الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العام الايراني الجديد وخوف النظام من مجاهدي خلق والانتفاضات القادمة

مهدي عقبائي

2018 / 3 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


لم تمضي إلا عدة أيام منذ بدء العام الايراني الجديد حيث عبر فيها الشعب الايراني في حالة عدم استقرار شديدة كانت سائدة خلال الاحتفالات التقليدية ليوم جهار شنبه سوري واحتفالات عيد النوروز عن احتجاجهم وعدم رضاهم على هذا النظام. وعلى وجه الخصوص احتفالات يوم جهارشنبه سوري التي أقيمت في الثلاثاء الاخير من العام الايراني والتي كانت ذريعة لتأجيج نيران التظاهرات ضد النظام فلذلک هزت رعشة‌ علی ارکان النظام مرة اخرى بحيث ألقت هذه التظاهرات الخوف والرعب بشكل كبير في قلوب كل رؤوس هذا النظام الكبيرة والصغيرة منها من الولى الفقيه حتى جماعة الملالي و قادة قوات الحرس. خوف جعلهم جميعا غارقين في حالة من الذهول والتردد لمظلة طويلة. من بينهم خامنئي الذي قال في مجمل رده على تساؤلات ما يسمى الناس حول احتفالات جهار شنبه سوري في اواخر العام الايراني: «بالاضافة الى أنها لا تملك أي اساس شرعي (يقصد احتفالات جهار شنبه سوري) بل انها تنطوي على الكثير من الضرر والفساد الذي سيكون من الافضل تجنبها. وان العادات والتقاليد الجاهلية ليس لها أي أثر في الاخلاق والحياة البشرية»
في نفس الوقت قال رئيس شرطة طهران عشية الاربعاء الاخير أن عمليات التعامل مع بائعي المواد المتفجرة سوف تستمر بقوة وحزم شديدين. وفي هذا الخصوص ازدادت نسبة ضبوطات الشرطة بنسبة ٧٨ في المئة مقارنة بالعام الماضي. قوات وقادة شرطة طهران الكبيرة ستكون في حالة جاهزية مئة بالمئة في يوم الثلاثاء. وسوف تتعامل بحزم وجدية مع هؤلاء الاشخاص الذين يتجاوزون الخطوط الحمراء دون أي مجاملات أو تسامح.
بصرف النظر عن تصريحات بقية مسؤولي النظام واظهارهم لخوفهم وخشيتهم فيها ولكن دعونا نتذكر أننا ندخل العام الجديد في مثل هذه الظروف. خوف النظام في الاساس هو من المعارضة المنظمة. والتي تستطيع أن تجعل من كل مناسبة فرصة لتحولها الى الانتفاضة والاحتجاجات والثورة وبهذه الطريقة سيكون الأمن هو الاولوية الاولى لهذا النظام في العام الجديد وهذا هو ما ركز عليه وزير الداخلية في حكومة روحاني. حيث أكد :
" اولويتنا في عام ٢٠١٨ وفقا لتحليلاتنا وتوقعاتنا هي الاستمرار في حفظ الامن " وهو يقول الصدق بان التحليلات والتنبؤات داخل وخارج النظام تظهر أن نظام ولاية الفقيه سيواجه المزيد والمزيد من التهديدات الأمنية في العام الجديد.
الصورة الثابتة لعام ٢٠١٧ كانت تجمعات المواطنين المنهوبة أموالهم اؤلئك الاشخاص الذين تم نهب اموال مدخرات حياتهم القليلة والتي ادخروها في المؤسسات التجارية التابعة لقوات الحرس ووفقا لتصريحات عباس اخوندي وزير النقل وبناء المدن : " تمكنت مجموعة صغيرة في أجواء عجيبة وغريبة من الاستيلاء على ودائع ٣.٤ مليون شخص أي ما يعادل ٢٤ الف مليار تومان والان هم يقولون أننا لا نملك هذا المبلغ على شكل قطع نقدي في البنوك نستطيع ارجاعه الى واضعي الودائع ".
