الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا وأزمتها من منظور أسلافنا البدائيين :قراءة سياسية

هرمس مثلث العظمة

2018 / 3 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


المشكلة في توصيفات الازمة السورية او ما تدعى بالثورة السورية وطريق حلها التي تبدو مستعصية إلى درجة تجعلها معقدة مع كثرة المؤتمرات المعقودة على شرفها . فقد أودت باستقالة ثلاثة من كبار مخضرمي الامم المتحدة على طول فترة تفجرها ،والسبب يعود في ذلك لغياب فهم كاف وواف لتاريخ سوريا الحديث من قبل السياسين السوريين المعاصريين وتجهيلهم عن أرض الواقع وقضاء معظم أوقاتهم في السجون فضلا عن خفة وزنهم في الشارع السوري ، والاهم من ذلك عدم تعود العرب بشكل عام والسورين بشكل خاص على ثقافة الاعتراف بالخطأ والتراجع عن الكبر والزهو بالنفس في حال ارتكاب الاخطاء... كل ذلك يودي بي إلى استخدام طرق أسلافنا البدائين في علاج الأمراض وذلك فيما يدعى بالعودة إلى الأصول : حيث يقوم الطبيب بمعالجة الداء عبر تذكر كل ماقام به المريض منذ ولادته إلى حين إصابته في المرض بشكل تعاويذ وذلك ظننا منه بأن معرفة تاريخ الانسان سوف تكون سببا في معرفة أصل الداء ... هذا قد يكون صحيحا فيما لو تم تطبيقه على حال الأمة السورية فليعذرنا أسلافنا الاوائل من الأطباء في استعارة طريقتهم من أجل فهم الأزمة السورية .يخطئ السوري وغيره من المثقفين في اغفالهم تاريخهم السياسي الحديث لمعرفة الملمات والأخطاء التي أدت إلى سوريا الديكتاتورية حاليا .
بداية يمكن القول بأن مسلسل الانقلابات العكسرية الذي بدأ على يد حسني الزعيم في عام 1949 والذي استمر لمجيء حافظ الأسد ،فهذا الامر يأتي من وجهة نظري بأنه أول نقطة يجب عندها الوقوف بالرغم من كونه من ثالث الاسباب في سلم الاخطاء التي قادت الى سوريا اليوم ،فهذه الحادثة قد فتحت بابا على تعبير السوري العظيم فارس الخوري من الصعب اغلاقه وللأسف كان محقا و ثمن اغلاقه كان سوريا التي نراها اليوم التي منعت التعددية السياسية التي كانت سائدة قبل مجيء البعث للسلطة و قتل مراكز القوى في سوريا التي يعتبر وجودها سببا في تطور أي بلد وحصر الولاء في يد سلطة واحدة وهي ممثلة بشخص الرئيس الاسد والذي جاء بها خطأ ثاني وهو قيام أديب الشيشكلي بالتحول من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي في مطلع خمسينات القرن الماضي وهو ما تٌطالب به معارضة اليوم ولم تفلح ولن تفلح للوصول إليه وهو ما يقودنا إلى الخطأ الثالث ... وهو خطأ واكبر كارثة شهدتها سوريا في تاريخها الحديث وهي الوحدة المشؤومة بين مصر وسوريا ... فكيف يا شكري القوتلي تُزاوج بين نظام برلماني يسوده التعددية السياسية والحياة الديمقراطية مع نظام عسكري فاشي يقوده الديكتاتور عبدالناصر .فالوحدة بين سوريا ومصر كانت النعش الذي حمل سوريا ليدفنها حافظ الاسد تحت قدميه وذلك عبر تشكيل ما يسمى اللجنة العسكرية (صلاح جديد ، أحمد المير ، محمد عمران ، حافظ الاسد ، عبد الكريم الجندي ) والتأسيس لفاطمية سوريا ...والخطأ الرابع (هو الذي الذي قاد إلى الخطأ الأول بشكل غير مباشر في انقلاب حسني الزعيم ولكنه بشكل مباشر في انقلاب البعث ) هو إدخال أكرم الحوراني الجيش للسياسة و التعاون مع ضباط الاقليات العسكرية في الجيش السوري فقاد هذا الخطأ إلى دخول الجيش معترك السياسة وترك ثكناته العسكرية وحماية الحدود للاقتتال حول مبنى الاذاعة في دمشق واسرائيل تسرح وتمرح من الجولان إلى سعسع ، وهذا الخطأ يمكن ربطه مع الخطأ الأول وهكذا دواليك في حلقة من الأخطاء وقعت بها سوريا الحديثة يمكن قصها على السريع على النحو التالي :
