الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امل .......!!!

زهور العتابي

2018 / 3 / 20
الادب والفن


لم تكن محاضرة الدكتور عدنان أستاذ الاقتصاد السياسي كسابقاتها في ذلك اليوم حيث كان الطلبة على موعد لاستلام تقاريرهم بعد قراءتها وتدقيقها من قبل الاستاذ واختيار الخمسة الأفضل منها ليحتفظ بها كارشيف في مكتبته وكذلك منح الدرجات المناسبة لها حيث خصصت ٢٥ درجة للتقارير....ووعد ان يمنح أصحاب التقارير الفائزة من الطلبة جوائز عينية بسيطة ....ما أن دخل د. عدنان القاعة حاملا التقارير معه اخذ يتكلم عن ما لمسه منها ...اشاد ببعضها بينما انتقد البعض الآخر...ثم أخذ يقرا أسماء الطلبة الخمسة الفائزين...كانت امل وسعاد من ضمن الاسماء الفائزة ...وكان لزاما على الطالب الفائز أن يجلس مكان الأستاذ وعلى كرسيه ويتحدث بشكل موجز عن تقريره ..المقدمة..الخاتمة .و.و وهكذا فعل الجميع واحدا تلو الآخر... .بعدها وزعت الهدايا على الطلبة الفائزين ...ما أن انتهت المحاضرة حتى تجمهر الجميع ليعرفوا ما نوع الهدايا التي وزعت ....صاح أحدهم..قلم باركر ..الله روعة...وقال الاخر....اني هم قلم باركر....سارعت امل لتفتح هديتها ..صدمت لأنها وجدتها غير ( ميدالية ذهب على شكل وردة صغيرة رصّت على جوانبها حبّات من الؤلؤ و بدون سلسلة بل يحملها شريط اسود يشد على الرقبة ) أخفت الهدية لدى سماعها لأحدهم ..وهو يسأل سعاد ..انتي شنو هديتك ؟ قالت قلم باركر رصاصي ..صاح الجميع ( شنو الكل قلم باركر !؟..وانتي امل ؟) قال أحدهم..أجابت وهي تخرج على عجل ...باركر أسود..خرجت مسرعة وتوجهت الى غرفة الطالبات ..جلست لوحدها مذهولة...واخذت تفكر وتكلم نفسها ..لِما هديتها تختلف عن الآخرين !؟ وهل هي فعلا ذهب أم تقليد !؟ ترى لو علم بقية الطلبة بانّ هديتها غير ماذا سيقولون ...كيف سيفكرون !؟ أرعبتها هذه الافكار...هل تتقبلها ام تعيدها إليه..ام ماذا عساها أن تفعل !؟ هي تعرف جيدا انها الطالبة المميزة لديه وهو حريص جدا عليها ..دائم النصح لها... وكثيرا ما كان يثني عليها امام الجميع لانها فعلا مميزة .ودرحاتها في مادة الاقتصاد ممتازة جدا كما انها محاورة جيدة في درس ( النقاش الحر ) ذاك الذي خصَّص له الأستاذ يومين في الأسبوع....كما انَّها لا تنسى أبدا ذلك اليوم الذي طلب منها أحد الطلبة الشيوعيون أن تنتمي للحزب...حينما علم د.عدنان بهذا ولاتعرف كيف !! بعث إليها إلى غرفة الأساتذة وتعمّد أن تكون خالية إلا منه طلب منها أن لا تنتمي لأي حزب بما فيه الحزب الشيوعي..وقتها أجابته انّها لا تؤمن أساسا بالعمل السياسي لكنها سألته (كيف وأنت الشيوعي المخضرم تطلب مني بعدم الانتماء له قال لها حرفيا ( اخاف عليك امل تتبهذلين وما أريد تشوفين الي اني شفته ابدا) هذا كان حريصا عليها... وهي بدورها لا تنظر اليه إلا كأستاذ مميز .. مثقف وخلوق...واعجابها به لا يتعدى اعجاب البنت لأبيها لاسيما وأنها كانت قد فقدت ابيها قبل أشهر ...كل هذا فكرت به وهي تنظر إلى المدالية التي بين يديها ...أمضت يومها كله وكأنها في دوامة وما ان عادت إلى البيت أعطت المدالية لأختها الكبرى كي تذهب بها لأحد الصاغة في المنطقة للتأكد ان كانت ذهب أم لا ...وتاكد لها فعلا انّها ذهب ووزنها ليس بقليل ..وحاولت اختها ان تخفف من روعها ( امل اخذي الامور ببساطة انتي طالبة مميزة عنده ..فعادي يعطيك هدية يميزك بيها عن الآخرين .. لو اني منك باجر اكله شكرا جزيلا استاذ.. الهدية حلوة ) .....
