الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خصخصة النفايات !!

فاضل الغانمي

2018 / 3 / 24
الادب والفن


اثارني موضوع نشر في موقع التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك ) ، وهو عبارة عن مقطع فيديو ، يبين تظاهرات مزارعي مدينة انجرس اليونانية ضد قرار البرلمان اليوناني الذي يلزم المزارعين دفع مبالغ مالية مقابل رفع نفاياتهم ، فكان الرد قاسيا من قبل المزارعين بعد ان قاموا بنقل نفاياتهم الى مقر البرلمان ..
توقفت طويلا عند هذا الفيديو تزاحمت خلال هذا التوقف العديد من الملاحظات التي سجلتها بخصوص الموضوع ، من اهمها الشجاعة الفائقة التي يملكها هؤلاء المزراعين في الرد الصاعق على قرارات غير مدروسة ومجحفة بحق الشعب ، كما اثارني التعاون والتراص بين صفوف المزارعين والذي قاد الى انجاح العمل وتحقيق مطالبهم ، والعمل الذي قام به المزارعين ينم عن تخطيط وتنفيذ مدروسين وتحويل الشعارات الى عمل واقعي ورد صاعق يعبر عن ديمقراطية حقيقية تعيشها شعوب الغرب ( الكافر ) كما يحلو لبعضنا ان يسميه ، بعيدا عن الشعارات الفارغة التي تطلقها في كل يوم شعوبنا العربية وخصوصا الشعب العراقي الذي اصبحت الشعارات الفارغة ديدنه في العقود الاخيرة .
وسؤالي هنا هل يستطيع الشعب العراقي ان يتصرف هكذا في ظل اجواء الخصصة الغير مدروسة في بعض المواقع ، إن حال العاصمة بغداد والمحافظات العراقية الاخرى يرثى له في تكدس الاطنان من النفايات في الشوارع والساحات والمرافق العامة ، وهذه الاكداس من النفاية قادرة على قتل عشرات الالاف من البشر في اشهر معدودة وهو مايحصل فعلا من انتشار الامراض والاوبئة بين ابناء الوطن .
والسؤال هنا ايضا هل يملك الشعب العراقي الجرأة في نقل اكداس النفايات الى مقرات مجالس المحافظات ورميها هناك ليري المسؤولين المحليين مدى تقاعسهم وقذارتهم واستهتارهم بالقيم ، وهل يستطيع اهالي العاصمة بغداد نقل اكداس نفاياتهم الى المنطقة الغبراء ووضعها في مدخل قبة المؤامرات (البرلمان) وايصال رسالة بإن الشعب قادر على ان يفعل اي شيء امام تقاعس الساسة في عدم تأديتهم لواجباتهم أمام الشعب الذي وضعهم في هذه المناصب .. لاأظن ذلك وليس للشعب القدرة على فعل اي شيء من هذا القبيل لانه باختصار شعب ( الشعليه ) الذي لايملك اي مقدار من المواطنة التي تؤهله للتفاني من اجل وطنه وحبه لمستقبل الاجيال القادمة .. هل يستطيع الشعب العراقي ان يعيد النفايات التي اتتنا من خارج البلد من المعممين والافندية المتسكعين في شوارع لندن وباريس وامريكا والدول الاخرى وارجاعهم من حيث اتوا ، بعد ان صقلتهم المخابرات الدولية والموساد الاسرائيلي ليعيثوا بإرض الرافدين فسادا دون ان يرف لهم جفن او تتحرك شعرة من شعورهم بالمسؤولية الاخلاقية او الدينية ـ اذا كان لديهم دين ـ او صحوة من ضمير .
اظن ان الحال سيبقى على ماهو عليه ، ولن يتغير شيء لافي المستقبل القريب او البعيد لان الواقع يشير الى هذا المفهوم ، وعلى رأي احد اخواننا الذي يردد هذا القول وهو يائس من كل شيء ( ظلت بس فزعة الله) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