الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرية لا تعطى بل تنتزع إنتزاعاً... ه

ماجد محمد فرج

2006 / 3 / 10
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2006 - أهمية مشاركة المرأة في العملية السياسية ودورها في صياغة القوانين وإصدار القرارات


فى مناسبة يوم المرأة العالمى وبحث أهمية المشاركة السياسية للمراة والوصول الى موقع صنع القرار... تأملت واقع حال المرأة فى العالم العربى والإسلامى فى القرن الواحد والعشرين، ولاحظت إن حال المرأة فى بلاد الشرق الأوسط قد أصابته نكسة شديدة فى الثلاثين عام الأخيرة بصعود الفكر الوهابى المتطرِّف المتخلِّف القاهِر وسيطرته على عقول العامّة من محدودى الثقافة الدينية والدنيوية وإرهابه بتكفير من يخالفه أو حتى من يناقشه... فمنذ طفرة أسعار النفط بعد حرب أكتوبر 1973 وإصابة هؤلاء بالتخمة بعد جوع واتجاههم لشراء دور سياسى للسيطرة على المنطقة (وربما على العالم) ولعبهم بورقة الدين التى لا يملكون غيرها فلا علم لديهم ولا فكر ولا حضارة ينتفع بها البشر... وليتهم التزموا بصحيحه ولكن حرفوه وطوعوه ليخدم أچندتهم القمعية الدموية المتخلفة التى أنجبت بن لادن والظواهرى والزرقاوى وعطا وأشكالهم من أعداء الحياة والحرية والخير والجمال... ه

وكان من الأعراض الجانبية، بل الرئيسية، لفكر هؤلاء الجاهل والمستبد هو تهميش وإقصاء المرأة إلى درجة حجبها فعليّاً تحت الحجاب بدرجاته ومعنوياً بحرمانها من حقوقها وبالتعتيم عليها وعلى إسمها باعتباره عورة ومناداتها ب"أم فلان" على أقصى تقدير... وإختزال المرأة فى كونها خادمه ومستولدة ووعاء للجنس لمالكها... والشرف، كل الشرف، فى الحفاظ عليها مصونه، مكنونه، مخفية، متخفيّة، مغلّفة، معلبة، مهددة، مرعوبة، مقهورة، فى ظل رجل الذى هو أبقى وأبرك من ظل حائط، وهو أحد الساترين، ثانيهما القبر... ه

وكان من النتائج الطبيعية لسيطرة هذا التخلف وهذه الرجعية أن شهدنا تراجعاً شديداً لدور المرأة السياسى والفكرى فى المجتمع (وتمثيل المرأة فى الپرلمان المصرى الأخير الذى يقترب من الصفر خير شاهد)... فكيف يكون لكائن ما دور سياسى أو فكرى وهو يخضع لكل هذه الأغلال والقيود؟

ولكن، ما هو الحل؟ هل تستمر المرأة فى إستجداء حقها من قاهرها؟ ألم يحن الوقت لتنال المرأة الشرقية حقوقها المسلوبة فى الثقافة والتعليم بدرجاتة وتقلد المناصب الحساسة بما فيها المناصب التشريعية والقضائية بل والقيادية العليا؟ ألم يحن الوقت لينال أبناها جنسية بلدها أسوة بأبناء الرجال؟ ألم يحن الوقت للسيطرة القانونية على العنف الأسرى وجرائم الشرف؟ ألم يحن الوقت لوضع ضوابط حضارية للحق الذكورى المطلق فى تعدد الزوجات والطلاق؟ ألم يحن الوقت لإعادة النظر فى حق المرأة فى مساواتها بالرجل فى الميراث والشهادة؟ لقد الغى وعطّل وغيّر عمر إبن الخطاب أحكام شرعية من القرآن ومن السنة فى فجر الإسلام لعدم ملائمتها للعصر فما بالنا بعصرنا هذا؟ الا تتوافر الشجاعة لمن يطلقون على نفسهم لقب العلماء لمجرد طرح الموضوع للمناقشة؟

إن استسلام المرأة لعبوديتها وخنوعها وانزوائها تحت الحجاب (الخمار - النقاب - البرقع - الشادور) كما لو كان البديل الوحيد المتاح هو الخلاعة والمجون(!!)، وتنازلها طواعية عن كرامتها وحقوقها الإنسانية (حتى عن قيادة السيارات والحركة والسفر بدون رقيب وسكوتها عن ضربها بالعصا فى الأسواق فى بعض البلاد) وقبولها بأن توصف بال"عورة" شكلاً وصوتاً ورائحةً، وبأنها ناقصة عقل ودين، وبإنها تفسد الصلاة مثلها كمثل الكلب والحمار، هو الذى أدى بها لهذا الهوان... إن لم ترفض المرأة الدونية المفروضة عليها وتفرض هى إحترامها على المجتمع فلن يحترمها المجتمع... إن لم تنتزع المرأة العربية والمسلمة حريتها واعتبارها وحقها فى التفكير والمساواه والتعليم والعمل والسفور والإختلاط والترشيح والإنتخاب والحياة ككائن عاقل وشريك كامل للرجل... إذا لم تنتزع حقوقها هذه وغيرها بنفسها فلا فائدة من الجعجعة وانتظار الفضلات... التى قد تلقى لها أو لا تلقى... من صاحب المصلحة فى قهرها واستعبادها. ه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتياح رفح.. هل هي عملية محدودة؟


.. اعتراض القبة الحديدية صواريخ فوق سديروت بغلاف غزة




.. الولايات المتحدة تعزز قواتها البحرية لمواجهة الأخطار المحدقة


.. قوات الاحتلال تدمر منشآت مدنية في عين أيوب قرب راس كركر غرب




.. جون كيربي: نعمل حاليا على مراجعة رد حماس على الصفقة ونناقشه