الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القصة القصيرة جدا إبداع و متعة

عماد نوير

2018 / 3 / 15
الادب والفن


ق ق ج إبداع و متعة....
___________________
لكل جنس أدبي هناك عيون ترعاه، تحوم حوله و تحرسه من كل دخيل، تصفّق بشراهة لجديده، وتُسعد لتميّزه، و تواكب تطوّره، عيون تتعاقب على خدمته من جيل لآخر، إنهم كتّابه و مطوّروه، و نقّاده و محلّلوه، قرّاءه و شَغوفوه، الجميع يتابعه فينمو و يزدهر و تينع أثماره فيغدو شيئا مهابا، و أدبا مستساغا، فالشّاعر و القاص و الخطيب و كل من يتعامل مع اللغة بطريقة أدبية يساهم بمباشرة أو دونها، في تعزيز الجّنس الذي يحاول الإبداع فيه.
و القصة القصيرة جدا نوع أدبي وِلِدَ من رحم القصة القصيرة التي هي بدورها تناسلت من القصة فالرواية.
و مع الإيقاع المتسارع للعالم أجمع و بكل مفاصله، دون تشخيص شيء عن شيء، و في زمن العولمة، و النَفَس السريع، و الطرح المقتضب فقد شمل هذا الإجراء المجال الأدبي، و كل أجناسه دون شك، و بما إن القصة القصيرة هي الأكثر قربا إلى مدارك المتلقي، و أكثر تلهّفا للإقبال عليها و التهامها بنهم، و التشوّق لمتابعتها في صفحات الأدب و الانقضاض عليها، فهي تلامس الواقع بدرجة كبيرة، و تعالج مشاكله و تحاول أن تواسي أحزانه و تفضح شوائبه، و تثني على محاسنه، إذا فهي الأقرب من غيرها دون إدنى مجامله، و قد نالها الضغط في زمن الحداثة، و نهج المطورون الحداثيون نهجا متسارعا في عرضها بأسلوب يلائم الحركة السريعة و المستعجلة في كل الإتجاهات.
و بالطبع فقد لاقى هذا الأمر شأنه شأن غيره من المحدثات، كالقصيدة النثرية، و شعر التفعيلة، لاقى إعراضا من البعض و ترحيبا من البعض الآخر، و سارت وتيرته منذ ظهوره على الساحة الأدبية العربية في بداية تسعينات القرن الماضي على يد رواد القصة القصيرة في الوطن الكبير دون ذكر الأسماء خشية الإجحاف، و إغفال اسم دون قصد لا ينبغي إهماله إن عدّت الأسماء.
لقد أبدع القاصّون العرب و كثّفوا النصوص مفردة و معنى فتحدّوا تمطيط الأحداث و تشبيكها و الاستطراد و المبالغة في الإسهاب إلى الاقتضاب و الإيجاز و الحركة السريعة.
إذاً فالقصّة القصيرة جدا ققج هي الحدث العولمي الأدبي الجديد الذي دغدغ مشاعر المتلقي و داعب أوتار رغبته في القراءة، و في محاولة لتوضيح القواعد الصحيحة المتّبعة لكتابة نصّ رائع و جميل و مقبول يصرع لباب المتلقي و يكسب وداده، و يغازل رغباته في القراءة، وجب اتّباع النقاط التالية كضوابط رئيسية و مقوِّمات معتبرة للخروج بنص قصّصيّ خالٍ من كل شائبة، و مشبّع بكل محسّنة، نص يروق المتلقي البسيط و القارئ الحصيف و الناقد الضيغم.
1/قصر الحجم(التكاثف).
2/الإيحاء.
3/النزعة القصصية الموجزة.
4/المقصدية و الرّمزية المباشرة و غير المباشرة (التلميح و الاقتضاب).
5/التجريب و النفس الجملي القصير الموسوم بالحركة و التوتّر.
6/تأزيم المواقف و الأحداث.
7/الحذف و الاختزال و الإضمار.
8/التصوير البلاغي الذي يتجاوز السّرد المباشر إلى ما هو مجازي.
9/لغة الانزياح و الخرق الجمالي.

تحيّتي و الودّ ... عماد نوير ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا


.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟




.. الفنان الكوميدي بدر صالح: في كل مدينة يوجد قوانين خاصة للسوا


.. تحليلات كوميدية من الفنان بدر صالح لطرق السواقة المختلفة وال




.. لتجنب المشكلات.. نصائح للرجال والنساء أثناء السواقة من الفنا