الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحدي الموالاة للمعارضة أمام قصر العدل وبمرأى قوى الأمن بدمشق

جهاد مسوتي

2006 / 3 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


بتاريخ 3/3/2006 دعت اللجنة المؤقتة لإعلان دمشق من خلال بيانها الملحق أدناه الشعب السوري وفعالياته السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني إلى اعتصام سلمي وحضاري لمدة ساعة واحدة احتجاجاً على استمرار فرض حالة الطوارىء والأحكام العرفية على البلاد ، وتعزيزاً للنضال من أجل رفعها . وذلك عند الساعة الواحدة من بعد ظهر الخميس التاسع من آذار 2006 ، أمام القصر العدلي في دمشق ( الحميدية – شارع النصر ) :
(( إلى الشعب السوري العظيم :
في الذكرى الثالثة والأربعين لإعلان حالة الطوراىء والأحكام العرفية ، تظهر بشكل مدمر النتائج الكارثية التي حملها فرض هذه الحالة – مع كل ملحقاتها من قوانين ومحاكم استثنائية وإجراءات ظالمة وغير قانونية بحق المواطنين على اختلاف انتماءاتهم – بشكل مستمر على جميع أنحاء البلاد منذ صبيحة الثامن من آذار 1963 .
وإذا كانت السلطات المتعاقبة على النظام الاستبدادي القمعي منذ ذلك التاريخ قد تذرعت بقضية " الصراع مع إسرائيل " لتأبيد هذه الحالة وإضفاء شرعية على سلوكها غير الشرعي ، فقد أظهرت وقائع المواجهات مع العدو وخاصة هزيمة حزيران 1967 ، بأن هذه الحالة لم تساعد على الصمود ، إنما كانت من أسباب الهزيمة . وتبين أن المستفيد الوحيد منها هي السلطة لفرض الصمت والانصياع على المجتمع ، وتأمين استمرارها واستمرار حكمها خارج إطار الدستور والقانون وإرادة المواطنين . وكان الشعب السوري أبرز ضحاياها . حيث تم تغييب المجتمع ، وحصر العمل العام بالسلطة وأجهزتها الحزبية والأمنية والحكومية . بعد أن شلت الفعاليات السياسية والمدنية ، وصودرت الحريات العامة . ومضت آلة القمع في ترهيب المواطنين وكبح أي حراك وطني ديمقراطي باتجاه المطالبة بحقوق الشعب ، وصلت حد ارتكاب المجازر . كما حدث في حماة وغيرها من المدن السورية خلال أحداث الثمانينات . حين سقط عشرات الآلاف من السكان الآمنين قتلى وجرحى ، وأودع الآلاف في السجون لفترات طويلة تجاوزت العشرين عاماً . وغيب آلاف المفقودين الذين لا يعرف شيئاً عن مصيرهم حتى الآن . وكما حصل في أحداث القامشلي في 12 آذار عام 2004 ، عندما سقط العديد من المواطنين الأكراد ضحايا الممارسات القمعية .
ولم يسلم الاقتصاد السوري من انعكاسات الحكم العرفي طويل الأمد ، الذي وضع الحكام خارج النقد والمساءلة والتغيير . ففشلت مشاريع التنمية ، وجرى تدمير المؤسسات الاقتصادية واستنزافها بالنهب والتخريب . وتدهورت الأحوال المعيشية للمواطنين ، في الوقت الذي تراكمت فيه الثروات الخيالية لدى المسؤولين وأولادهم وأعوانهم وأقاربهم على حساب ثروة الوطن ومصالح الشعب ولقمة عيشه .
إن ما تعاني منه سورية اليوم على مختلف الصعد ، يعود في جانب كبير منه إلى السلطة المطلقة التي منحتها حالة الطوارىء للحكام . إذ وضعتهم فوق المحاسبة ، وأطلقت يدهم لاحتكار السلطة والثروة والمعرفة . وكانت النتيجة مئات الآلاف من المهجرين طوعاً وقسراً ، وآلاف المعتقلين والسجناء السياسيين تغص بهم السجون السورية ، وآلاف الممنوعين من المغادرة والمحرومين من الدخول بشكل آمن إلى وطنهم . ومازال شعبنا يتعرض للاضطهاد السياسي ، كما يتعرض النشطاء السياسيون ، وخاصة في أوساط الشباب وطلبة الجامعات ، للملاحقة والاستدعاء والاعتقال وكل صنوف الترهيب ، لمنعهم من التحرك والتعبير عن آرائهم وحاجاتهم وطموحاتهم .
