الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرس الايراني وتصفية الاكاديمي الايراني كاووس امامي على خلفية كشفه نشاطات الحرس في تلويث البيئة

صافي الياسري

2018 / 3 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


اعلان السلطات الايرانية عن انتحار الاكاديمي الكندي الجنسية الايراني الاصول كاووس سيد امامي بعد اقل من شهر من توقيفه بتهمة التجسس ،لم يقنع احدا وبخاصة عائلته التي شككت في الرواية الرسمية بشان الانتحار ،والحادث في الحقيقة ليس الاول من نوعه فقد تم قتل عدد كبير من المعارضين لنظام الملالي في السجون والمعتقلات وكان التبرير دائما هو الانتحار ،وقد كلف الملا روحاني لجنة للتحقيق في اوضاع السجون والسجناء على خلفية انتحار عدد منهم بحسب الاعلانات الرسمية ،واللجنة لم تبرز شيئا فهي لم تكن اكثر من مجموعة مهمتها ذر الرماد في العيون واغلاق ملف القتلى تحت التعذيب او القتلى دون تعذيب حتى ..
وسبق للمدعي العام الإيراني عباس جعفري دولت آبادي أن أعلن أن الاتهام الموجه للمجموعة التي تم توقيف أعضائها بمن فيهم سيد إمامي (63 عاما) الأستاذ في علم الاجتماع بجامعة الإمام الصادق في إيران، هو "التجسس تحت غطاء الأنشطة البيئية لجمع المعلومات حول القضايا الاستراتيجية في البلاد".
كما تتهم السلطات الإيرانية الأستاذ الجامعي المعروف ومدير منظمة "صندوق تراث الحياة البرية الفارسية" بالانتماء إلى شبكة تجسس تابعة لوكالة الاستخبارات الأميركية والموساد الإسرائيلي.
وذكرت وكالة "ميكروفونوز" أن الحكومة الايرانية تعرضت في الأونة الأخيرة لانتقادات داخلية وخارجية واسعة حول "حالات الانتحار" في عدد من مراكز الاعتقال،وبخاصة بين معتقلي الانتفاضة الشعبية الايرانية الاخيرة ..
وقد لقي ما لا يقل عن 6 اشخاص مصرعهم في مراكز الاعتقال مؤخرًا التي تقول سلطات السجن انهم انتحروا، ولكن افراد الاسرة ينكرون ذلك.
وقد أغضب الحادث الأخير في سجن إيفين الذي قتل فيه ناشط إيراني كندي وناشط في مجال البيئة، معظم منظمات حقوق الإنسان والناشطين. ويقول الحرس الثوري الإيراني إن إمامي قد انتحر، ولكن أفراد الأسرة ينكرون التقرير.

