الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحُب أعمى !!!

زهور العتابي

2018 / 3 / 23
الادب والفن


..
كنت قد حضرت قبل أيام خطوبة الحلوة أنفال( اتحفّظ عن ذكر الاسم الحقيقي) احدى صديقات ابنتي بلسم....تربطنا بعائلة أم أنفال صداقة طيبة قديمة يوم أن كنّا نسكن معا مدينة الغزالية ...كانت انفال وبلسم وقتها في المرحلة المتوسطة تربطهما صداقة متينة ...كانتا لاتفترقان أبدا ...حدثت الطائفية فهُجر كلاما من دياره وسكنت عائلة أنفال مدينة الكاظمية ...ولم التقي أم أنفال بعدها إلاّ مرتين ...يوم وفاة الحبيب فرات جاءت لتعزيتي ويوم أن انتقلنا قبل اربع سنوات لبيتي الذي اسكن الان ..جاءت أدّت الواجب وذهبت....ثمّ انقطع التواصل بيني وبينها لاسيّما وانها لاتمتلك صفحة فيس بوك..أما بلسم وانفال كانتا على اتصال دائم ...علمت فيما بعد ومن الحبيبة بلسم انّ أبو أنفال تزوج بأخرى ..تألمت كثيرا ..واستغربت وقتها كيف لأبو أنفال أن يفرط بزوجته الرائعة الجميلة التي وقفت بجانبه في أحلك الظروف !! اتصلت بها على الفور...كانت المسكينة شبه منهارة ..قالت بصوت مقتضب ..هذا الي صار حبيبتي أم فرات...انتي كنت قريبة جدا مني..وتعرفين اني شنو ..قلت بماذا فسّر لك فعلته هذه! ؟ أنا بصراحة أحترم هذا الرجل جدا ..انسان لطيف مثقف ..متزن ..قلت..هو لم يفعلها يوم أن كان معاون مدير عام وله مكانته وأجمل الجميلات كنّ معه ...الان وبهذا العمر وبعد سنوات العشرة الطويلة يتزوج !؟ أجابت بهدوءها المعهود ( هو كال انتي تبقين زوجتي المميزة لكني حبيتها والحب أعمى !) أم أنفال تمتلك من الكياسة ما يكفي لذا هي لم تتكلم في التفاصيل كونها تحترم زوجها وتعشقه جدا ..حتى حينما تزوج عليها لم تتجاوز عليه أبدأ ولم تستطع أن تسترسل اكثر ...ومنذ ذلك الوقت لم التقيها...لكني كنت أتابع أخبارها من خلال ابنتي...اخبرتني مرة أن انفال أصبح لديها اخ من زوجته الثانية أسمَوه محمد ...
قبل أيام كان لابد أن البّي دعوة عقد قران أنفال...ذهبت وابنتي..كانت الحفلة مقتصرة على الأهل والأقارب وبعض الصديقات....ما أن دخلت أقبلت اليّ والفرحة تملأ محياها..عانقتني بشده...انبهرت ..حينما وقعت عيناي عليها ....كنت أتصور اني سأراها بغير هيئتها المعهودة بعد الذي حصل..لكني وجدتها انها لازالت كما هي جميلة راقية ..انيقة ...رحبت بي وجلست بقربي و همست ( يعجبك تشوفين ضرتي ؟) قلت ..لتكليلي موجوده هنا قالت طبعا ( بيتها يمي.. بنائها مشتمل بالحديقة ) قلت بحماس ..وينها ..أشارت الى إحداهن...صُدمت فعلا بما رأيت..امراة بدينة ..ضخمة.. وشديدة السمرة و..ولا تمتلك أية سمة من سمات الأنوثة والجمال ...وحتى مظهرها كان ليس كما يجب !!..استغربت أهذه التي سرقت قلب أبو أنفال؟ أهكذا بات ذوقه ؟ طبعا الجمال وحده ليس معيار في اختيار المرأة لكن حتى الطباع وكما علمت أنها حادة ..عصبية المزاج على الدوام !! اذن وفق أي معيار اختارها وفضلها على زوجته وام أولاده !؟ ساءني اختياره.. وتذكرت يوم أن كان يأتي ليأخذ ابنته من بيتنا كان يُثير أعجاب أجمل بنات الجيران ...كنت احدث نفسي وعيناي كانت تنتقل ما بين النظر لهذه المرأة والنظر لصديقتي التي كانت تتمايل مع أغنية ( هذا الحلو كاتلني يعمّه ) كانت ترقص بمنتهى الخفة والرشاقة والدلال وشعرها الكستنائي يتمايل معها !! جاءت الىَّ واخذتني من يدي واصّرت أن أُشاركها ال!!! كما كما نفعل من قبل ..يوم ان كانت تجمعنا مناسبة ما أو فرح.... لم أتمالك نفسي و دمعت عيناي ليس لأني أعشق هذه الأغنية فحسب انّما لاني احسست بمدى المرارة والألم التي تشعر به صديقتي الجميلة بكل شيء.. بروحها .
.طبعها باخلاقها العالية !! تألمت فعلا وأنا انظر إليها ....
استحوذت أم العروسة...أم أنفال..وأثارت أعجاب كل من حولها ..لكنّها للأسف الشديد لم تستطع أن تستحوذ على قلب الرَجُل الذي تُحب !! زوجها الذي ادمى قلبها بالزواج من أخرى لا لشيء الا بدافع جملة طالما نُرددها جميعا ولكنّنا أحيانا كثيرة لا نُعنيها !!!
حبينَه ...والحُب أعمى !!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان سامو زين ضيف صباح العربية


.. صباح العربية | الفنان سامو زين ضيف صباح العربية




.. الرئيس التونسي: بعض المهرجانات الفنية لا ترتقي بالذوق العام


.. ظهور حمادة هلال بعد الوعكة الصحية في زفاف ابنة صديقة الشاعر




.. كل يوم - -ثقافة الاحترام مهمة جدا في المجتمع -..محمد شردي يش