إن بلاداً تقيد فيها الحياة السياسية والاجتماعية والفكرية للشعب ، وتنعدم فيها الحريات العامة والمساواة بين المواطنين ، وتفتقر للحياة الدستورية وسيادة القانون ، وتحتجز فيها إرادة الشعب وحركته من أجل النهوض ، و تنتفي السياسة في العلاقة بين حكامها وشعبها ولا يبقى غير القمع ، لا يمكنها أن تواجه العدو والمخططات الخارجية ، كما لا يمكنها أن تعبر إلى المستقبل بسلام في ظل استمرار هذه الأوضاع ، فلا بد من التغيير .
تدعو اللجنة المؤقتة لإعلان دمشق الشعب السوري وفعالياته السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني إلى اعتصام سلمي وحضاري لمدة ساعة واحدة احتجاجاً على استمرار فرض حالة الطوارىء والأحكام العرفية على البلاد ، وتعزيزاً للنضال من أجل رفعها . وذلك عند الساعة الواحدة من بعد ظهر الخميس التاسع من آذار 2006 ، أمام القصر العدلي في دمشق ( الحميدية – شارع النصر ) .
كما تدعو أطراف إعلان دمشق وأصدقاءهم والجاليات السورية في الخارج لإجراء مثل هذا الاعتصام أمام السفارات السورية في الأوقات والشروط التي يرتأونها .
فلنعمل معاً من أجل إخراج بلادنا من حالة الطوارىء والاستبداد ، وبناء سورية الديمقراطية وطناً حراً لكل أبنائها .))
وفي التاريخ والوقت والمكان المحدد في الدعوة للاعتصام يوم الخميس 9/3/2006 تقاطر عشرات المثقفين والناشطين الحقوقيين والسياسيين أمام قصر العدل . وكان عدداً من الصحفيين والدبلوماسيين بالقرب من المشاركين كمراقبين. وكان أيضاً بانتظار هذا الحشد عناصر من قوى الأمن والشرطة . وفي ذلك أمر طبيعي ، لضمان الأمن لهذا الاعتصام المحدد لساعة واحدة . ولكن المتوقع وغير المفاجيء قد حصل بقدوم عشرات من الفتية والصبية يلوحون بالأعلام السورية وبصورة الرئيس بشار الأسد ويهتفون – الله سورية بشار وبس – وبعد قليل قلب بعضهم الأعلام وقام بلفها وتحويلها إلى عصي يلوح بها ويهدد . ولم يفاجأ المعتصمون لأنه كان من المتوقع حدوث مشهد مكرر لما جرى في اعتصام العام الماضي عندما بدأ الصبية والفتيان بالتعرض بالضرب لأحد المعتصمين الذي عبر عن إحتجاج لهذا المظهر غير الحضاري وتم جره بمساعدة الشرطة إلى سيارة كانت تقف بالقرب من المكان. ثم تكرر الأمر مع أكثر من معتصم وكان الضرب ينهال بشكل جماعي من الصبية على الضحية الجديدة . وكانت حركة متظاهري الموالاة ذهاباً وإياباً أمام قصر العدل كقاطعين لطريق شارع النصر مداهمين جموع المعتصمين. بينما يقف من بقي من معتصمي إعلان دمشق على الأرصفة يشاهدون مشهد اً مهماً من مشاهد قانون الطواريء في سورية . وهم بموقفهم هذا كانوا يعرضون مشهداً حزيناً إضافياً للمعارضة السورية. وكانت قوى الأمن تقف متفرجة على هذا المشهد بل حامية له.
السؤال الموجه إلى النظام السوري : هل في هذا الاستعراض الإرهابي من قبل أولاد وصبية قد تم تربيتهم على العنف والإرهاب في مواجهة أهلهم وشعبهم نبني سورية الحديثة ؟ وهل إذا منع الحوار والحراك السياسي والاجتماعي إلا إذا كان موالياً يصنع قدرة على الصمود في مواجهة الأخطار الخارجية ؟ وهل قوى الأمن في موقفها كمتفرج هو الدور المناط بها ؟ وهل لو تصرف المعتصمون المعارضون بنفس الأسلوب الذي مارسه الموالون سيكون موقف قوى الأمن حيادياً ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب إسرائيليون يهاجمون داعمين لفلسطين بالألعاب النارية في ج


.. -قرار بايدن- يغضب إسرائيل.. مفاوضات الرهائن في خطر




.. هل الميناء العائم للمساعدات الإنسانية سيسكت جوع سكان غزة؟


.. اتحاد القبائل العربية في سيناء برئاسة العرجاني يثير جدلاً في




.. مراسل الجزيرة: استشهاد ثمانية فلسطينيين نصفهم أطفال في قصف ع