الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايران : الشرق الاوسط الجديد يجب ان تكون ايران لاعبه الاكبر

صافي الياسري

2018 / 3 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


((لابد من القول ان ايران التي تريد ان تكون صناعة الشرق الاوسط صناعة قاسم سليماني تعرف انها لن تتمكن من ذلك اذا لم ترتد ثياب المشروع الاميركي (( الشرق الاوسط الاميركي الجديد )) الذي سيحمل المشروع الايراني كما يحمل الكنغر وليده))

الشرق الاوسط صناعة بريطانية بلا جدال حتى حين سلمت بريطانيا سوريا ولبنان للفرنسيين بقي الشرق الاوسط بريطانيا الى حين انسحاب بريطانيا شرق السويس نحو الخليج الذي ما لبثت ان غادرته لصالح الاميركان ،واصابع الاميركان في الشرق الاوسط وبخاصة في الخليج وقواعدها هناك هي التي اتاحت لها اللعب بحرية في ايران فبعد ان استنفدت اغراضها من شرطيها الشاه محمد رضا بهلوي الذي اسقطت من اجله ثورة الدكتور محمد مصدق اثر تاميمه النفط وتهديده مصالحها بل ومصالح الراسمالية العالمية بعامة ،توجهت لتسليم ايران لخميني الذي نفذ لها مشروعا ظهرت معالمه بوضوح في الدور الايراني في بلدان الشرق الاوسط العربية ،والذي ما زالت تقوم به على الرغم من كل مظاهر التقاطع – الايراني – الاميركي المريب ،ذلك ان ايران بدأـ تشتغل في الشرق الاوسط لمصالحها ( ظاهريا ) دون ان تعبأ بوظيفتها الاصلية التي اوجد لها خميني ،ومن الواضح ان اميركا رغم تظاهرها بالسعي لطرد ايران منه ،على ثقة ان الوجود الايراني فيه انما يلعب لعبة تخدمها وتخدم اسرائيل ،والتخادم الايراني الاميركي الاسرائيلي غير المعلن منح ويمنح ايران فرصة للتغول اكثر فاكثر في الشرق الاوسط ويمكننا هنا استذكار مشروع الهلال الشيعي الايراني والطريق البري من طهران الى بيروت والبحر الابيض المتوسط عبر بغداد ودمشق .
ويرى بعض المحللين ان اميركا واسرائيل تلعبان لعبة مزدوجة فعلى رغم الموافقة على الوجود الايراني في الشرق الاوسط فانهما تضعان كوابح لهذا الوجود ، حيث تسعيان لقلب الطاولة على السلطان الايراني ونظام ولاية الفقيه عبر دعم المعارضة الايرانية ومؤخرا الانتفاضة الشعبية الايرانية على النظام والتحضير لخادم مصالح بديل قد لا يخرج عن اطار صناعة الشاه ،مع اغفال امكانية المعارضة الايرانية قلب الاوضاع في ايران وسبق المشروع الاميركي الاسرائيلي وهو ما بينته زعيمة المعارضة مريم رجوي حين رفضت التدخل الخارجي للتغيير في ايران واصرت على ان يكون التغيير ايرانيا ومن الداخل عبر مشروع النقاط العشر للتغيير التي تحضى برضا المجتمع لدولي والراي العام العالمي والايراني في الداخل والخارج .
وايران ما زالت تتذكر وهي تتوغل في الشرق الاوسط باقدام عسكرية وسياسية وايديولوجية طائفية ان الشرق الاوسط تسمية من اختراع القائد البريطاني التاريخي ونستون تشرتشل. وانه حتى هذه اللحظة مازال هذا الشرق الأوسط على حاله كما رسمه المستعمر الغربي. وكل ما يجري فيه مجرد تحسينات أو تعديلات أمريكية تناسب المستعمر الجديد بلاعبين جدد على رأسهم إيران.
وترى ان هذا الشرق الاوسط يجب ان يكون صناعة ايرانية بالتوافق مع المصالح الاميركية الاسرائيلية وان تكون فيه اللاعب الاكبر .
فايران لا يمكن ان تنسى الاميركي رالف بيترز الذي وضع أسس الشرق الأوسط الجديد على الطريقة الأمريكية في كتابه الشهير "حدود الدم". والبعض يرى أن مشروع "بيترز" سيرى النور تدريجيًّا بعد أن تكون اتفاقية "سايكس -بيكو" البريطانية الفرنسية الروسية قد أنهت قرنها الأول.
لكنها في ذات لوقت تروج لشرق اوسط جديد يرسمه الجنرال قاسم سليماني يستقطع حصة ايران من مشروع رالف بيترز ،يقول تقرير انتشر مؤخرا في الميديا الاجتماعية مع اغفال اسم الكاتب انه :
لعل أبرز مظاهر الشرق الأوسط الأمريكي الجديد، أن لإيران فيه دورًا بارزًا يتجلى في هيمنتها على أربع عواصم عربية حتى الآن بشهادة كبار ساستها. لا تستهينوا بدور إيران في الاستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية الجديدة في الشرق الأوسط الجديد. ولا تنخدعوا بالحروب الإعلامية الكاذبة بين الغرب وإيران، فليس المهم ما نسمعه وما نقرأه، بل المهم ما نراه على الأرض، فمن يخشى من إيران وتمددها وتغلغلها الرهيب في المنطقة لا يمكن أن يسمح لها بابتلاع العراق واليمن ولبنان وسوريا ، ويسمح لها بإرسال مئات الألوف من المقاتلين الشيعة إلى سوريا ليصلوا إلى حدود إسرائيل في الجولان السوري المحتل.
