الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى أين وصلت الثورة المضادة في سوريا؟

محيي الدين محروس

2018 / 3 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


لابد من التذكير بدايةً بأن الثورة هي الحراك الجماهيري الشعبي الذي يهدف إلى الإطاحة بالنظام الحالي، لإقامة نظام يحقق أهدافها.

أما الثورة المضادة فعادةً تتشكل بعد انتصار الثورة:

1- من القوى السياسية التي لها مصالح تتناقض مع جوهر الثورة ومشروعها السياسي. وأحسن مثال هنا: تنظيم الإخوان المسلمين في مصر، الذي ركب مسار الثورة ووصل بسرعة إلى سدة الحكم ، ليحقق أهدافه المتناقضة جذرياً مع أهداف الثورة.

2- من القوى التي خسرت مكتسباتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فتتسرب تحت شعارات الثورة لتحقق أهدافها بمظهرٍ جديد. وهذا ما نشاهده اليوم في مصر من خلال عودة السيسي إلى سدة الحكم بمظاهر الثورة وتحقيق أهدافها.

ولكن أيضاً من الممكن أن تتشكل الثورة المضادة خلال عملية الثورة وقبل انتصارها.
وهذا ما شاهدناه في سوريا ...بعد شهور من انتشار الثورة السلمية في أنحاء البلاد، وقبل الإطاحة بالنظام القائم، بدأت تتشكل الفصائل الإسلاموية المسلحة والممولة من الخارج، تحت مسميات إسلامية، ورفع الأعلام السوداء، وبتمويل خارجي، ولتحقيق أهدافٍ خارجية.
وبما أن مصادر تمويلها وسلاحها من الخارج، فمن الطبيعي أن تكون الخلافات بينها على أشدها ، حسب هذه المصادر، رغم المظاهر الإسلاموية المشتركة.

الثورة المضادة في سوريا تم تعويمها على السطح إعلامياً وعلى الأرض من خلال الداعمين لها:
السعودية وقطر وتركيا بالدرجة الأولى. واستفاد النظام منها ( للتذكير: الإفراج عن الكثير من الإسلاميين من السجون الأسدية) في نفيه لوجود ثورة سياسة، وبأنه يتصدى "لعصابات إرهابية" ممولة من الخارج ...حتى قبل تشكيلها على الأرض، لأنه من بين المخططين لها. وجاءت الأحداث لتؤكد "صحة مقولة النظام" بأنه يُحارب تنظيمات إرهابية.

وتصدرت قوى الثورة المضادة لمواقع القيادة من خلال الإخوان في الائتلاف وسيطرتهم عليه، كونهم القوة الأكثر تنظيماً، والمدعومة من دول الجوار.

في السنوات الأخيرة واليوم، يقف النظام معلناً انتصاراته على "الإرهابين" في حمص وحماة وحلب والغوطة الشرقية. مع تغييب إعلامي كاملٍ لقوى الثورة الحقيقية التي قامت بها، على الأرض و المستوى القطري والدولي.

اليوم، وبعد مضي سنوات على هذه الثورة الشعبية، لا بد من التصدي ليس فقط للنظام الديكتاتوري، والذي يقصف شعبه بالطائرات والمدافع،بل أيضاً للثورة المضادة وقواها على الأرض، والتي أفرغت الثورة من محتواها وأهدافها السياسية.

اليوم على رأس المهمات هو:
توافق القوى الوطنية التي لها مصلحة في انتصار الثورة، على مشروع ميثاق وطني جامع، والتوافق على قيادة لتنفيذه، وبنفس الوقت التصدي لقوى الثورة المضادة السلاحوية والسياسية. وعدم عقد الصفقات السياسية معها، ولو كما يقول بعضهم: مرحلياً! هؤلاء أهدافهم معادية للثورة، ويتبنون أهداف تحقق مصالح مموليهم من تركيا إلى السعودية إلى قطر....وبالتأكيد ليس أهداف ثورتنا في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخرج من قائمة أكثر 10 دول تفضيلاً لأصحاب الملايين |


.. قتلى فلسطينيون جراء قصف إسرائيلي على الطريق التجاري في رفح




.. كأس أمم أوروبا: فرنسا تفوز على النمسا بصعوبة وتخسر خدمات مبا


.. هوكستين يشدد على ضرورة إنهاء النزاع بين حزب الله وإسرائيل بط




.. ما الرسائل العسكرية من مشاهد حزب الله لمواقع عسكرية وبنى تحت