الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المنهج الوسطي بين القديم والجديد

منير الكلداني

2018 / 3 / 22
الادب والفن


لعل اشكالية اضافة بحر جديد لبحور الشعر العربي تعد اول صراع بين متبني الحداثة ورافضيها فقد كانت بحور الشعر خمسة عشر بحرا عدا ما تداركه الاخفش وقد اعتبر نقاد العرب في ذلك الوقت اي خروج عنها هو بمثابة الخطا بل ولم يعدوه من الشعر حتى قال ابو العتاهية في معرض النقد (( انا اكبر من العروض ))..
فالمواجهة بين الرايين ولد حداثة بين الابقاء على القديم وبين محاولة التجديد واثمر في بعضه عن ثمرة جديدة وهي اخذ القديم مع الحداثوية والمزج بينهما فنشات في فترة لاحقة المثلثات والمربعات والمخمسات وبه انتقل بعض الشعراء من عمود الشعر اليه مع احتفاظه ببعض اسسه العروضية التي لم يكن الخروج منها في ذلك الوقت امرا سائغا او مشروعا ما دام ذلك الوقت هو وقت عمود الشعر وبه تؤلف القصائد والاكثرية كانت باتجاهه ولم تتبلور في وقتها افكارا ادبية خلاقة لعدم البحث العميق الكاف في فهم اللغة الشاملة وقواعدها بل كان الامر منصبا على غريب اللغة الذي لا يتذكر المجتمع حينها اي شيء منه واستمر الامر في الحداثة والفهم اللغوي حتى راينا القافية والتي كانت تعد خطا يمنع مسه قد قل شانها ليكون البند العربي اول خارج عليها وهكذا ....
وهذا دليل على الاستفادة من هذه التيارات الادبية بين رافضها ومؤيدها رغم انه كان بالامكان الوصول سريعا الى نتائج مماثلة في اوقات قليلة لو اتخذ صناع هذه التيارات الوسطية الفكرية في مناقشة اي مسلك ادبي حداثوي ووضعه على طاولة البحث بدلا من الحكم المسبق عليه بالرفض او القبول وما دمنا في خضم العلوم الانسانية فكل شيء يخضع للنقاش وما دامت ذاتية فهي كذلك في جميع محاورها
فاذا كان الحل هو المنهج الوسطي واكيدا فان الجميع يؤمن به من ناحية تمثيله للعقلانية فلم لا ياخذ به رافضي الحداثة ومؤيديها
وللجواب اننا كثقافة مختلفين فكريا واجتماعيا ونفسيا ولكل فرد او مجموعة رؤية فلسفية في الحياة شعر بها او لم يشعر وهذه الرؤية ستجعل لكل منا رؤيته للمنهج الوسطي مختلفة عن الاخر بمقدار يقرب او يبعد ومن الصعوبة بمكان اجتياز هذه العقبة الا اذا ابعدنا الادب عن المسلمات والبديهيات الثقافية التي ورثناها واعطينا البعد الاهم للغة التي يكتب بها النص وامكانيتها من حيث الشكل والمضمون والجمال الكامن فيها ولعل بالامكان الاستفادة من النظريات اللغوية الشاملة التي ادرج منها الكثير في سطور المؤلفات وهي اكيدا تراث ضخم جدا يساعدنا في الكشف عن المنهج الوسطي الذي يستطيع ان يواكب كل عصر وفق ضوابط ذاتية تكاد ان تكون قريبة من الضوابط العلمية وحتى ذلك الوقت يبقى باب النقاش مفتوحا ولن يغلق اكيدا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب لأحمد السقا يحصد 22.4 مليون جنيه خلال 10 أيام عرض


.. ريم بسيوني: الرواية التاريخية تحررني والصوفية ساهمت بانتشار




.. قبل انطلاق نهائيات اليوروفيجن.. الآلاف يتظاهرون ضد المشاركة


.. سكرين شوت | الـAI في الإنتاج الموسيقي والقانون: تنظيم وتوازن




.. سلمى أبو ضيف قلدت نفسها في التمثيل مع منى الشاذلي .. شوفوا ع