الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العري الأمريكي

سليمان عباسي

2006 / 3 / 10
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


لقد أضحت سياسة الضغط والتهديدات هي السياسة الرسمية الوحيدة التي تنتهجها إدارة الرئيس الأمريكي جورج
بوش تجاه الشعب الفلسطيني وخياراته وإن اختلفت الوتيرة والحدة بين فترة وأخرى وهي لا تكتفي بالدعم اللامحدود
للقتل والإرهاب الإسرائيلي (( 4 مليار دولار سنوياّ )) ضد الشعب الفلسطيني بل تريد إضافة إلى ذلك سلطات
فلسطينية تشريعية وتنفيذه تمنح غطاءا شرعيا للسياسات الإسرائيلية الاحتلالية وإلا هي سلطات إرهابية يجب
محاربتها عسكرياّ وسياسياّ ومالياّ وهذا ما حاولت كوندليزا رايس تسويقه في المنطقة خلال زيارتها السابقة .
تكمن مشكلة السياسة الأمريكية تجاه الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي في عنصرين أساسين يشكلان محور ومرتكز
هذه السياسة 1- تبني سياسة الحكومة الإسرائيلية ورفضها المنطق البديهي بأن الحل السياسي الذي يستوفي
شروط العدل والمستند إلى قرارات الشرعية الدولية هو المدخل الطبيعي للسلام وليس الاتجاه إلى فرض الحل السياسي
المستند إلى الرؤية العنصرية الإسرائيلية عن طريق التهديدات وابتزاز المواقف .
2- تبنيها نظرية الغموض البناء والمراقب يلاحظ بعدم وجود موقفاّ امريكياّ واضحاّ ( رغم مرور 13 عاماّ على
اتفاقات أوسلو ) من الاستيطان السرطاني في مدن الضفة الغربية ومن الجدار العنصري العازل ومن الخطوات
المتسارعة لتهويد مدينة القدس واقتصر الدور الأمريكي على حدود نقل الرسائل وترويج أفكار ومفاهيم مبهمة
وغامضة والقيام بإملاء شروط السلام بالمفاهيم الإسرائيلية لا بمفاهيم الشرعية الدولية وقراراتها .
بناءاّ عما سبق فقد تولدت قناعة فلسطينية كاملة بعدم وجود منطق أمريكي في التعامل مع القضايا الأساسية التي
تهمهم وتتصل بمستقبلهم كشعب ودولة مستقلة ولذلك فقد توقف عن التفاجىء ومنذ زمن بما قد تقدم عليه
الإدارة الأمريكية لدعم الإرهاب الإسرائيلي وتطويق الحلم الفلسطيني ولكن أن تكون مواقف الإدارة الأمريكية
على هذا المستوى من العري الأخلاقي الذي لم تعد إدارة الرئيس جورج بوش تخجل من إظهاره هي المفاجأة .
لقد تجلى هذا العري الأمريكي بأقبح صوره بالتهديدات التي أطلقتها الإدارة الأمريكية ضد كل دولة تتجرأ بمد
يد العون لحركة حماس عربية كانت أم أجنبية رغم إن حركة حماس فازت بالانتخابات بعملية ديمقراطية حرة
وعادلة كما وصفها معهد الديمقراطية الوطني الأمريكي ورغم إن حماس لا تطرح برنامجاّ متطرفاّ كما تشيع
إسرائيل بل إنها تسعى إلى تغيير أسلوب التفاوض مع إسرائيل ووقف نهج التنازلات المجانية سواء الفلسطينية
آو العربية مقابل وعود مستقبليه تفتقر إلى الثقة والمصداقية .
منطقياّ إن حركة حماس شرعت في ممارسات استحقاقات أوسلو من خلال العمل في أهم مؤسساته وهو المجلس
التشريعي بالإضافة إلى آن التصريحات الصادرة عن قادة حركة حماس متوازنة ومعتدلة ولم تلجأ الى التصعيد
آو إلى إفساد ماتم أعداده في المفاوضات التي قامت بها الحكومة السابقة رغم أن تلك المفاوضات كانت تتقدم
على الورق ولم تتقدم على الأرض .
ومنطقياّ أيضاّ إذا أرادت الإدارة الأمريكية عدم دفع الشعب الفلسطيني إلى مواقف أكثر تشدداّ يجب الإجابة وبشكل
واضح وصريح على عدد من الأسئلة الحاسمة : هل المطروح دولة مؤقتة أو انتقالية ؟؟ وأين هو الجدول الزمني
لقيام الدولة ؟؟ وماهي حدودها ؟؟ كيف تقوم في وقت أجهزت الحكومة الاسرائلية على بنيتها الأمنية والإدارية ؟؟
ما هو مصير القدس ؟؟ وأين هو حق العودة ؟؟ وهل يبقى اللاجئون في الشتات ؟؟ وما هو مصير المخيمات في
لبنان وسورية والأردن المرتبطة عضوياّ بحق العودة ؟؟ والسؤال ألا كثر بداهة في معرض هذه الأسئلة : ما هو
مصير المستوطنات التي حولت الضفة الغربية إلى جزر ومعازل والغت عملياّ آية إمكانية لاقامة دولة قابلة للحياة ؟؟
إن الأجدى للإدارة الأمريكية ولرموز العنصرية فيها والتي تتشدق بالديمقراطية وحقوق الإنسان ليلاّ ونهاراّ ان
تقوم بالإجابة بمنتهى الوضوح على كل ما سبق من أسئلة وان تتجه للضغط على الحكومة الإسرائيلية فقد تجدي
ثمارها أكثر من الضغط على شعب يشعر في المقام الأول آن ليس لديه ما يخسره .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. كتيبات حول -التربية الجنسية- تثير موجة من الغضب • فرا


.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتفض اعتصام المؤيد




.. بصفقة مع حركة حماس أو بدونها.. نتنياهو مصمم على اجتياح رفح و


.. شاهد ما قاله رياض منصور عن -إخراج الفلسطينيين- من رفح والضفة




.. نتنياهو يؤكد أن عملية رفح ستتم -باتفاق أو بدونه-