الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واجب التضامن مع الثورة الفنزويلية

المناضل-ة

2006 / 3 / 11
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


يكمن وراء ما تبديه وسائل الإعلام السائدة من عداء لتشافيز وحكومته سبب بسيط: تجرى في فنزويلا ثورة، هي "الثورة البوليفارية". وتحظى بدعم شعبي واسع جدا. وقد أتيح لنا ان نشاطرها الحماس بمناسبة اللقاء الدولي دفاعا عن الإنسانية في مطلع ديسمبر 2004 في كاراكاس. لقد أحسن شعب فنزويلا تأكيد تمسكه منذ 1998 بهذه الثورة، والتعبئة من أجلها بلا هوادة: انتخاب تشافيز إلى الرئاسة، و إصلاح الدستور، والتصويت بلا في استفتاء عزل الرئيس في غشت 2004، وانتخابات إقليمية ظافرة في أكتوبر الأخير... وقد انتصب الشعب في منتصف إبريل 2002 لإفشال مرامي العناصر الانقلابية الاوليغارشية ذات الميول الفاشية، وصمد بوجه الخصاص الناتج عن حملة الإغلاق التي نظمها أرباب العمل لمحاولة خنق اقتصاد البلد في ديسمبر من نفس السنة. ولسد باب الرجعية، تستند شرعية السيرورة الثورية على احترام القانون وتستلهم مثلا للعدالة الاجتماعية مستوحاة من المسيحية، راسخة في عقلية هذا الشعب. لكن لن يحقق هذا الهدف المطلوب إلا إذا " أعطيت السلطة للشعب".
هذا ما يسعى إليه هوغو تشافيز، ذلك القائد الثوري ذي الأهمية الاستثنائية. في هذا الزمن الرديء المطبوع بخيانة وردة العديد من "قادة" اليسار بأمريكا اللاتينية وغيرها، تكاد راديكالية تشافيز تذهل بصرامتها المعادية للإمبريالية. ولأنه يضع الإصبع على الأمر الجوهري: حاجة الإنسانية، الحيوية على نحو مطلق، إلى بديل للرأسمالية وإيجاد طريق جديد إلى اشتراكية المستقبل. لا تخطأ الولايات المتحدة الأمريكية في اعتباره عدوا كبيرا لإمبراطوريتها، لا سيما ان التقارب مع كوبا يصبح ملموسا وأخويا باطراد. لكن ان كانت الثورة الفنزويلية سلمية فليست مع ذلك منزوعة السلاح. فقد جرى مؤخرا استيراد أسلحة، الكثير من الأسلحة، لان " شعب فنزويلا مستعد للدفاع عن بلده وعن ثورته". يتصدى تشافيز، بحس سياسي فائق، لعدوانية برجوازية محلية مازالت شديدة البأس. وعلى صعيد دولي لا يكف عن التأكيد على الطابع الملح لتشكيل جبهة مناهضة للإمبريالية ببلدان الجنوب وتوحيد أمريكا اللاتينية. وتتمثل اقتراحاته في: إطلاق هجوم مضاد على منطقة التبادل الحر للدول الأمريكية ALCA ، وتجميع الشركات الوطنية للبترول على نطاق قاري، وخلق قنوات تلفزيون في خدمة الشعب. ... ما اندر رؤساء الدول ممن لهم جرأة التضامن، مثل تشافيز، مع النضال البطولي لشعب العراق.
فنزويلا زاخرة بالموارد، لا سيما البترول، لكن ثلثي سكانها يعيشون في فقر، و الثلث حتى في بؤس. لكن الأمور بدأت تتغير هناك منذ بضعة اشهر بفضل " البعثاث الاجتماعية" للثورة، والتي أطلق أهمها في النصف الثاني من 2003. وتتعلق "البعثاث" بالتعليم والصحة والتغذية والتشغيل وحقوق الشعب غير القابلة للتفويت. فبفضل زهاء 100 ألف مكون مدني وعسكري تمكنت " بعثة روبنسون 1" من محو أمية اكثر من مليون شخص. وحققت بعثة روبنسون 2 محو أمية 1.2 مليون، بينما ارتقى 770 ألف آخرين ( شباب او أقل شبابا) الى مستوى الباكالوريا ( بعثة ريباس). وفتحت " بعثة سوكر" أبواب الجامعة بوجه نصف مليون طالب بمنحته. وتحسنت مؤشرات البلد