الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خالد الكيلاني يكتب : ما بين مبارك والسيسي … دروس الماضي ، وإخفاقات الحاضر … وما الذي يمكن عمله من أجل المستقبل ؟

خالد الكيلاني

2018 / 3 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


الحلقة الأولي :
========
الرئيس مبارك في سنوات حكمه الأولى كان حريصاً على اللقاء مع كل الأحزاب والقوى السياسية والشخصيات العامة ، وبدأ محمد حسني مبارك أيامه الأولى ( اليوم الثالث بعد حلفه اليمين وكان يوم 17 أكتوبر عام 1981 ) بلقاء 3 من رؤساء الأحزاب الثلاث الكبرى وقتها ( خالد محيى الدين رئيس حزب التجمع ، وإبراهيم شكري رئيس حزب العمل ، وفؤاد محيى الدين الأمين العام للحزب الوطني الديمقراطي ) ، ثم تبع ذلك بالإفراج عن 44 من كبار الشخصيات التي كانت محبوسة بقرارات التحفظ التي أصدرها السادات في 5 سبتمبر 1981 ، وذهبوا مباشرة من سجن مزرعة طرة للقاء مبارك في قصر الإتحادية ، أعقبها بقرارات الإفراج عن كل السياسيين المحبوسين ، وإحالة أعضاء الجماعات الإسلامية الإرهابية المعتقلين للمحاكمة .
فماذا حدث بعدها ؟!!!
باستثناء حزب التجمع اليساري ، إكتشف مبارك خواء كل تلك القوى السياسية ، وعدم إمتلاكها لرؤية سياسية وإقتصادية وإجتماعية لبناء مستقبل هذا الوطن ، كما إكتشف أيضاً أن كل تلك القوى تبحث عن منافع شخصية باقترابها من الرئيس والسلطة !!! .
وكانت تلك هي الجريمة التي ارتكبناها في حق أنفسنا وفي حق هذا الوطن ، وشارك فيها مبارك معنا بقوة بدءاً من عام 1990 وطوال 20 عاماً بعدها .
ولأن مبارك أيضاً - وبعكس عبد الفتاح السيسي - لم يكن يمتلك هو أية رؤية لمستقبل هذا الوطن ، وكان محروماً بالفطرة من الطموح الشخصي ، فقد نفض يديه سريعاً منهم جميعاً …
ولم يجد مبارك أمامه على المستويين الإجتماعي والإقتصادي ، سوى الإستمرار في نفس توجهات السادات التي كانت مستندة على إنجاز نصر أكتوبر العظيم ، ومستمدة من نتائج إختراقات أجهزة أمريكية لمفاصل مصر السياسية والإجتماعية والإقتصادية بدأت مبكراً في عصر السادات ، وتحديداً منذ عام 1971 عبر مستشاره للأمن القومي حافظ غانم ، والسيد حسن التهامي ، وكمال أدهم زوج أخت الملك فيصل ورئيس الإستخبارات السعودية في أوائل السبعينيات ، وقيادات جماعة الإخوان التي أفرج السادات عنها وتلك التي أعادها من المنافي .
وارتمى مبارك تماماً - مفتقداً لذكاء ودهاء أنور السادات السياسي - في أحضان الإدارات الأمريكية المختلفة ، وأنياب ومخالب صندوق النقد الدولي ، ومجموعات الدائنين .
وعلى المستوى الإجتماعي فقد كرس مبارك لتحالف غير معلن مع جماعات الإسلام السياسي والديني ، متمثلاً في جماعة الإخوان بشكل رئيسي ، ملتفتاً تماماً عن كل القوى السياسية المدنية الأخرى بعداء أكثر معقوى اليسار السياسي والإجتماعي ، ظناً منه أنه يستطيع طوال الوقت أن يكون هو المتحكم في آليات إدارة الدولة والمجتمع من خلال هذا التحالف ، وأن تظل تلك الجماعات طوال الوقت " under control " لأجهزته ورجاله .
فماذا حدث ؟
وكيف نستطيع أن نستلهم من الماضي والتاريخ القريب عبرة وضوء للمستقبل ؟ .
( للحديث بقية )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. ماذا حمل المقترح المصري؟ | #مراس


.. جنود أميركيون وسفينة بريطانية لبناء رصيف المساعدات في غزة




.. زيلينسكي يجدد دعوته للغرب لتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي | #مرا


.. إسرائيليون غاضبون يغلقون بالنيران الطريق الرئيسي السريع في ت




.. المظاهرات المنددة بحرب غزة تمتد لأكثر من 40 جامعة أميركية |