الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التشبيك الامني مناورة لتسليم ايران مقاليد الامن في عدد من دول الشرق الاوسط العربي

صافي الياسري

2018 / 3 / 20
مواضيع وابحاث سياسية




التشبيك الامني مناورة لتسليم ايران مقاليد الامن في عدد من دول الشرق الاوسط العربي
صافي الياسري
والتشبيك الامني في حقيقته اقامة شبكة من العلاقات الامنية بين دول غيرمستقرة امنيا وعاجزة عن تحقيق الاستقرار الامني لتمكينها من اجتياز اوضاعها المتردية ،وهي دعوة في حقيقتها سعي لتسليم ايران القرار السيادي الامني في دول الشرق الاوسط العربية ابتداءا من العراق وسوريا ولبنان واليمن وعدد من دول الخليج العربي التي لم تتمكن من التغلغل فيها وزعزعة استقرارها ،ونظرية التشبيك الامني التي يروج لها محمد جواد ظريف وبخاصة بعد هزيمة داعش تلمح لى ان ما بعد داعش المدمرة يجب ان تكون ايران المعمرة ،وهذا مقال نشرته الفايننشال تايمز بقلم محمد جواد ظريف وقد ورد فيه :


لم تبشّر هزيمة داعش بعودة الاستقرار إلى مساحة واسعة من الأراضي فقط بل هي تؤجج أيضاً توتراً وصراعاً جديداً بما في ذلك الجهد المركز لإعادة إحياء الهستيريا التي حجبت منذ وقت طويل حقيقة السياسة الخارجية لإيران.
عكس داعش أكثر مظاهر الشر قتامة لدى بني البشر. بيد أنه وفّر فرصة للتشارك في محاربة تهديد وجودي.
( رفض العالم ممثلا بالتحالف الدولي مشاركة ايران في الحرب على داعش باعتبارها جزءا من المشكلة وليس الحل كما ان ايران تريد من مشاركتها توسيع رقعة تدخلها وهيمنتها على المنطقة ) إن العلاقات التعاونية في هذه المعركة يمكنها أن تؤدي إلى عصر جديد. إذ إننا بحاجة إلى مقاربات ومصطلحات جديدة بما ينسجم مع عالم ينتقل إلى مرحلة ما بعد سيطرة الغرب على النظام العالمي. في ما يلي مفهومان لصوغ النموذج الناشيء في غرب آسيا: فكرة المنطقة القوية والتشبيك الأمني، بحيث تساهم الدول الصغيرة والكبيرة حتى تلك المتخاصمة تاريخياً في تحقيق الاستقرار.
إن الهدف من المنطقة القوية في مقابل السعي إلى الهيمنة واستبعاد الأطراف الأخرى الفاعلة، يكمن في الاعتراف بالحاجة إلى احترام كل طرف مصلحة الأطراف الأخرى. وإن أي جهد لهيمنة بلد ما ليس غير ملائم فحسب بل هو مستحيل من الأساس وإن هؤلاء الذين يصرون على مواصلة هذا المسار بتسببون بانعدام الاستقرار
( ان من يصر على استلاب الارادة والقرار السيادي المستقل من دول المنطقة هو ايران وبهذا يرتد كلام ظريف عليه حيث لم نجد لايران منذ تدخلها العسكري في سوريا عام 2011 خطوة تساعد على السلام والاستقرار وعلى هذا لا يكون للتشبيك من دور الا الالتفاف على ارادة شعوب دول المنطقة وسلبها حقها في ممارساتها السيادية على ارض ومجتمع بلدها وليس حماية هذا الاستقرار والتشابك لضمانه ) ويستمر ظريف بالقول : .
إن سباق التسلح في منطقتنا هو مثال على هذا النوع من التنافس المدمر: إن سياسة شفط الموارد الحيوية لمصلحة مخازن الأسلحة لم تساهم في تحقيق السلام والأمن. إن العسكرة لم تفعل شيئاً سوى تذكية المغامرة الكارثية
( ظريف يحاول الالتفاف هنا على ان اكبر عملية عسكرة للمجتمع وموارده انما تجري في ايران )
إن معظم الأساليب المعتادة لإنشاء التحالفات قد عفا عليها الزمن أيضاً. نظراً لعالمنا المترابط لم تعد فكرة الأمن الجماعي صالحة خصوصاً في الخليج الفارسي لسبب رئيسي واحد وهو أن هذه الفكرة تتطلب تشارك المصالح. تشبيك الأمن هو ابتكار إيران لمعالجة القضايا التي تتراوح من اختلاف المصالح إلى التفاوت في القوى والأحجام.