الصحية بفضل " بعثة باريو ادانترو" ("داخل الحي")، والتي عبأت 18500 طبيب كوبي في أحياء الصفيح في كراكاس، وفي ابعد المناطق بجبال الانديز غربا والغابات الامازونية جنوبا وهضبة غويانا شرقا. و يستفيد حاليا 17 مليون فقير من برنامج" الطب العام الإجمالي" هذا، المجاني بالكامل والمجسد بشبكة"مستشفيات الشعب" ومراكز العلاج الطبية والخاصة بطب الأسنان وطب العيون. وانخفض معدل وفيات الأطفال تحت خط 20% في البلد كله تقريبا ( يصل إلى 35% بالبرازيل!). وقد عالجت "بعثة ميلاغرو" 10700 مصاب ب cataracte مجانا في كوبا. وتتمفصل هذه الجهود حول "بعثة مركال" لمحاربة الجوع، والتي تؤمن لعشرة مليون شخص تموينا غذائيا بثمن منخفض جدا في 11 ألف متجر مدعم ومسير من الدولة. ويوزع برنامج "حماية قصوى"´وكذا "المطاعم الشعبية" لنصف مليون فقير وجبات بالمجان، وكذا إرشادات لحفظ الصحة وانشطة ثقافية وتوفر المسكن عند الاقتضاء. وتمكنت الثورة في بضعة اشهر ان تخفض إلى النصف عدد المحرومبن من ماء الشرب. وفي كاراكاس يتراجع العنف تدريجيا. وتقوم عدة خطط للتشغيل وخلق بنوك موجهة للفقراء بتكميل هذه الآلية في الصناعة والخدمات والبنية التحتية والتعاونيات... وجرى توزيع أراض لم تكن مستغلة على اكثر من 10 آلاف أسرة من البسطاء بالمناطق القروية والحضرية (لبناء مساكن). وترمي "بعثة غايكايبورو" إلى تحسين شروط حياة الشعوب الأهلية. وعلى نحو أوسع أتاحت "بعثة ايدونتيداد" استفادة اكثر من 500 مليون فنزويلي ( أي زهاء 20% من السكان) من مكانة مواطنين بمدهم ببطاقات هوية، تتيح لهما عمليا حق التصويت الذي حرموا منه من قبل .
يمكن للمرء ان يبدي نفاذ صبر، ويطلب المزيد وبأسرع وقت. ما زال الطريق طويلا ليصبح هذا البلد "صالحا للحياة" بالنسبة لشعبه. لكن ليس ممكنا تجاهل ميزان القوى، غير الأكيد بعد، داخليا وخارجيا على السواء. يكتسي كل يوم وكل خطوة تحققها هذه الثورة أهمية حاسمة بالنسبة لكل تقدميي العالم. لا شك ان نجاحات تجذرها متوقفة على عوامل داخلية، وبالمقام الأول على قدرة الثوريين على تحقيق تقدم، في المؤسسات وفي وسائل الاتصال، وفي بنية ملكية وسائل الإنتاج، وفي تكوين كوادر، وفي تعزيز التنظيم و التعبئة الشعبيين، لكن أيضا على الدور الحاسم الذي سيكون للجيش، في تحالفه مع الشعب. فالبرجوازية المحلية، بالغة الثراء، والرجعية على نحو مقيت، لن تنصاع. إنها مستعدة للمواجهة كما هم أسيادها بواشنطن.
بفعل انعدام مصادر موثوقة لم يتمكن ماركس في عصره من إدراك أهمية بوليفار، ولا الطبيعة الثورية بشكل عميق لعمله. وعلينا اليوم نحن الشيوعيين، ماركسيي القرن 21 ، ألا نخطأ بشأن هذه الثورة البوليفارية المستوحية لأحلام بطل التحرير Libertador حول الوحدة والكونية . يمثل بالنسبة لنا جميعا التضامن مع شعب فنزويلا وحكومته واجبا ملزما وعاجلا.

بقلم: ريمي هيريرا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الثقة بين شيرين بيوتي و جلال عمارة ???? | Trust Me


.. حملة بايدن تعلن جمع 264 مليون دولار من المانحين في الربع الث




.. إسرائيل ترسل مدير الموساد فقط للدوحة بعد أن كانت أعلنت عزمها


.. بريطانيا.. كير ستارمر: التغيير يتطلب وقتا لكن عملية التغيير




.. تفاؤل حذر بشأن إحراز تقدم في المفاوضات بين إسرائيل وحماس للت