الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتصار الطائفية السياسية انتصار للرشوة والاستبداد والفساد..وهزيمة للشفافية والديمقراطية والاصلاح

ثامر الدليمي

2006 / 3 / 11
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ان تاسيس كيان دولة طائفية في العراق قاد المجتمع العراقي باسره نحو الهزيمة سبقتها هزيمة المجتمع الدولى وخصوصا هزيمة مشروع الشرق الاوسط الكبير والديمقراطية الحلم.وان من يتحمل وزر ماتقدم هي سلطة الائتلاف ابان ادارة برايمر تلك السلطة التي اسست لمجلس حكم طائفي توهما منها باشاعة الديمقراطية و التنوع,ونتيجة لقراءتها الخاطئة لمكونات وتطلعات ورغبات الشعب العراقي سمحت للتيار السياسي الاسلامي الطائفي بشقيه السني والشيعي ان يتغلغل بهدوء ضمن الحياة السياسية متعمدة بهذا تناسي تجاربها مع النظام الاسلامي في طهران وحركة طالبان في افغانستان وهي بذلك خبأة احداث 11 سبتمبر وتداعياتها المنسية والمعلنة في ان واحد..ان لحكومة الولايات المتحدة اولا دراسات مستفيضة بالشان الاسلامي وخصوصا الاسلام السياسي تحارب من اجله في يوغسلافيا السابقة وتضربه في ايران و وافغانستان وباكستان تفتح الباب له في العراق وتغلقها بوجهه في فلسطين وخصوصا بعد فوز حماس في الانتخابات الاخيره وتمد العون الغير مباشر للاخوان في مصر وليبيا ومورتانيا وتقمعه في اليمن والسودان تساعده وترعاه في تركيا وتخذله في الكويت والبحرين واخيرا ان الازمة الحكومية في العراق هي ليست عدم رضى كتلتة معينة عن شخص الجعفري بل هي للضغظ على ايران ودول الخليج تحديدا لتمرير مخططات اقتصادية بحته تلوح بها راية الاصلاح والديمقراطية. اننا خلال السنوات الثلاث المنصرمة شاهدنا كعراقيين تراجعا في كل شي ولم نخطو خطوة حقيقية واحدة نحو السلم الاهلي والاجتماعي وبذلك اصبحت صورة الديمقراطية الموعودة مشوهة في ذهن كل عراقي لان الضحايا الذين سقطو في العراق من اجلها وبسبب مشروعها باتو يشكلون ارقاما مخيفة كما ان السجون في العراق ممتلئة باعداد كبيره من اهل العراق وان حالات الاظطهاد والاستبداد الطائفي المتبادل ارتفعت بشكل كبير اصبح يمهد لحرب اهلية معلنة في الكتمان وان الحكومة تخاف ان تصرح بها خشية على وجودها الهزيل رغم توافر الشرطة والجيش باعداد لا تقل عن ماكانت في عهد صدام حسين . والان من اية زاوية تنظر للوضع العراقي ستصاب عيناك بالعشو لان الضبابية اصبحت تلف الوطن من كل جانب.فحالات الاستبداد والرشوة والفساد اصبحت هي من تهيمن على وضع تسيير الحياة.فاذا اردت الافتراء على احدهم ماعليك الا ان تقدم شكوى مصحوبة ببعض الورقات من فئة المئة دولار لشخص ما من ( العلاسة) عندها ستجد الحي الذي يقطنه غريمك المفترى عليه مطوق من كل حدب وصوب برجال الشرطة الذين لا تشبع بطونهم ابدا وهم يتحركون باقصى طاقتهم لاستعراض عضلاتهم امام بنات المحلة ويلقون القبض على المسكين وكانه قاتل (لجمن) في زمانه وبكل سطوة واستبداد (يسحسلوه) امام الخلق من عباد الله ويهينوه علنا,وللعلم اذا كان هناك ارهابي حقيقي فانهم يخشون الاقتراب من منطقته لا بل يرسلون له جزء من (محصولهم) خوفا على انفسهم من الاغتيال وللاسف هذه الحالة اصبحت مشاعة خصوصا في العاصمة وتوابعها واذا حدث وان كان بين شرطتنا انسان ذو ضمير ناشط ولا يرضى على افعالهم فانهم (يكرونوه) بمصيبة تودي به.... ابسطها انه (يساعد المقاومة) او من ازلام النظام السابق .. وان هؤلاء لا يستطيع احد محاسبتهم لانهم محسوبين على الفئة الفلانية والحزب الفلاني الان وكانهم نسوا تاريخم في خدمة النظام السابق و(لكلكتهم) للرفاق مسؤولى الامس منبوذي اليوم...اما اذا اردت الحصول على الغاز او امشتقات النفطية الاخرى فما عليك الا ان تحصل على ورقة من مكتب السيد عندها ستكون احد تجار السوق السوداء المنتعشة منذ اشهر وبهذه الورقة ستستطيع تحقيق احلامك وتبني منزلا فخما من وارداتها خلال مدة وجيزه ومن المؤكد سيكون في منطقة امنة لانك انسان (ماتحب مشاكل)..هذه نماذج بسيطة جدا من الرشوة والفساد والاستبداد...
في ظل كل ما تقدم أصبح لدينا نظام طائفي بامتياز صانعاً معاناة شعب انهكته ثلاثية.. الرشوة ...والفساد... والاستبداد... مفككة لمجتمعنا وواقفة مثل حجر عثرة في طريق تقدمه ونهضته،كما تقف هذه الثلاثية المستنده على الطائفية في وجه أي محاولة لتشكيل المجتمع المدني ..واحباط أي أمل في عملية البناء الحضاري الشامل، كما أنها تجعل الشعب قطيعاً لا همّ لهم إلا البحث عن لقمة العيش فينحسر الوعي وينتشر الجبن والخنوع وتنعدم الشجاعة للدفاع عن الحريات الأساسية للانسان…..
في ظل هذا كله انعدمت قيم الحرية والديمقراطية فالاستبداد الطائفي في بلادنا - بفضل السلطة - أصبح مسيطراً على أبسط الأمور، من الوظائف الى الدراسة ونظم الزواج ...الخ ,فانه اغتال كل ماهو جميل في المجتمع اغتيالاً مادياً ومعنوياً، إذ انتفت العدالة والحرية والكرامة وأصبحت المناصب والوظائف حكرا ًعلى شريحة معينة لا تغدو أن تكون مجموعة من الباغين والنخاسين، وتم إقصاء معيار المواطنة للفرد والمجتمع عن المساهمة في ممارسة عملية البناء السياسي والاقتصادي والاجتماعي والاخلاقي.