وفي حين قال مصدر قضائي إيراني إن الناشط الإيراني الذي يحمل الجنسية الكندية انتحر أثناء احتجازه بسبب كم الأدلة المتوافرة ضده في قضية تجسس، ينكر ذووه الرواية الرسمية ويشككون فيها ويطالبون بالتحقيق..
وأكد نجل الناشط البيئي رامين إمامي، وهو مغنٍ معروف، على موقعه الخاص على الإنترنت أن والدته خضعت لـ"الاستجواب والتهديد" لمدة 3 ساعات قبل إبلاغها بموت زوجها.
وكتب أن محكمة محلية "استدعت والدتي وطلبت منها الحضور للقاء زوجها"، مضيفاً "بدل ذلك، استجوبوها وهددوها لمدة ثلاث ساعات قبل إبلاغها بموت زوجها وإجبارها على توقيع ورقة تتعهد فيها بعدم الحديث للإعلام".
وقال رامين إنه شاهد الفيديو الذي يظهر فيه والده في زنزانته والذي تقدمه السلطات دليلاً على انتحاره. وأضاف: "يجب أن أقول إن لا شيء حاسماً، لأننا لا نرى في الشريط طريقة الموت".
وقال: "كل ما تمكنت من رؤيته هو أن والدي كان متوتراً، لم يكن في حالته الطبيعية، كان يمشي في زنزانته ذهاباً وإياباً ولم يكن في حالة نفسية طبيعية".
وقال إمامي الإبن: "أنباء وفاة والدي يستحيل تفهمها.. ما زلت لا أصدق ذلك.. الأسرة طلبت إجراء تشريح مستقل ولكن لا استجابة من احد .
ويؤكد عدد من العارفين بتفاصيل اعتقال كاووس سيد امامي وعدد من نشطاء البيئة، ان مجموعته قام بتسريب الأضرار الكارثية البيئية الناجمة عن أنشطة نووية في إيران، والآثار المخربة للأنشطة العمرانية للحرس، بخاصَّة في مشروعات تشييد السدود ونقل المياه، ثم توقفها المرتبط بضغوط الحكومة.
وكان من بين المشروعات البيئة التي ينفذها سيد إمامي وزملاؤه، إرسال العيِّنات النادرة من الحيوانات والنباتات إلى مراكز الأبحاث الخارجية، طبقًا لنهج قانوني ومتعارَف عليه.
وبحسب تقرير لصحيفة كيهان اللندنية فانه خلال هذه المشروعات أُخذت عينات من أنواع النباتات، ومنها بعض الزواحف، مثل السحلية والحرباء والضب، وإرسالها إلى مراكز الأبحاث الأمريكيَّة. هذه المراكز اكتشفت آثارًا مُشِعَّة على أجساد تلك الحيوانات والنباتات، وانتبهوا في الدراسات التالية إلى أن كثيرًا من تلك العينات حتى المياه والعيون الطبيعية في بعض مناطق إيران، القريبة من المواقع النووية، ملوثة بالموادّ المُشِعَّة.
واتضح مع التحقيقات أن هذه الموادّ لوَّثَت أيضًا أجساد سكان المناطق القريبة من المواقع النووية، ووصل جزء من المياه الملوثة إلى مصارف الأراضي الزراعية، والمحاصيل التي سُقيت من هذه المصارف لوّثتها أيضًا الموادّ المُشِعَّة.
وفي الحقيقة، تسببت مشروعات البيئة في إيران أكثر من ذي قبل في فضح أنشطة إيران الذرية، والأهمّ من ذلك حدوث تلوُّث ذري واسع النطاق. ومع كل هذا لا توجد معلومات كافية في المتناول، بحيث يُعرَف منذ متى لُوّثَت هذه النباتات والحيوانات بالموادّ المُشِعَّة. ومن المحتمل أن يكون لدى مراكز الأبحاث الأجنبية التي أجرت التجارب ذات الصلة، تفاصيل ومعلومات أكثر عن هذا التلوُّث.

كذلك ليس من المحدد إن كان سيد إمامي والنشطاء الآخرون في شؤون البيئة مطّلعين على إمكانية حدوث هذا التلوُّث، وكانوا يسعون وراء الأدلَّة، أم أنهم دون تعمُّد خلال تعقُّب الأنشطة المرتبطة بالبيئة اطّلعوا على موضوع التلوُّث النووي.
بعد الإعلان عن وفاة سيد إمامي المشكوك فيها في سجن إيفين، ادَّعَت المؤسَّسات الأمنية أن مجموعة من نشطاء حقوق البيئة تحت غطاء الحفاظ على الفهود المرقعة ومواجهة صيد الحيوانات أقدموا على النفوذ في المجتمع العلمي الإيرانيّ وجمع معلومات عن أماكن حساسة ومنشآت صاروخية بتوجيه من ضباط استخبارات الموساد و”سي آي إيه”. وتسبب هذا الادِّعاء في أن تتركز الأنظار على البرنامج الصاروخي والتلوُّث النووي.
كذلك ادَّعى المستشار العسكري للمرشد حسن فيروز آبادي، أن أمريكا استخدمت الحرباء والسحلية لجذب أمواج نووية والتجسُّس على إيران. ما أعلنه فيروز آبادي يُكمِل ما قاله بعد ذلك رئيس هيئة الدفاع المدني غلام رضا جلالي، في خطاب آخر بشأن اختراق جينات النباتات وتلويث المياه في الحروب البيو-كيميائية، وقال إن العدوّ مع التلاعب الجيني في الفيروسات والبكتيريا يسعى لهجمات بيو-إرهابية.
من الممكن استنتاج أن القبض على ناشطين وباحثين في شؤون البيئة وحتى سقوط طائرة شركة آسمان، التي وقعت بعد فترة قصيرة من كشف الاعتقالات، والتي قُتل فيها عدد من الأساتذة والباحثين ونشطاء حقوق البيئة، مرتبط بشكل كبير بالبرامج النووية للنظام، لكن الأجهزة الأمنية لإيران لم تتمكن من إخفاء القبض على نشطاء حقوق البيئة، ونشر خبر اعتقالهم، ورد بعدها القضاء على هذا الخبر.

