الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنتهازيون أيضا ينتقدون اليسار!!؟

إعتراف الريماوي

2006 / 3 / 10
القضية الفلسطينية


إن ما أظهرته نتائج الإنتخابات التشريعية في الخامس والعشرين من كانون الثاني لهذا العام، من قوة بسيطة جدا لقوى اليسار الفلسطيني، ما عكس الأزمة الحقيقية التي تعيشها هذه القوى، وأكد بالملموس أن اليسار الفلسطيني أمام مأزق حقيقي، وأن وقت مراجعة الذات والتقييم وتصويب البرامج والمسار آخذ في النفاذ، هذا إن بقي هناك من يقر بذلك، ومستعد لإلتقاط اللحظة.
فقوى اليسار الفلسطيني، وبعد أن كانت تشكل شريكا ومنافسا لحركة "فتح" على مدار عقود الثورة، قد تحولت بعيد إتفاق أوسلو إلى قوة هامشية، وصعدت مكانها القوى الإسلامية وخاصة حركة "حماس"، هذه الأخيرة التي لم تكتف بذلك بل صعدت إلى أعلى سلم السلطة في الإنتخابات التشريعية. فالمقارنة التي بحاجة لمراجعة وتقييم ونقد، هي كيف أن مسيرة طويلة وحافلة تصل ما يشبه النهايات، وقوى جديدة وفتية تصل القمة؟ ما هي الأسباب؟ ما العمل؟
نقد الحالة التي وصل إليها وضع القوى اليسارية الفلسطينية، نابع من أهمية وجودها في تيار ثالث حقيقي، فقد رأينا نهج التفرد والهيمنة الطويل الذي رافق مسيرة النضال الوطني، ونزوعا لهيمنة جديدة فقد عايشنا الإستقطاب الحاد بين تيار "فتح" والتيار الإسلامي "حماس" حتى أفضى لهيمنة جديدة، فالتشريعي الجديد، وبعد مرور جلستين لا أكثر، رأينا كيف أصبح مكانا لهذا الإستقطاب وإستئثارا للنفوذ والهيمنة، فالمسيطر القديم صار يشكوا من الهيمنة، والشاكي منها بالأمس صار مهيمن الصباح!
إذا الصورة هذه لا ترينا إلا إستبدال لهيمنة بأخرى، وهذا حقيقة يلغي جوهر التغيير الحقيقي الذي يرده المواطن، والحكومة القادمة وقراراتها يبدوا انها ستكون بوجهة محددة وبرؤيا تعبر عن إرادة التيار الفائز، وهنا لا بد من السؤال مرة اخرى: أين اليسار من هذا الواقع المحدد سلفا؟
اليسار عليه أن يقف مع ذاته، أن يراجع التجربة، ويبني هويته ويستشرف المستقبل، على اليسار أن يحسم وبشكل لا يقبل التأويل، هل هناك من خيار سياسي كفاحي إجتماعي واضح؟ أم ستستمر حالة الإرباك والرضا بمكانة الملحق والتابع؟ فالمطلوب فعلا لا قولا، أن يضع اليسار حالة من القطع في كل ما يتعلق بعدم وضوح الرؤيا السياسية والإجتماعية في آن، بمعنى إنهاء حالة الذوبان مع الآخر الأقوى والإنشغال في ترتيب وبناء الذات بإستقلالية وهوية واضحة.
فالحديث عن دخول اليسار(أو بعض قواه) للحكومة القادمة بقيادة "حماس"، سيجعل من اليسار كسرا ملحقا لإضفاء صبغات التعددية والإئتلافية على هذه الحكومة التي هي في جوهرها متأتية من برنامج حماس السياسي والإجتماعي، وهنا على اليسار ألا يقع في هذا المأزق من جديد، الذي سيدفع من خلاله الثمن الإجتماعي كإستحقاق لمثل هذا التحالف، مثلما دفع ثمنا باهظا على طول مسيرة التحرر الوطني كنتاج لتحالفات وتكتيكات غير منسجمة.
وبفعل وصول اليسار لهذا الحال، سواء بالنتيجة العامة أو من حيث الحديث عن المشاركة بالحكومة، صار اليسار موضوعة للحديث من هنا وهناك، ربما حال اليسار يسمح بذلك، بل وأكثر ربما، فقد صار من هم من الإنتهازيين السابقين الذين كانوا يوما في ركبه، يتبجحون اليوم عليه، وهذا ما يثر الإستغراب والإستهجان، فجزء من مسيرة اليسار وتجربته التي بحاجة لتنقيح ونقد صريح، هو وجود مثل هذه الشخصيات الإنتهازية والتي لم تكن يوما معنية بوجود حزب يساري وتيار فعلي بقدر ما تهتم بوجودها وبتلبية مصالحها، فهذه الحالات عندما تتحدث عن اليسار، أجدى لها ان تتحدث أولا عن مسارها وفعلها ومواقفها اولا، إحتراما للذات والقرّاء، فقد تكشفت طموحات هذه الحالات في الإستوزار أو الإستئثار بمناصب هنا أو هناك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكسيوس: الولايات المتحدة علّقت شحنة ذخيرة موجهة لإسرائيل


.. مواجهات بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين أثناء اقتحامهم بيت




.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال تقوم بتجريف البنية التحتية في م


.. إدارة جامعة تورنتو الكندية تبلغ المعتصمين بأن المخيم بحرم ال




.. بطول 140.53 مترًا.. خبازون فرنسيون يعدّون أطول رغيف خبز في ا