أكرم الحوراني دعم تسيس الجيش الذي بدوره انقلب على الحياة الديمقراطية في سوريا ، ثم للتخلص من انقلابات الجيش السوري فتح شكري القوتلي باب جهنم فهو لم يستعن بخبراء بالديمقراطية ولكنه استعان بديكتاتوريات عسكرية مصرية ، التي كان من أبرز شروطها حل الأحزاب السياسية والقضاء على التعددية السياسية والحياة القائمة على الانتخاب فالسورين كالمستجيرين من الرمضاء بالنار وهذا ما أدى إلى إضعاف الحياة السياسية وسبب جهلا سياسيا فضلا عن جهل اقتصادي ومعادة الطبقة البرجوازية السورية التي كانت عماد الاقتصاد السوري وهذا يقودنا إلى خطأ آخر ، وهو التحول إلى الاشتراكية وتحويل الاقتصاد من بين أيدي أناس تفهم بالاقتصاد إلى أيدي أناس لاتفقه بحك أنوفها حتى!!! وهو الجيش وخلق برجوازية قائمة على الولاء للجيش وشخص السيد القائد العام للقوات المسلحة .فالولاء أصبح تجاه من يملك قوت يومك وهو الجيش لا باتجاه الدولة التي تعيش في ظلها فأنت مواطن مخلص مادمت تسبح بحمد القائد ومواطن طالح حتى لو تحدثت بصالح الوطن ولكن من خارج مظلة القائد . وهنالك خطأ في منتصف خمسينات القرن الماضي مهد لتسلم حزب البعث العربي الاشتراكي السلطة في سوريا على طبق من ذهب وهو اغتيال العقيد المالكي واتهام الحزب السوري القومي الاجتماعي وملاحقه أعضائه والتنكيل بهم(( أي غيابهم عن الساحة)) ومن ثم الوحدة التي قضت على معترك الحياة السياسية والتي أبقت على الحياة السياسية في الجيش متمثلا في اللجنة العسكرية (اعضائهم الخمسة من حزب البعث ) وبعض الناصريين فبعد الانفصال قام انقلاب الثامن من آذار وصفى كل المعارضين له في الجيش وخصوصا الناصريون ،ومن بعدها بدأت التصفية داخل اعضاء حزب البعث وصولا لحكم حافظ الاسد الذي اسس ديموقراطية جوهرها مبني على الاستبداد وباستخدام شعارات من الهراء (كلمات و الفاظ عميقة ورنانة ) ولكن لا وزن لها في الشارع .
وباختصار شديد :
شكري القوتلي بوحدته مع مصر ، اكرم الحوراني مع تسيسه للجيش مهد للانقلابات ،عدنان المالكي باغتياله مهد لحزب البعث ،اديب الشيشكلي والغائه الحياة البرلمانية وتكريس شخص الرئيس مهد لديكتاتورية حافظ الاسد بل واعطاه شرعية في قصف المدنين حيث امر بقصف مدنيي السويداء كما فعل حافظ الاسد مع مدنيين حماة لاحقا ...كل تلك الحماقات هي ما شكلت سوريا الحالية ومع ذلك السوريون لايريدون معالجتها للآن ،هذا ان كانوا على علم بها ....
المشكلة يظنون بأن الديكتاتورية ظهرت مع الاسد من العدم.. واه وحصرتي على هكذا مثقفين وسياسيون لايعرفون تاريخهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعرف على السباق ذاتي القيادة الأول في العالم في أبوظبي | #سك


.. لحظة قصف الاحتلال منزلا في بيت لاهيا شمال قطاع غزة




.. نائب رئيس حركة حماس في غزة: تسلمنا رد إسرائيل الرسمي على موق


.. لحظة اغتيال البلوغر العراقية أم فهد وسط بغداد من قبل مسلح عل




.. لضمان عدم تكرارها مرة أخرى..محكمة توجه لائحة اتهامات ضد ناخب