دخلت المحاضرة في صباح اليوم التالي وكانت بمنتهى الخجل والارتباك حينما وقعت عيناها عليه وهو يشرح ...نظر إليها ...ثم عاود النظر إليها ..قرات في عينيه شيء من تساؤل كأنما لسان حاله يقول أين هي لما لم تلبسيها !؟ هكذا فسّرت نظرته ..فما أن اخذ الطبشور وبدأ يكتب على السبورة ..فتحت حقيبتها بسرعة وأخرجت القلادة ولبستها على الفور ....استدار مسترسلا بالشرح....نظر إليها...ثم عاود النظر مرة اخرى وابتسم ابتسامة لم تفهم معناها ثم أخذ يضحك ..ويضحك ..و..ولم يتوقف ابدا ...حاول جاهدا أن يهدأ لكن دون جدوى وضحك الجميع معه ..غصّت القاعة بالضحك دون معرفة مالذي يُضحك الأستاذ !؟.قال معتذرا ( طلاب ..اعذروني..اليوم الصبح تعرضت لموقف طريف تذكرته الان وضحكت ...اسف . واخفى وجهه بكلتا راحتيه واخذ يتمتم ...استغفر اللله .. المعروف عن أستاذ عدنان أنه حزين على الدوام ...عصبي حاد المزاد حتى انه نادر جدا مايبتسم ..لذا شعر الجميع بالبهجة والسرور وشاركوه الضحك والفرح...الوحيدة امل لم تشاركهم بل أصيبت بالدهشة والحيرة ..ترى لماذا يضحك د.عدنان هكذا !؟ ...أيقنت أن شيء ما فيها هي دون سواها من جعله يضحك هكذا ...تذكرت انه ما أن رأى القلادة ضحك لذا تحسست رقبتها وأدركت السبب !! يااارب ...ما هذا الذي فعلته !؟ تمتمت في نفسها وهي تتحسس القلادتين..حيث انها كانت أصلا ترتدي وكعادتها ( مداليتها الزاركون الزرقاء ذات الشريط الأسود ) الذي حصل انها لبست قلادته فوقها ..فاصبحت فعلا نشاز !! شريطين حول الرقبة في ان واحد وكلاهما أسود !! سخرت من نفسها كثيرا ..وأحسّت كأنّ الدنيا تدور من حولها ..كلمت نفسها ...اذن له الحق أن يضحك بهذه الطريقة !؟ الهي كم انا غبية ...متسرعة ..فكّت الشريطين بعصبية وخلعت القلادتين ووضعتهما في الحقيبة . ..بينما استمر الجميع بالضحك بما فيهم د. عدنان...و...ووحده الجرس من أخرجه من الحرج الذي هو فيه.....غادر القاعة مسرعا وسط ذهوول الطلبة واستغرابهم ...وتعليقاتهم ...فما أن خرج قال أحدهم ..ياجماعة شبي اليوم أستاذنه....مات من المتضحك ..هههههه.بس تدرون والله تونسنه اليوم ياريت دائما الدكتور هيجي فرحان ويضحك ...كضيناهه وياي مغيم ومعبس وعصبي طول عمره !! وعلّق آخر....هوَّه كال أكو موقف شافة الصبح ..ياترى شنو هالموقف الي يخليّه يضحك لهالدرجه ...صدك غريبة !! بينما تسائلت احداهن ...لَكُم عيني ..أموت وأعرف شنو السبب ورة هالتفير !؟ واحد يفهمني تره مدا استوعب الي شفته !؟ سمعت كل هذا امل فضحكت وتمتمت وهي تنظر إلى القلادتين التي في الحقيبة...انا وحدي من يعرف السبب !! ضحكت عاليا ..ضحكت من الأعماق هذه المرة ومن كل قلبها ..هههههههه..ولسان حالها يقول ...اه لو تعرفون شنو السبب !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر تقرر توسيع تدريس اللغة الإنجليزية إلى الصف الخامس ال


.. حياة كريمة.. مهمة تغيير ثقافة العمل الأهلى في مصر




.. شابة يمنية تتحدى الحرب واللجوء بالموسيقى


.. انتظروا مسابقة #فنى_مبتكر أكبر مسابقة في مصر لطلاب المدارس ا




.. الفيلم الأردني -إن شاء الله ولد-.. قصة حقيقية!| #الصباح