إحدى المناطق التي يقال إنها تعرضت بشدة خلال السنوات الأخيرة للتلوُّث الإشعاعي، هي ساحل بوشهر، المكان الذي تُصَبّ فيه نفايات وصرف المحطات الذرية في مياه الخليج العربي. وقد حذَّرَت دول الخليج العربي ونشطاء حقوق البيئة مرارًا وتكرارًا من مخاطر الأنشطة النووية الإيرانيَّة في هذه المناطق.
من المشروعات الجدية لسيد إمامي ورفاقه، الدراسات حول آثار التلوُّث الذري على أنواع من الكائنات في الخليج العربي، التي سربوا من خلالها المعلومات إلى الخارج.
الموت الجماعي للدلافين والثروة السمكية في الخليج العربي من آثار تصريف مخلفات محطة بوشهر الذرية، التي أُرسِلَت في تقارير سيد إمامي إلى المختبرات الأمريكيَّة، وانتبهوا إلى أن الجهاز العصبي لتلك الدلافين قد أصابه ضرر. والموت المشكوك فيه لـ47 من الثدييات البحرية في الخليج العربي خلال السنوات السابقة، ووفاة هذه الدلافين، من الكوارث البيئية المحلية في جنوب إيران.
كان سيد إمامي قبل الثورة أستاذًا بجامعة “جندي شابور” بالأحواز، وتوجه إلى عبدان مع بداية الحرب الإيرانيَّة-العراقية، وأرسل خلال تلك الفترة ابنه وزوجته إلى بوشهر، وولد ابنه الآخَر (رامين) في بوشهر. تَشكَّلَت صلات سيد إمامي مع بعض نشطاء حقوق البيئة بمحافظة بوشهر الذين كانوا يبحثون فيها عن تلويث محطة بوشهر للبيئة، وَفْقًا لهذه الصلات.
وطِبقًا للتقارير المدرجة على موقع مؤسَّسة “الحياة البرية لميراث الفارسيّين”، كان جزء من أنشطة هذه المؤسَّسة في محافظة بوشهر ومياه الخليج العربي.
وعلى أساس مصادر غير رسميَّة، أسند سيد إمامي جزءًا من الأضرار الناجمة عن تلاعب الحرس في الطبيعة، في ما يتعلق بمشروعات بناء السدود ونقل المياه، وأعطى تقارير عنها لمنظَّمة الحفاظ على البيئة في حكومة حسن روحاني، والحكومة اتخذت موقفًا تجاه هذه المشروعات، ونتج عن ذلك كساد في نشاط الحرس في هذا المجال، وواجهت خللًا. وسد “جتوند”، أحد المشروعات غير الناجحة للحرس، الذي كان من المفترض أن تنفذه قاعدة خاتم الأنبياء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جهود إيجاد -بديل- لحماس في غزة.. إلى أين وصلت؟| المسائية


.. السباق الرئاسي الأميركي.. تاريخ المناظرات منذ عام 1960




.. مع اشتعال جبهة الشمال.. إلى أين سيصل التصعيد بين حزب الله وإ


.. سرايا القدس: استهداف التمركزات الإسرائيلية في محيط معبر رفح




.. اندلاع حريق قرب قاعدة عوفريت الإسرائيلية في القدس