معالمه بسيطة لكنه فعّال: بدلاً من محاولة تجاهل تضارب المصالح فإن هذه الطريقة تقبل الاختلافات. كما أن طابعها الشمولي يجعلها بمثابة حصن منيع ضدّ ظهور طبقة أوليغارشية في أوساط الدول الكبيرة وتسمح للدول الصغيرة بالمشاركة.
((مرة اخرى يقفز ظريف على واقع ايران حيث يتناسى ان المتسلط على القرار الايراني السيادي طبقة اوليغارشية ثيوقراطية استبدادية لا تؤمن بالحراك الديمقراطي والتعاون وتبادل المصالح ))
إن قواعد هذا النظام الجديد مباشرة: معايير مشتركة، وأهمها مبادئ ومواثيق الأمم المتحدة مثل مبدأ المساواة في السيادة بين الدول، الامتناع عن التهديد أو استخدام القوة، الحلول السلمية للصراعات، احترام سلامة الدول،
(( وهنا ايضا يتناسى ظريف ان ايران دولة لا تعترف بالمساواة في السيادة بين الدول بل انها لا تتصرف كدولة وانما كعصابة كثرت مخالفاتها وتقاطعاتها مع قررات المجتمع الدولي فصدر بحقها ثلاثة وستون قرار ادانة ))
عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، (( العالم كله ادان ويدين التدخل الايراني في الشؤون الداخلية للعراق وسوريا ولبنان وكبار المسؤولين الايرانيين يفخرون بهذا التدخل ويقولونها علنا ان اربع عواصم عربية تدور في فلكهم ولا تحسم شيئا دوا المرور بهم )) واحترام حق تقرير المصير في ما بينها.
إن تشبيك الأمن ليس الحلّ المثالي. لكنه الطريقة الواقعية الوحيدة للخروج من هذه الحلقة المفرغة من الاعتماد على القوى الخارجية الاقليمية، والتحالفات الحصرية والوهم بأن الأمن يمكن أن يتحقق بفعل البترودولار والمجاملات. ونتوقع من الدول الأخرى خصوصاً جيراننا الأوروبيون أن يروا أن من مصلحتهم حث حلفاؤهم في المنطقة على تبني هذه السياسة.
من أجل الانتقال من حالة الفوضى إلى الاستقرار يجب علينا عاجلاً أم آجلاً التوجه إلى الحوار وخطوات بناء الثقة الأخرى. على كل المستويات نواجه فشلاً في الحوار في منطقة غرب آسيا. مظاهره واضحة بين الحاكم والمحكوم، بين الحكومات وشعوبها.
مثل هذا الحوار يجب أن يوضح أنه لدينا جميعاً مخاوف وطموحات وآمال مماثلة. مثل هذا الحوار يمكن بل يجب أن يحلّ مكان الخطابات والبروباغندا. على الحوار أن يرفق بخطوات لبناء الثقة من بينها: الترويج للسياحة، إنشاء فرق عمل مشتركة في القضايا التي تتراوح من السلامة النووية إلى التلوث إلى إدارة الكوارث، الزيارات العسكرية المتبادلة، الإعلام المسبق عن المناورات العسكرية، تدابير الشفافية في التسلّح، تقليص الإنفاقات العسكرية، بحيث تقود كلها في النهاية إلى التوقيع على معاهدة عدم اعتداء.
كخطوة أولى تقترح الجمهورية الإسلامية قيام منتدى حوار إقليمي في الخليج الفارسي. ولا تزال دعوتنا الطويلة المدى للحوار مفتوحة ونحن نتطلع لليوم الذي يقبل بها جيراننا ويشجع عليها حلفاؤهم في أوروبا وأماكن أخرى في الغرب
هكذا نرى ان ما كتبه ظريف مجرد مغالطات وحذلقة وهراء فارغ لا علاقة له بالواقع وليس له من هدف الا التنظير للهيمنة والاستحواذ والاستلاب الايراني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول مناظرة في فرنسا بين الكتل الانتخابية الرئيسية في خضم حمل


.. وساطة إماراتية تنجح بتبادل 180 أسيرا بين موسكو وكييف




.. استطلاع: ارتفاع نسبة تأييد بايدن إلى 37% | #أميركا_اليوم


.. ترامب يطرح خطة سلام لأوكرانيا في حال فوزه بالانتخابات | #أمي




.. -أنت ترتكب إبادة-.. داعمون لغزة يطوقون مقر إقامة وزير الدفاع