أما الفساد الاقتصادي والمالي والاداري فحدث عنه ولا حرج، فأصبح العراق مضرب المثل بل في مقدمة الدول في هذا المجال، فانتشرت الرشوة واختلست أموال الشعب والمساعدات المقدمة لاعمار العراق وثرواته ومقدراته من قبل "مافيا" مدعومة من قبل السلطة. وعندما يستشري الفساد الاقتصادي الذي هو مكمن الداء لانه يمهد للاستبداد والظلم وكل من يقف بوجه هذا الفساد؛ يحارب ويصفى وتهان كرامته
لقد رسخ هذا الثالوث في العراق فكرة المجموعة الواحده والقائد الأوحد، وكل من تحدثه نفسه بالاعتراض ليس أمامه إلا الاعتقال أو القتل أو النفي والحرمان من كل الحقوق المدنية، بينما المافيا المنظمة ترتع في مقدرات البلاد والعباد.
وفي ظل هذا النظام يتمكن فلان من المسؤلين" الوصول الى أعلى المناصب ويمتلك الملايين
وفي ظل هذا الثالوث تظهر مواهب فلان الفلاني، فيدخل البرلمان ويصبح عضواً مهما في الحكومة المقبلة
وفي ظل هذا الثالوث؛ يُعدّل الدستور، على مقاس شخص بعين او مجموعة معينة ونزولا عند رغبة الدولة المعينة وارضاءا للسيد المعين..والجياع ازدادت بهم مدن الجنوب وانتشرت الفاقة بينهم اكثر مما كانت علية في ضل النظام السابق اما المناطق الوسطى والغربية فالعمليات العسكرية فيها لم تتوقف واصبحت حاضنة لكل الارهابيين ومن جميع الالوان والاطياف الخارجية والدولية والمحلية وتوقفت عجلة الحياة الاقتصادية فيها وبدا قاطنيها يبيعون من املاكهم شيا فشيا في سبيل حصولهم على لقمة العيش او انخراط شبابه للعمل ضمن ميليشيات غير قانونية تمارس القتل والتسليب والارهاب لكل من يدفع اكثر......
إنه داء الطائفية و الاستبداد والظلم والفساد. في ظله نرى المعجزات وتنقلب المفاهيم؛ حيث تنشأ الطبقة التي تملك كل شيء وتتسع طبقة المستبدين المنتفعين وتذوب السلطات وتُداس القوانين بالأقدام وتكثر الأجهزة الأمنية وتزداد مساحة الخوف والرعب وتصبح الديمقراطية تأصيلاً للدكتاتورية والحكم الشمولي وعلاقة التيار الفلاني مع الشعب هي علاقة القهر والظلم والاستبداد.

وحيال هذاكله فإن كل الشرفاء والأحرار والمخلصين مدعوون ليقفوا بكل حزم وشجاعة لان مستقبل الوطن أصبح في خطر. ولا تقل خطورة هذا هؤلاء على البلاد من خطورة العدو المتربص؛ فكلاهما خطر علينا، ويجب التخلص من السوس الذي ينخر فينا. فلننظف بيتنا الداخلي لتصبح لدينا جبهة شعبية قوية ومتراصة قادرة على الوقوف في وجه أي اعتداء خارجي.
إن الطائفية والاستبدادما هي الا عدونا الاول امام نهضة وتقدم الوطن فوجب علينا اعادة النضر والوقوف من جديد بوجه اعداء الاصلاح والديمقراطية وخط نهج ديد لعراق جديد خالى من الطائفية السياسية...........
ثامر الدليمي
الامبن العام للرابطة الوطنية لزعماء وشيوخ العشائر العراقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحلة نجاح علي طيفور: كيف تغيرت حياته وتحقق أحلامه في عالم صن


.. عودة المعارك إلى شمال ووسط قطاع غزة.. خلافات جديدة في إسرائي




.. القاهرة نفد صبرها.. وتعتزم الالتحاق بجنوب إفريقيا في دعواها


.. ما هي استراتيجية إسرائيل العسكرية بعد عودة المعارك إلى شمال




.. هل خسرت روسيا حرب الطاقة مع الغرب؟ #عالم_الطاقة