الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شلال و الكفيشي

مرتضى عبد الحميد

2018 / 3 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كل ثلاثاء

في المنعطفات السياسية الكبرى يحتدم الصراع بين أحزاب وقوى متعارضة، بل متناقضة في الرؤيا والسلوك، فيلجأ ذوو الفكر المنحرف والفائزون بـ "ميدالية" اللصوصية والنهب المنظم، إلى أساليب غاية في الدناءة والدونية سداها ولحمتها، التضليل وتزييف الحقائق، سواء فيما يتفوهون به، أوما يمارسونه إزاء الطرف الأخر الملتزم بالسلوك العقلاني، وبالحفاظ على البعد الأخلاقي في الممارسة السياسية.
في بلدتنا الصغيرة، وأبّان هجوم البعث وأجهزته القمعية على حزبنا أواخر السبعينات من القرن الماضي، بهدف تصفيته، وإخراجه من الساحة السياسية، ليخلو لهم الجو في تدجين الشعب العراقي، وتحويله الى قطيع لاحول له ولاقوة، سلطوا علينا نحن الشيوعيين احد المعتوهين لديهم، وإسمه "شلال" فكان يستفز الجميع بأسلوب تأنف منه حتى بائعات الهوى، وعند مفاتحتهم بأساءاته وأساليبه الدنيئة، كانوا يضحكون ويقولون (أنتم تعرفونه مخبل) ولا نستطيع ردعه!
الان وفي اجواء الحراك الجماهيري المطالب باصلاح وتغيير العملية السياسية التي بنيت على رمال المحاصصة والطائفية السياسية، وثمرته المباشرة في الارتقاء بوعي المواطن العراقي سياسيا واجتماعياً إلى مديات جديدة، مما دفع الكثيرين الى تبني الافكار والطروحات المدنية و الديمقراطية، باعتبارها الدواء الذي لاغنى عنه للشفاء من السرطان الطائفي والقومي والعشائري. وتوّج كل ذلك بأنبثاق الإطار السياسي التنظيمي لحاملي هذه الأفكار و الطروحات النبيلة المتمثل بتحالف "سائرون" وتحوله على جناح السرعة إلى بؤرة جذب، وعامل استقطاب رئيسيين لكل الخيرين في العراق، الحريصيين على انتشاله من المستنقع الاَسن، الذي أغرقه به الفاسدون.
في هذه الأجواء التي أعادت شيئا من الأمل والتفاؤل للعراقيين، لاسيما وان الانتخابات على الابواب، ينطلق بوق أخر من الأبواق المعادية للشعب العراقي، ومن المصرّين على إبقائه في حالة التخلف والضياع والخراب الشامل، وعلى طريقة (شلال معتوه البعث) لتشويه سمعة المدنيين والعلمانيين، والدعوة الى قتلهم، وهو ما يحاسب عليه القانون والدستور.
إنه الداعشي الجديد "الكفيشي" الذي لم يتعظ بمصير من سبقوه الذين أرادوا زرع الفتنه والحقد والكراهية بين أبناء الشعب الواحد، وأين استقر بهم المقام في نهاية المطاف؟!
لكن العتب ليس عليه شخصياً بقدر ما هو على الفضائية التي تسمح له بتقديم هذه البضاعة الفاسدة، والمستلة من كهوف مظلمة لاذبالة للنور فيها، ضد أحزاب وقوى سياسية يشهد لها القاصي والداني بالنزاهة والكفاءة والوطنية، والأيمان المطلق بالديمقراطية، وبتداول السلطة سلمياً، بعيداً عن التاَمر والدجل ورشوة البسطاء والمحتاجين.
والعتاب بل اللوم الأكبر للجهة السياسية التي تملك القناة الفضائية، ولا تحرك ساكناً، بل بدفع منها يستمر هذا الهراء، وفحيح الأفاعي السامة.
لمجابهة هذا الحقد الأصفر، لابّد من الاحتكام الى القضاء ومعاقبة دعاة التفرقة والانتقام. وقبل هذا وذاك على المدنيين والديمقراطيين، مضاعفة جهودهم والعمل بكل طاقاتهم وإمكانياتهم التي تتسع يوماً بعد أخر، في الوصول إلى الناس في محتشداتهم، وأماكن تجمعهم، لإقناعهم بالتصويت لمن يحملون الوطن في أفئدتهم، والحريصون على مصالح وحقوق الكادحين والفقراء حرصهم على حدقات عيونهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجة السودانية والسعودية مع اوسا وفهد سال ??????????


.. جديد.. رغدة تتحدث عن علاقتها برضا الوهابي ????




.. الصفدي: لن نكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل.. لماذا الإصر


.. فرصة أخيرة قبل اجتياح رفح.. إسرائيل تبلغ مصر حول صفقة مع حما




.. لبنان..سباق بين التهدئة والتصعيد ووزير الخارجية الفرنسي يبحث