كلنا يعلم أن إسرائيل تخشى من النسيم العليل على أمنها، وهي عادة تقوم بضربات استباقية قبل عشرات السنين لأي خطر يمكن أن يواجهها في المستقبل كما فعلت عندما دمرت مفاعل "تموز" العراقي وهو قيد البناء، بينما تركت إسرائيل والغرب إيران تطور قوتها النووية على مدى عقود دون أن تتعرض المواقع الإيرانية النووية لأي هجوم إسرائيلي يُذكر.
وكما أن إسرائيل ضرورة استراتيجية أمريكية في الشرق الأوسط، فإن إيران أيضًا باتت ضرورة كبرى في اللعبة الغربية في المنطقة، وما الأدوار الكبيرة التي تقوم بها إيران في أكثر من بلد عربي إلا دليل صارخ على ذلك. دعكم من مسرحيات استبدال السفارة الإسرائيلية بسفارة فلسطينية في طهران بعد رحيل "الشاه" وتسلم "الخميني" الحكم في إيران.
دعكم من شعارات الشيطان الأكبر والتصدي الأجوف للإمبريالية والصهيونية، فقد كشفت الأيام أن الذين كانوا يرفعون أصواتهم عاليًا ضد الإمبريالية والصهيونية تبين أنهم أكبر خدمها وعملائها. ولو لم يكن النظام السوري (الممانع) بين قوسين طبعًا أداة إسرائيلية لما بقي حتى الآن، وكلما دمر وقتل أكثر زادت فرص بقائه.
بدل أن تضيعوا في متاهات الشعارات الإيرانية الجوفاء، انظروا ماذا حققت "إيران الخمينية" للغرب منذ عام 1979. دخلت في حرب ساحقة ماحقة مع العراق لثماني سنوات، وعندما فشلت في احتلال العراق في المرة الأولى، عادت وتحالفت مع أمريكا في غزو العراق في المرة الثانية ونجحت بعد ذلك في السيطرة على العراق بمساعدة ومباركة أمريكية لا تخطئها عين.
كيف يمكن أن نصدق أن "الخميني" جاء لمحاربة الغرب إذا كان يسجل كل أشرطته التي كان يحرك بها الشعب الإيراني في الداخل من شقته في باريس بفرنسا تحت نظر وسمع المخابرات الأمريكية والغربية كلها؟ لو كان "الخميني" يشكِّل خطرًا واحدًا في المئة على المشاريع الغربية لما ترددوا في قتله في باريس خلال لحظات، لكنهم كانوا يحمونه ويدعمونه ويرسلون منشوراته إلى داخل إيران كي يحرض الشعب وكي يعود حاكمًا بدل "الشاه" في يوم من الأيام.
لم تكن الثورة الإيرانية أبدًا ثورة شعبية، بل كانت كغيرها من الثورات الحديثة ثورة مخابراتية من تأليف وإخراج الاستخبارات الغربية.
هل يمكن تصنيع الشرق الأوسط الجديد الذي وعدت به كوندوليزا رايس من خلال مشروع "الفوضى الخلاقة" من دون الدور الإيرانيّ النشط؟ هل يمكن إعادة رسم خرائط العراق واليمن وسوريا ولبنان وغيره من دون التدخل الإيرانيّ؟ بالطبع لا. هل يمكن ضرب دول المنطقة ببعضها البعض وتشكيل أحلاف وخرائط جديدة من دون إيران؟ هل يمكن إشعال الصراع الشيعي السني بدون تغلغل إيران في المنطقة؟ ألا ترون العداء الإيرانيّ الخليجيّ المتصاعد الذي تديره أمريكا من خلال مشروعها الشرق أوسطي الجديد؟ هل يمكن للغرب أن يبيع أسلحته سنويًّا بمليارات الدولارات للعرب مند دون وجود الخطر الإيراني المرسوم أمريكيًّا؟
لا تصدقوا أن أمريكا يمكن أن تعمل على إضعاف إيران، لأن إيران هي الأوزة التي تبيض ذهبًا لمصانع الأسلحة الأمريكية. ولولاها ولولا مشاريعها التوسعية المدعومة أمريكيًّا لما كان هناك شرق أوسط أمريكيّ جديد، ولما كانت المنطقة دائمًا على كف عفريت تنفق ميزانياتها على السلاح بدل التنمية والنهوض ببلدانها وشعوبها.
لو كانت أمريكا وإسرائيل تخشيان من إيران لما غضتا الطرف عن ابتلاعها العراق وسوريا ولبنان واليمن، والحبل على الجرار.
واخيرا لابد من القول ان ايران التي تريد ان تكون صناعة الشرق الاوسط صناعة قاسم سليماني تعرف انها لن تتمكن من ذلك اذا لم ترتد ثياب المشروع الاميركي (( الشرق الاوسط الاميركي الجديد )) الذي سيحمل المشروع الايراني كما يحمل الكنغر وليده.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول مناظرة في فرنسا بين الكتل الانتخابية الرئيسية في خضم حمل


.. وساطة إماراتية تنجح بتبادل 180 أسيرا بين موسكو وكييف




.. استطلاع: ارتفاع نسبة تأييد بايدن إلى 37% | #أميركا_اليوم


.. ترامب يطرح خطة سلام لأوكرانيا في حال فوزه بالانتخابات | #أمي




.. -أنت ترتكب إبادة-.. داعمون لغزة يطوقون مقر إقامة وزير الدفاع