الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الازمة النقدية بين النقد والناقد 1

منير الكلداني

2018 / 3 / 25
الادب والفن


ان العمل النقدي بمختلف مناهجه ومذاهبه ما هو الا عمل شاق من حيث السعة في الادوات المعرفية والوقت الازم لاتمامها وياخذ من صاحبه الشيء الكثير سواءا على المستوى الاجتماعي او النفسي كما انه لا ياتي بالحدس وحده عكس كثير من العلوم الانسانية التي يكون الحدس فيها الركن الاساسي في بنائها فان للناقد غير الحدس ادوات معرفية كثيرة يجب ان يكون ملما بها لانه لا يستطيع بحال الاستغناء عن جزء منها لانه بطبيعة النقد فقدان اي جزء من شانه الافصاح نصيا يكون قابلا للوقوع في الخطا فاذا حدث هذا وهو ما لا يتمناه الناقد قطعا فسيكون عمله كله في معرض الخطا لان الخطا الجزئي وان كان مقبولا في بعض العلوم الا انه غير مقبول قطعا في العملية النقدية دام ان للناقد نتيجة الحكم على العمل الادبي
فاذا كان كل هذا يقع على عاتق الناقد فماذا لا نرى للنقد والناقد السند الاعلامي الذي يتناسب وتلك القيمة التي يحملها ولماذا هذا التهميش الذي اراه في بعض الاحيان متعمدا والادهى ان تجد كثيرا من الادباء يدعون خلو الساحة العربية من نقاد حقيقيين مع ان هذا الكلام لا يعدوا ان يكون رايا فرديا لا يتناسب مع ما هو موجود من اقلام نقدية عربية تكتب النقد بادوات معرفية هائلة لا تاتي الا بالجهد والمثابرة وما تلك الاقوال الا تضعيف ممنهج لدور الناقد في الحركة الادبية العربية ولكي نكون موضوعيين في الطرح ما كان ذلك ممكنا – نتيجة المسلمات الفردية احيانا والتي تكون حاكمة لا شعوريا - فان للناقد العربي دور في ذلك فهو له اليد الأولى في تهميش دوره بل لا ابالغ ان قلت ان الناقد العربي هو الذي شجع الاخرين على طمس انجازاته وهي اسباب سناتي لها تباعا في مضان هذا الكلام
وكتوضيح بسيط – قبل ان ندخل الى تلك الاسباب التي ساهم فيها الناقد في تهميشه - وقد ذكرته سلفا في احدى المقالات السابقة ان النقد بالاضافة الى الادوات المعرفية يحتاج الى انسجام تام مع النص وهذا الانسجام المومى اليه يحتاج الى قراءة النص قراءة نقدية وهذه القراءة النقدية تنقسم الى عدة مستويات
الاول – القراءة الاولى وهي اطلاع على النص المتوخى نقده بشكله العام وكلما طال النص اصبحت القراءة مطولة وتستلزم وقتا اكثر من المعتاد وهو جهد يعرفه اكيدا من يقومون بنقد النصوص الادبية الطويلة كالروايات والقصص الطويلة ومقصدنا بالقراءة الاولى ليس عدد مرات القراءة بل هي تلك القراءة التي يفهم الناقد النص من خلالها فهما اوليا فقد يحتاج الناقد لقراءة نص يتكون من عشرة مقاطع الى عشر مرات فالجهد النقدي تستطيع ضربه بتكعيبه مقارنة بالنص الذي وضعه الاديب
الثاني – تحليل النص وهي عملية نقدية يقوم الناقد من خلالها الى فك النص من خلال ادواته المعرفية وهي تعود بحسب المنهج النقدي الذي يتبناه الناقد سواء كان حوليا او داخليا وهو ايضا جهد لا يقل عن نظيره في المستوى الاول خاصة تلك المناهج التي تدعي شمولية النقد ولا تحصره في اتجاه معين فلك ان تعرف الجهد الذي يقوم به الناقد وهو يحلل نصا من النواحي التاريخية والاجتماعية والنفسية واللغوية والفلسفية لتعرف مقدار ذلك العمل
الثالث – تركيب النص ويشمل قراءة الناقد من خلال ما توصل اليه من المستويين الاول والثاني وفيها يكتب الناقد ما يراه وما توصل اليه ويخرج النص هنا برؤية الناقد لا برؤية كاتبه فياخذ المتلقي النص من منظوره الثالث وهو يختلف طبعا عن منظور الكاتب ومنظور المتلقي الاولي واقصد بالاختلاف اختلاف الجزء لا الكل ولا علاقة للامر هنا بصحة شيء ما وخطا شيء ما لانها تبقى رؤى بكل حالاتها وليست امورا معيارية وقد اتطرق في مستقبل الايام الى نماذج من ذلك
وفي زمن السرعة نكتفي بهذا القدر وللحديث بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرباط تستضيف مهرجان موسيقى الجاز بمشاركة فنانين عالميين


.. فيلم السرب لأحمد السقا يحصد 22.4 مليون جنيه خلال 10 أيام عرض




.. ريم بسيوني: الرواية التاريخية تحررني والصوفية ساهمت بانتشار


.. قبل انطلاق نهائيات اليوروفيجن.. الآلاف يتظاهرون ضد المشاركة




.. سكرين شوت | الـAI في الإنتاج الموسيقي والقانون: تنظيم وتوازن