الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنها حقاً مؤامرة ..!!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2018 / 3 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


إنها حقاً مؤامرة ..!!
نظرية المؤامرة بمفهومها المعاصرة، ليست نتاج "العقل" العربي والذهنية الإسلامية ، شأنها شأن ما يُنتجه العقل المعاصر ، إذ ليس للعرب والمسلمين ، من نتاج العقل البشري المعاصر ، أيُّ نصيب.. بل هي ، وعودة الى نظرية المؤامرة ، نتاج عقل غربي ومعاصر أيضاَ ، فهتلر وجّه جل إهتمامه ، قبل أن يُصبح مستشار ألمانيا وبعد ذلك، إلى بثّ وترويج نظريته للمؤامرة التي تتعرض لها المانيا وخاصةً من اليهود ، الذين "سيطروا" على مقدرات العالم ...
لكن يبقى السؤال الأهم ، ألا يتعرض العرب والمسلمون إلى مؤامرة كونية ؟
قبلَ أن تتسرعوا بالإجابة على هذا السؤال، أود أن أُقرر وبكل ثقة ،بأن العرب والمسلمين يتعرضون لمؤامرة شرسة متواصلة ، تُشاركُ فيها أطرافٌ متعددة ... وإليكم رأيي ووجهة نظري ..
الطرفان الرئيسيان واللذان يحيكان المؤامرات ليل نهار، ضد العروبة والإسلام هما ...... لا ليستا الإمبريالية والصهيونية العالمية ، فهاتان القوتان وفي حقيقة الأمر ، تسعيان لتحقيق مصالحهما ، ودون أن تهتما كثيرا أو قليلا ، بمعايير كالأخلاق ، العدل ، الديموقراطية ، المساواة وما شابه من "مثاليات" أكل عليها الدهر وشرب ..
الشريكان في المؤامرة ، هما يا سادة ، أولاً : الفكر القومجي العروبي ، والذي تربع على سُدّة الحكم ، عقودا طويلة ، ولم يقدم للعرب ولا للمسلمين سوى الدمار، الذل والهوان .. لقد حكم البعث ، وحكم الناصريون ، وحكم الإشتراكيون العرب .. فماذا حلّ بمصر ، العراق ، سوريا ، تونس ليبيا ؟؟!! وغيرها من بلاد العُرب أوطاني ...
لم يُقدموا سوى أحذية العسكر التي داست الأجساد ، وتهريب الأموال وإكتنازها في حساباتهم الخاصة ... ولقد نفذوا مؤامرتهم عبر تغييب العقل ، وتمجيد البداوة ...
أما الشريك الثاني في المؤامرة على العرب والمسلمين ، فهو ، الإسلام السياسي والسلفي الوهابي ، الذي حوّل المسلمين الى قطيع ، لا يفقه من دنياه ودينه، سوى قشورها ..
فالنقل فوق العقل ، والطقوس هي الجوهر ، والحاكم هو "ظل الله" على الأرض ..
أما الشق الآخر ، من الإسلام السياسي ، فهو الذي "يُروّج" بأنه الناطق الوحيد باسم الإسلام ، وبقدرته هو وفقط هو ، أن يُعيد الأمجاد الضائعة ... وكل شيء مُباح من أجل التربع على الكرسي ..
وبين هذين التيارين ، ضاع العرب والمسلمين ، وسلّموا لهما زمام الأمور ، فقادوهم نحو الحضيض... وأصبح حلم كل عربي ومسلم ، أن يجد ملجأً لدى الغرب الامبريالي أو الكافر ..
ويشترك الطرفان في هذه المؤامرة ، على هدف واحد ، وهو ، تغييب العقل !!
أليست هذه مؤامرة متكاملة الأركان ؟؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس الاتحاد الإفريقي - -أزمة القمصان-.. -الفاف- يتقدم بشكوى


.. نيكاراغوا تحاكم ألمانيا على خلفية تزويد إسرائيل بأسلحة استخد




.. سيارة -تيسلا- الكهربائية تحصل على ضوء أخضر في الصين


.. بمشاركة دولية.. انطلاق مهرجان ياسمين الحمامات في تونس • فران




.. زيلينسكي يدعو الغرب إلى تسريع إمدادات أوكرانيا بالأسلحة لصد