الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن أهداف احتلال عفرين وسبل إفشاله

دلشاد مراد
كاتب وصحفي

2018 / 3 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


دخل إقليم عفرين مرحلة جديدة على أثر احتلالها من قبل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته في 18 من شهر آذار الجاري، فدولة الاحتلال التركي لها أهداف معروفة من وراء احتلالها لعفرين، ولم يتردد أردوغان في الكشف عن ذلك أمام الرأي العام، ولذا فإن إدراك حجم المخطط التركي وداعميها من القوى الإقليمية والدولية هو أمر في غاية الأهمية حتى يتم وضع التصورات والسبل الصائبة لإفشال ومنع المحتلين من تحقيق أهدافهم على أرض الواقع.
الهدف الأول: التوسع الاحتلالي في المنطقة على حساب إبادة وتشريد الشعوب الأصيلة في المنطقة، وهذا يعود إلى النهج الذي يسير عليه القائمين فعلياً على إدارة الكيان التركي من خلال اتباع أساليب الغزو والإبادة والتهجير والنهب والسلب وتدمير الإرث الحضاري، وكل ذلك لشرعنة وجودهم والتمدد في المنطقة، ويعتمدون في ذلك على عناصر مرتزقة محليين وكذلك عناصر مرتزقة من المتطرفين جيء بهم من أواسط آسيا والقوقاز، حيث تعمل الدعاية التركية الأردوغانية بنشاط في تلك المناطق بهدف جذب المتطرفين وتجنيدهم كمرتزقة لصالح الأجندات الاحتلالية التركية في المنطقة.
الهدف الثاني: منع شعوب شمال سوريا من تحقيق مشروعهم السياسي والإداري (الاتحاد الفيدرالي الديمقراطي) وإجهاضه حتى لا تعمم على جميع أرجاء البلاد السورية، وبالتالي حتى لا تصبح نموذجاً لحل قضايا الشعوب والمجتمعات في المنطقة ككل، فهم يخافون أن يكون هذا الحل بذرة لانهيار النظام الفاشي والديكتاتوري في تركيا.
الهدف الثالث: التغيير الديمغرافي والإبادة الجماعية للسكان الأصليين في المنطقة من خلال ارتكاب المجازر وتهجيرهم وتشريدهم واحتلال أراضيهم ونهب ممتلكاتهم، وقد أعلن أردوغان مراراً إنه يهدف من وراء احتلال عفرين توطين ثلاثة ملايين لاجئ سوري فيها، وتزامن ذلك مع عزم حكومة الاحتلال التركي منح المزيد من اللاجئين الجنسية التركية وموافقة المفوضية الأوروبية على تقديم دفعة مالية ثانية تبلغ ثلاثة مليارات يورو لمساعدة تركيا على تنفيذ مشاريع بشأن اللاجئين السوريين على أراضيها حسب الاتفاق المبرم بين الطرفين قبل سنتين، فهم يهدفون إلى تتريك اللاجئين السوريين وتوطينهم في مناطق ذات غالبية كردية بعد تهجيرهم من أراضيهم. وهذا تنفيذ لسياسة (فرق تسد) بغية ضرب شعوب المنطقة ببعضها لتسهيل احتلال المنطقة.
وحتى يمكن دحر الاحتلال التركي وإفشال مخططاته التوسعية والتدميرية في المنطقة لا بد من اتباع سبل واستراتيجية، على أن يتشارك في تنفيذ تلك الاستراتيجية كافة مكونات وشعوب الشمال السوري.
1-الاستمرار باعتماد مبدأ وخيار المقاومة الشاملة لطرد الاحتلال التركي ومرتزقته، وهذا المبدأ يعمل به من قبل الإدارات الذاتية في أقاليم فيدرالية شمال سوريا، وقد أعلنت الإدارة الذاتية في عفرين انطلاقاً من مناطق الشهباء على إثر احتلال مدينة عفرين انطلاق مرحلة حرب الكريلا (أسلوب الكر والفر) لطرد المحتلين والمرتزقة من أراضي مقاطعة عفرين.
2-عدم التعامل مع الاحتلال التركي ومرتزقته (الائتلاف والفصائل التابعة لها)، وفضح واستهداف كل تنظيم أو فرد يتعاون مع الاحتلال التركي، ولاسيما إن تركيا تلعب بهذا الحبل، حيث نظمت في اليوم الذي احتلت فيه عفرين اجتماعاً شارك فيه عناصر مرتزقة من المحسوبين على الكرد.
3-تمتين الصف الداخلي في شمال سوريا، إذ يمكن انعقاد اجتماع عاجل لكافة ممثلي المكونات والشعوب من أحزاب ومنظمات ومؤسسات مجتمعية وعشائر لاتخاذ موقف وخطاب مشترك إزاء المخططات الاحتلالية لمناطق شمال سوريا.

*زاوية "في العمق" - صحيفة روناهي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