الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة رئيس الوزراء ستحل بصفقة

طارق الحارس

2006 / 3 / 10
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لانخرج من هم أو كارثة الا بهم آخر أو كارثة أخرى . هذا هو حالنا منذ سقوط النظام الصدامي الى يومنا هذا ، لكننا نقول أن هذه الهموم وهذه الكوارث لا يمكن مقارنتها بالهموم والكوارث التي لا قيناه أيام النظام الساقط بالرغم من كبر فواجعها ، فضلا عن الأمل الذي مازلنا متمسكين به نحو عراق جديد يحمينا من شرور الأعداء ونتطلع فيه الى شم هواء نقي .
بعد الأزمة الكبيرة التي كادت أن تعصف بالبلد ونقصد بها أزمة تفجير مرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري ( ع ) وما تبعها من ردة فعل سلبية أدت الى قتل وتهديم بعض الجوامع السنية بدأنا ندخل بأزمة جديدة وهي الأزمة السياسية التي أشعل فتيلها رئيس الجمهورية الدكتور جلال الطالباني حينما أعلن رفض قائمته ( التحالف الكردي ) وقوائم أخرى ترشيح الدكتور ابراهيم الجعفري مرشح قائمة الائتلاف ( الشيعية ) لمنصب رئيس الوزراء ، علنا ، وعبر وسائل الاعلام .
ربما ، أن الازمة الجديدة لا تهم الشعب كثيرا بقدر ما تهم القيادات السياسية ، إذ أن الشعب قد أدى دوره في هذه الازمة بكل جدارة وقوة حينما ذهب ، وسط النار ، للمشاركة في الانتخابات ، لكن المشكلة التي سيعاني منها هذا الشعب هو محاولة اقحامه ، عنوة ، في تفاصيلها من خلال تأجيجه بخطابات من هذه الجهة أو تلك . المصيبة أن الخطابات لا زالت مؤثرة في الشارع العراقي بالرغم من أن هذا الشعب قد شبع من الخطب الرنانة لمدة تزيد على الأربعين عاما دون أن يحصل على حياة هانئة أو لقمة عيش كريمة . الذي اختلف في هذه المرحلة هو أن الخطاب تحول من خطاب قومي الى خطاب ديني وزاد في بعض الأحيان ليصل الى دغدغة مشاعر المواطنين في وضعهم الاقتصادي فهذه الجهة تقول أننا نمتلك كذا ، وكذا وتهدد بقطعها عن الجهات الأخرى لأن شعبها أولى بخيراته وترد الجهة الأخرى أننا نمتلك كذا ، وكذا وشعبنا لا يحتاج الى خيرات تلك الجهة وتعد التهديد الذي صدر من شيخ اثناء خطبة الجمعة أشبه بالنكتة أو المزحة . وهكذا يبدأ الشارع العراقي ، بكل طوائفه ، بدخول اللعبة السياسية من حيث لا يدري .
الأزمة التي حصلت مؤخرا هي أزمة سياسية ، كما ذكرنا وكان من الممكن حلها دون الاعلان عنها في صفحات الجرائد أو من خلال القنوات الفضائية ، لكن هناك رأي يقول أن الحياة السياسية الجديدة بالعراق اختلفت بعد سقوط النظام ، إذ يجب أن يشارك الشعب أو يعرف على أقل تقدير كل مجريات ما يحدث بين السياسيين . هذا الرأي يفرحنا كثيرا ، لكن هل هذه هي الحقيقة ؟ . نشك في ذلك !!
على أية حال مادمنا قد أقحمنا في هذه الازمة فان رأينا بها هو أن الكرة التي وجهها الرئيس الطالباني قد وصلت قوية ومن زاوية غير متوقعة الى قائمة الائتلاف ، لاسيما بعد الاجتماعات واللقاءات العديدة التي حصلت بين القائمتين الشيعية ، والكردية عقب معرفة نتائج الانتخابات وبعد الاتفاق مبدئيا على أن تسمية رئيس الوزراء تخص قائمة الائتلاف على أساس أن هذه القائمة هي القائمة التي فازت بأعلى الأصوات الانتخابية . نقول أن الكرة قوية ومن زاوية غير متوقعة لأن المدة المتبقية على انعقاد الجلسة الأولى للبرلمان الجديد هي مدة قليلة وعلى هذا الأساس فان قائمة الائتلاف أصبحت أمام خيارين صعبين فأما أن تذهب الى قبة البرلمان بمرشحها الدكتور الجعفري ومن الممكن هناك أن يلاقي مرشحها الفشل بالحصول على العدد الذي يؤهله للجلوس على منصب رئيس الوزراء في حالة تصويت القوائم الأخرى ضده ( التحالف الكردستاني ، والقائمة العراقية ، وقائمة التوافق ، وقائمة الحوار ) أو أن ترضخ قائمة الائتلاف الى طلب تلك القوائم بتغيير مرشحها .
هذا هو المنطق السياسي الذي من الممكن حل هذه الأزمة من خلاله ، لكننا نعتقد أن هناك حلولا أخرى ستدخل في هذه اللعبة ، إذ من الممكن أن تعقد صفقات أخرى بين الأطراف المختلفة قبل الوصول الى موعد الجلسة الأولى للبرلمان الجديد ( المختلف على تحديد موعد انعقادها لحد الآن أيضا ) يتم بموجبها الابقاء على مرشح الائتلاف الدكتور ابراهيم الجعفري بشروط تفرضها القوائم الأخرى .
السؤال الآن : هل حل الأزمة الجديدة التي عصفت بالبلد ستحل مشاكلنا وستير بنا الى عراق جديد يحمينا من شرور الأعداء ونشم فيه هواء نقيا ؟ .
لا نعتقد ! لكننا في الوقت نفسه سنظل متمسكين بالأمل ، ذلك الأمل الذي امتلكناه بعد سقوط النظام ، ولن نتخلى عنه مطلقا سواء اختلفت الأحزاب أم لم تختلف !! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة ايريك سيوتي عضو اليمين الفائز بمقعد البرلمان عن نيس|#عا


.. قراءة عسكرية.. محور نتساريم بين دعم عمليات الاحتلال و تحوله




.. تفعيل المادة 25 قد يعزل بايدن.. وترمب لا يفضل استخدامها ضد خ


.. حملة بايدن تتعرض لضغوطات بعد استقالة مذيعة لاعتمادها أسئلة م




.. البيت الأبيض: المستوطنات الإسرائيلية تقوض عملية السلام والاس