الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كي نستعيد عناصر القوه :القطع مع اوسلو

فهد سليمان

2018 / 3 / 19
القضية الفلسطينية


■ لتحرير الحالة الوطنية الفلسطينية من القيود التي تكبلها، ومن أجل شق طريق التقدم نحو إنجاز المشروع الوطني الفلسطيني ـــــ لا يملك الشعب الفلسطيني وقواه السياسية وحركته الوطنية سوى خيار إعتماد إستراتيجية تقوم على أولوية المقاومة، وما يحيط بهذا الخيار من محاور عمل أخرى، سياسية ومؤسساتية وسواها، تدعم هذا الخيار بروافد تُعظِّم زخمه وفعله وتأثيره في مجريات الصراع. إن هذا التوجه لا يعني أقل من إستعادة عناصر القوة الفلسطينية المتمثلة بأمرين رئيسين: القطع مع إتفاقات أوسلو، وبناء الوحدة الداخلية..
■ القطع مع إتفاقات أوسلو وبروتوكول باريس الإقتصادي والتحرر من إملاءاتهما وإلتزاماتهما، يقتضي الإقدام على ثلاث خطوات رئيسية نصت عليها – من بين قرارات أخرى - قرارات المجلس المركزي في دورتيه الأخيرتين (2015 + 2018)، وهي: سحب الإعتراف بإسرائيل، وقف التنسيق والتعاون الأمني مع الإحتلال، الإنفكاك من التبعية الإقتصادية لإسرائيل.
المطلوب، بعد ما جرى التوافق على هذه القرارات، وأصبحت ملزمة للمؤسسة الوطنية الفلسطينية أي للجنة التنفيذية، هو العمل على تنفيذ هذه القرارات، وليس العمل على إحالتها إلى لجان إختصاص تحيلها هي الأخرى إلى لجان، في لعبة باتت معروفة، الهدف منها تعطيل هذه القرارات، ترحيلها، لصالح إدامة السياسات الفاشلة المستندة إلى إتفاق أوسلو وبروتوكول باريس. فمنذ أن إتخذت هذه القرارات في 5/3/2015 وأعيد التأكيد عليها في 15/1/2018، وهي معلقة، في سوق المساومة السياسية، على وهم التلويح بها، للوصول إلى مكاسب سياسية، فشلت هذه الإستراتيجية في تحقيقها حتى في ظل حكومة إسرائيلية أقل تصلباً وتشدداً، وفي ظل إدارة أميركية أقل إنحيازاً. إن العودة إلى سياسة بناء الأوهام على إمكانية الوصول إلى حلول معيّنة عبر الإستراتيجية الرسمية التي مازالت معتمدة، لا يخدم تطور الكفاح الوطني، بل يسهم في تبديد الوقت الذي نجح الجانب الإسرائيلي في تجنيده لصالحه، عبر زرع الوقائع على الأرض، لفرض النتائج المسبقة، على أية عملية تفاوضية قد تستأنف في يوم ما.
■ بالتالي فإن ما إصطلح على تسميته «رؤية الرئيس للسلام» أي المبادرة التي أطلقها رئيس اللجنة التنفيذية في خطابه في مجلس الأمن الدولي في 20/2/2018، ما هي إلا عودة إلى القديم الذي لا يملك مقومات النجاح، خاصة وأنه يستعيد تجارب فاشلة، كتجربة مؤتمر أنابوليس (27/11/2007) التي إنتهت المفاوضات الثنائية المنبثقة عنه بالفشل الذريع، وبحرب دموية شنتها قوات الإحتلال الإسرائيلي نهاية العام 2008 على قطاع غزة، أو كتجربة مؤتمر باريس (15/1/2017)، الذي جرى التمهيد له تحت الشروط الأميركية، وفي ظل تنازلات فلسطينية مسبقة وكانت جلسته الأولى هي الأخيرة، وإنتهى إلى الفشل الذريع.
إن مثل هذه المبادرات، الفاشلة مسبقاً، لا وظيفة لها سوى فتح الفراغ على مزيد من الفراغ، والتهرب من إستحقاقات وتحديات «إستراتيجية المقاومة أولاً، وتدويل القضية والحقوق الوطنية ثانياً»، ومتطلباتها الوطنية والعربية والإقليمية. وأهمها إعادة بناء الوحدة الداخلية■








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بمشاركة بلينكن..محادثات عربية -غربية حول غزة في الرياض


.. لبنان - إسرائيل: تصعيد بلا حدود؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أوروبا: لماذا ينزل ماكرون إلى الحلبة من جديد؟ • فرانس 24 / F


.. شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف




.. البحر الأحمر يشتعل مجدداً.. فهل يضرب الحوثيون قاعدة أميركا ف