الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات والتسقيط والجيوش الالكترونية

عبد الله العايف

2018 / 3 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


كنت عند احد الاصدقاء وقال انه سيغادر الى العراق لانه اتفق مع جهة ما يقودها شخص مرموق وكان في منصب سيادي مهم وسيعمل معه في مختبر الكتروني سبق وان عمل معه فيه في الانتخابات السابقة .. وكانت مهمة هذا المختبر هو تسقيط الشخصيات المنافسة والترويج لاخبار ومقالات ومقاطع فيديو مفبركة ومتهكمة احيانا ضد المنافسين.
الخبر المثير ان هذا الشخص القيادي كان رصد ثلاثين مليار دينار عراقي اي ما يعادل ثلاثة ملايين دولار المريكي لهذا المختبر ولمجموعة الجيوش الالكترونية التي تعمل لصالحه .
التسقيط باستخدام المواقع الالكترونية التابعة لشخص ما لاستهداف منافس ما بات تقليدا يوميا في يوميات ما قبل الانتخابات . حيث ان اكثر المتنفذين من الشخصيات التقليدية والتابعين لمؤسسات سياسية تقليدية يمتلكون القدرة على هذا النهج باستغلال محطاتهم التلفزيونية الممولة بشكل مشبوه , وكذلك المواقع الالكترونية الكثيرة التي تدار من قبل صحفيين مرتزقة.
وضحايا هذا الاستهداف هم من الاحزاب والتيارات التي من الممكن ان تكون بديلا للطبقة السياسية التقليدية التي اتهمت بالفساد , والمرشحين الجدد , حيث ان حظوظهم باتت اكبر من سلفهم الذين لم يفلحوا في التغيير وخدمة المواطن.
وبات الحزب الشيوعي والشخصيات المدنية عرضة للاستهداف من قبل المتنفذين التقليديين في مناطق نفوذ الاحزاب الاسلامية الشيعية . اما في مناطق النفوذ السني فان اكبر المستهدفين بات هو وضاح الصديد رئيس حزب العزة الوطني وعضو هيئة رئاسة تحالف القوى الوطنية العراقية ,
واذا كان الحزب الشيوعي العراقي والمدنيون يستهدفون من قبل ابناء المناطق من اسلاميي الاحزاب التقليدية المتنفذة فان الصديد يتم استهدافه من قبل شخصيتين لم ينتميا الى تحالف القوى الوطنية .. الذي يعتقد انه سيكون ممثلا للمكون السني بعد الانتخابات .
فالمتابع لمواقع اخبارية تابعة للجمالين الكربولي والضاري يجد انهما يشنان حملة كبيرة ضد وضاح الصديد , وانهما يحرصان على لصق تهمتين الاولى انه –اي الصديد- ممثلا لحزب البعث في الانتخابات القادمة, والثانية انه مهتم بتعايش وتحالف مع بعض من اجنحة الحشد.
واذا كانت تلك جريمتين بعرف الضاري مثلا فانه نتاج مؤسسة لم تخف علاقتها مع حزب البعث ومع شخصيات بعثية متنفذة , بل انه نتاج مؤسسة مسؤولة عن العنف الذي جرى في العراق واستقدام المقاتلين العرب والاجانب "للجهاد" في العراق, اما الكربولي فهو ايضا نتاج بيئة "بعثية" بامتياز .. وبالتالي لا يحق للرجلين استنكار فعل هم مشتهران به.
لكن القول الفصل في هذه الاستهدافات يكمن في عدم الاتفاق مع الصديد في مشروع موحد للمكون السني في العراق , كما ان التجارب السابقة في العراق اثبتت ان الانتخابات ومخرجاتها ستتمخض وتتلخص في ثلاثة مسميات لا رابعة لهم , كتلة تمثل شيعة العراق واخرى تمثل سنة العراق والثالثة تمثل كرد العراق , لذا فان كل الانشقاقات و التشظي قبل الانتخابات , كلها ستنصهر بعد الانتخابات في الثلاثية التي تم الاتفاق على ان يقاد العراق من خلالها.
ولان الجمالين الكربولي والضاري لم يجدا ضوءا في نهاية النفق التحالفي مع اخوانهم من المكون السني , فانهما استهدفا شخصية جديدة على الواقع الانتخابي العراقي ولكنها ليست شخصية جديدة على المشهد السياسي العراقي , ذاك هو الشيخ وضاح الصديد.
وما تخشاه الكتل التقليدية ان تشيع ظاهرة ترشيح وقبول الاسماء الجديدة وعدم التفاعل وترشيح الاسماء المتكررة في مشهد الخيبة السياسي السابق , ورغبة المواطن العراقي في كل انحاء العراق على تغيير الوجوه , والاحزاب والتكتلات , لذلك تم التحايل على المواطن من خلال انتقاء اسماء جديدة للكتل السياسية التي هي نتاج مرحلة انتهازية وفاسدة باعتراف الجميع . وكذلك سعت هذه الاحزاب الى استهداف وتسقيط الشخصيات الجديدة القادمة للمشهد السياسي العراقي مستغلة ماكنتها الاعلامية المرئية والمسموعة والالكترونية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: هل تنجح مفاوضات الهدنة تحت القصف؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. مراسل شبكتنا يفصّل ما نعرفه للآن عن موافقة حماس على اقتراح م




.. واشنطن تدرس رد حماس.. وتؤكد أن وقف إطلاق النار يمكن تحقيقه


.. كيربي: واشنطن لا تدعم أي عملية عسكرية في رفح|#عاجل




.. دون تدخل بشري.. الذكاء الاصطناعي يقود بنجاح مقاتلة F-16 | #م