الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازدواجية المعيار عند المتلقي

منير الكلداني

2018 / 3 / 20
الادب والفن


ان العلم بكل اتجاهاته لا يكون مثمرا الا اذا اتسم بطابع من الموضوعية معتد بها وبخلاف ذلك يفقد العلم اهم قوة فيه مما يجعله عرضة للانتهاء خاصة في العلوم التي تاخذ من الانسانية خطوطها واتجاهاتها وهذا ما نراه جليا في ازدواجية المعايير بالنسبة لتقسيم العلم والمتلقي منها فنحن نشاهد ان المتلقي ياخذ العلم الطبيعي بدون السؤال عن خلفيات صاحب النظرية او القانون وياخذها مسلمة بدون اي اتهام لمتناولها وشارحها وناقدها بالكفر او العمالة او ما شاكل ذلك من الامور التي صارت عادة عند البعض واما تلك النظريات والاقوال التي تخص العلوم الانسانية فان المتلقي يتدخل بشكل الصدام مع ناقلها او شارحها او ناقدها حتى لو كان المتلقي غير متخصص في موضوعه وقد تصل الامور الى تكفير الشارح او الناقل لا لشيء الا انه تطرق لموضوع من وجهة نظره يراه يصب في علمه الانساني وهذه قد تكون من طامات العلوم الانسانية وهذا يكاد يكون امرا مسلما لمن يتدين بدين ما وكان هدف العلم الانساني تحول الى الطبقية فكل صاحب اتجاه عقدي سواء كان يؤمن بالله او لا يؤمن به يحاول بشتى الوسائل حصر العلم الانساني بتابعيه ويهمل كل عبقرية اخرى لا لشيء الا لانها لا تتفق معه في اتجاهه العقدي وقد قلنا ان كل العلوم الانسانية تكاد تكون واقعة في هذا المطب ومنها اكيدا الادب بكل اقسامه بما انه علم انساني واذا راجعت المناهج التدريسية الادبية في كل بلدان العالم ستجد ذلك واضحا بما لا يقبل الشك في ذلك فصار جريمة ان تذكر ابداعات الجواهري في زمن يرى الجواهري خائنا للبلد وان تترحم على عبد الرزاق عبد الواحد لانه كان بعثيا بحسب راي البعض وان تتفق مع بعض اراء سليمان رشدي لتكون كافرا وكان العلم الانساني صار بمعيار طبقي ومحكوم عليه بان يكون حكرا لجهة فقط ولا يجوز بحال الخلاف فمن اختلف لا مكان له وان كان وحيد عصره ولعل هذا ما ادى الى ضمور كبير في الادب بل والى تراجع نكاد نلمسه بوضوح من خلال الفارق الشاسع بين نتاجات العصور السالفة ونتاجات هذا العصر فالادب هو ترجمان الانسانية جمعاء فان ضاقت مساحته هف وتلاشى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - تفاصيل أول معسكر يجمع محمد صلاح وحسام وإبراهيم


.. كلمة أخيرة - تذاكر مباراة المنتخب خلصت.. الناقد محمد عراقي ي




.. لماذا فشلت ترجمة كلمة -الرحمن الرحيم- إلى الإنجليزية؟ | #حدي


.. عقد قران الفنانة جميلة عوض على المونتير ا?حمد حافظ




.. -تعالوا واكتشفوا الجزائر-.. خطة لتطوير المواقع التاريخية وال