والبعض وبسبب حجم الدعم كان "سوبر ماركت " بأمتياز ! ان تطورات ثلاث سنوات بعد سقوط النظام الديكتاتوري بينت كيف ان الولايات المتحدة الامريكية لا يزال من صالحها استمرار متابعة ملف العراق بهذه الصورة : عرب سنة وعرب شيعة واكراد.
بعد هذا لنسأل : من المستفيد المباشر من سياسة الاستقطاب الطائفي ؟ الجواب بدون خلاف : الولايات المتحدة الامريكية والاسلام السياسي !
والاسلام السياسي ، هنا هو هذه الكوكبة الهائلة من الاحزاب السياسية ، التي تكاثرت كالفطر ، كدكاكين محلية ، مولدة ازمة في المسميات وتداخل الشعارات المستلة من القرآن والسنة النبوية ، وتعمل بحماس من اجل المصالح الطبقية لفئات محددة في المجتمع العراقي ، وراحت تجر خلفها جماهير بسطاء الناس تحت شعارات طائفية تدغدغ احلام الناس وعواطفهم الدينية .
الى اين يسير العراق بعد كل هذا الاستقطاب المريع ؟
سؤال يضحك له الان صدام حسين ورجالاته في زنازيهم المريحة والامينة ، لانهم يرون ان بذور خططهم الطائفية بدأت تزهر وتثمر ، بعد ان سقتها مياه السياسة الامريكية ، وهاهم قادة الاحزاب الطائفية ، ومن موقع القرار ، وبحماس ، ومن فوق كراسي الحكم وشاشات التلفزيون وقاعات المؤتمرات ، يوزعون ثمارالطائفية لابناء الشعب العراقي ، موتا وفقرا وبطالة وخوف واقصاء وتهميش. وباسم مأساة بسطاء الناس ، وباعادة انتاج ممارسات نظام صدام حسين ، يدخلون المعارك السياسية للحفاظ على هذا الكرسي وذاك لانه يضمن زيادة الارصدة والاراضي التي سجلت باسمائهم وابنائهم واحفادهم واقربائهم والانتهازيين والوصوليين ممن يجيدون تلميع صورة كل حاكم .

سماوة القطب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما -الحكم العسكري- الذي يريد نتنياهو فرضه على غزة في اليوم ا


.. الوفد الإسرائيلي: إسرائيل كان لديها أقل من 24 ساعة للرد وهذا




.. شاهد| نواب يتشاجرون داخل البرلمان الجورجي


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر تطورات الخلاف الإسرائيلي بشأن -اليوم




.. رجل في فلوريدا بعمر ال 66 عاما يكتشف صدفة أنه ليس أميركيا