احتجاجات المواطنين المنهوبة أموالهم جنبا الى جنب العمال وبقية طبقات المجتمع المحرومة في المجموع شكلت ما يقارب ال ٥ الف حركة احجاجية رئيسية فقط حتى نهاية ديسمبر الماضي الامر الذي رأيناه في اعداد وتجهيز انتفاضة شهر ديسمبر من الناحية الاجتماعية.
في نهاية العام أيضا شهدنا اشتداد غضب المزارعين الاصفهانيين هؤلاء الناس الذين طالبوا بحقهم في مياه نهر زاينده (نهر اسمه مولد الانهار يمر من قلب مدينة اصفهان ) التي حرموا منها وتم تحويل مياه النهر بعيدا عنهم وضاقوا ذرعا وهم يقولون بانهم ذهبوا ضحية السياسات الخاطئة المتبعة من قبل نظام القرون الوسطى والمتخلف هذا.
هذه زاوية واحده فقط من الكوارث الاقتصادية لهذا النظام.
السياسات العامة للنظام في مجالات السكان وانتاج الغذاء وادارة المنابع الطييعية كلها كانت حصاد قرارات الخامنئي نفسه تحت عنوان زعيم النظام.
وليس من دون سبب أن المزارعين خلال حركة واعية ومنظمة جدا أظهروا مدى انزعاجهم وكراهيتهم خلال المشاركة في صلاة الجمعة عندما كان خطيب صلاة الجمعة والذي هو عبارة عن الممثل والمفوض من قبل الولى الفقيه في كل محافظة ومنطقة ايرانية يلقى خطبته فقاطعه الناس حينها وأداروا ظهورهم له ورددوا شعار ( وجهك للوطن وظهركم للعدو).
فعلا انه شعار يحمل الكثير من المعاني والعبر.
مع كل هذا يمكن في العام الجديد توقع حضور المزارعين والعمال والمواطنيين المنهوبة اموالهم في المؤسسات الائتمانية في مشهد التظاهرات ضد النظام أيضا اكثر من ذي قبل ومن الممكن أن لا تحتاج الانتفاضة القادمة الى ٥ الاف حركة احتجاجية اساسية في بداياتها وأن تنتشر بشكل أسرع بكثير.
وكما قال احد خبراء ومحللي النظام أن هذه الانتفاضات تمتلك خصلتین رئيسيتين هما (مطاطية) و (تناسخية).
(مطاطية) بمعنى أنه عندما نظن بأن هذه الانتفاضات قد هدأت و في حال التراجع تعود لتنتشر وتتوسع بشكل أكبر. و (تناسخية) بمعنى أنهم يمنحونها وجهًا جديدًا في كل مرة ونحن غير قادرين على التنبؤ بكيفية حدوثها.
الامر الذي يعيه جميع قادة وساسة النظام بشكل كامل واعترف به خامنئي نفسه حتى روحاني وبقية رؤوس هذا النظام و لا يملكون سبيلا لحله هو قيادة وتوجيه الانتفاضة من قبل مجاهدي خلق تلك نفسها المقاومة المنظمة التي وقفت في وجه هذا النظام لمدة ٣٩ عاما وقدمت الغالي والنفيس في سبيل ذلك ولم يتاونوا أو يساوموا على مبادئهم الثابتة وخوف وهلع النظام هو من الارتباط والعلاقة الوثيقة التي تربط الشعب الايراني مع هذه القيادة.
مع كل هذا، اليوم من حقه ان يقول وزير الداخلية في نظام الملالي أن الاولوية في العام القادم ستبقى النظام الامني ومن المحتمل أن لا يملك هذا الوزیر فرصة للبقاء في نهاية العام القادم حتى يتمكن من تحديد اولويات العام الذي سيليه.
ليس من دون سبب أن خميني في الاعوام الاولى بعد سقوط نظام الشاه حيث لم يتم بعد القمع المطلق للحريات وبالضبط في يوم ٢٥ یونيو ۱۹۸۰ في خطابه بعد الاجتماع العظيم لمجاهدي خلق في ملعب امجدية طهران وخطاب السيد مسعود رجوي في هذا الاجتماع حول فضح منشأ النذل أي خميني حيث قال خميني حينها أن عدونا ليس امريكا ولا الاتحاد السوفيتي ولا الماركسيين وليس في كردستان، بل عدونا هنا في قلب طهران مجاهدي خلق هنا!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة