الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حينما يكون الأب عادلا ...ويتسيّد القانون !!!

زهور العتابي

2018 / 3 / 25
الادب والفن


قصة ابطالها حقيقيون ..منهم من ودع الحياة ومنهم من ينتظر !!( اتجفظ عن ذكر الاسماء الحقيقة)

استغربت هدى حينما دنت منها زوجة ابيها وسحبتها من يديها بقوة وأعطتها الايس الكريم قائلة .. كومي حبيبتي عوفي الغسل هسة..اكلي الموطه مالتج ..قالت هدى لا امي بعد شوية و اكمل...و..في هذه الأثناء لاحَ لها وجه ابيها وهو يحمل اخاها الأصغر الذي كان ياكل الايس كريم...ما ان رآها على هذا الحال حتى دبَّ في عينية الغضب ...نظر إليها ثم نظر الى زوجته. ...انزل أخاها على الفور واخذ الايس كريم من هدى ورمى به في سلة المهملات.....ثم سحب زوجته من يديها وادخلها الغرفة على عجل وأغلق الباب من الداخل ..هالها ما حصل ..لم تعرف ابتدائا مالذي آثار غضب الوالد ...ولم تشعر بالضبط ماذا يحصل في داخل الغرفة لكنها سمعت اصوات تنم عن ضرب وشجار...و ..و.شعرت بالخوف والهلع و اخذت اخاها وانسحبت مسرعة إلى الهول ...خرج الاب وكأنه يغلي أخذها بين ذراعيه وغير لها ثوبها المبلل ..هدى تعرف رغم سني عمرها الفتية التي لاتتجاوز الخمس سنوات انّها (منذ ان وعت عالدنيا تعرف عدها امين امها الحقيقية وزوجة ابيها ام حسين) كانت تحب امراة ابيها وتناديها بامي ولم ترفض لها طلبا في يوم من الأيام.. حيث كانت تعتمد عليها في اكثر أعمال المنزل من كنس ...غسل المواعين...غسل الهدوم ..و..و كان هذا يحدث بعدما ذهبت امها في زيارة لأهلها ...هي لاتعرف اسباب غياب امها . .اخبرتها اختها مرة ( امي راحت زعلانه بابا تعارك وياها ) حتى اخاها الأكبر لم يخبرها بل كان يخفف عنها ويقول انشاءالله بعد كم يوم ترجع ...تذكر انها سألت اباها احد الايام ...أجابها ان احدى خالاتها مريضة وذهبت لتراها وما هي الاايام وتعود ...أعوووود لأقول ان هدى كانت سعيدة بكل ما تعمل... لم تتذمر يوما ولم تشتكي الحال لأحد .. بل على العكس كانت حينما تنهرها ختها الكبرى وتامرها بان لاتعمل ..كانت لاتابه لكلامها ..... الان وبهذا العمر وبعدما تجاوزت الستين تشعر أن زوجة أبيها كان لها الفضل والأثر الإيجابي لجعلها امرأة من طراز خاص ...تحب وتبدع في بيتها لاسيما بعد أن أصبحت الاثنتان صديقتان جدا فيما بعد ..المهم أن هدى شعرت يومها ان هناك مشكلة و أن شيء ما حصل ..ما أن ذهب الاب ليستحم ..هرولت مسرعة حيث امرأة ابيها .تالمت كثيرا حينما رأت الدماء تسيل من فمها واذنها ...جاءت إليها وحضنتها واخذت أحدى بقايا قطع الاقمشة الصغيرة من على ماكنة الخياطة واخذ تمسح الدماء وتقول..هذا شنو الدم !؟اجابتها حبيبتي هداوي بسيطة ولا يهمك...نهضت ومسحت دموعها وهمت بسرعة إلى المطبخ لتعد الطعام ...خرج اباها من الحمام ذهبت مسرعة إلى الهول ..اقبل إليها وكان يتمتم وكأنه يُسمع زوجته ( وبطانية بعد يا ظالمة!! ) قالت بذكاءها المعهود بعد ان ادركت مايعني .... بابا اني عجبني اغسلهه مو هية الي طلبت مني ..لم يعلق الاب بل اخذها بين ذراعيه واجلسها على حجره واخذ يقبلها ويمسح على شعرها بهدوء .....بعدها جاءت ام حسين بصينية طعام الغداء ووضعتها امامه .. حمل الصينية بعصبية ورمى بها وبكل مافيها في الحديقة ..فسقط الطعام على الأرض..لم تنبت ام حسين ببنت شفة ..كانت أمراة حكيمة جدا تحسن التصرف في الأوقات الحرجة ...تملّك الخوف هدى كثيرا لانها تعرف ثورة ابيها حينما يشعر بالغضب !! في هذه الأثناء دخلت اختها الكبرى خائفة لأنها تدرك أن اباها لا يمكن ان يغفر لها خروجها الى الشارع للعب مع صديقاتها .. قالت بابا اني قبل شوية طلعت ..اجابها ولكنه كان اكثر هدوءا هذه المرة ..تعالي بابا احنه مو كلنه ممنوع اللعب بالشارع واجلسها على حجره واخذ يتمتم ... بس معذورة والله تهجين من البيت !! ومضى يومه حزينا ..متالما وكأنه في دوامة ...وما ان جنَّ اليل أتى بفراشه وعلى غير عادته ونام في الهول يتوسط ابنتيه وشعرت هدى بسعادة كبيرة وهي تنام على صدره وكأنها كانت تتمنى وتحلم بهذا من زمان ..اخذت تسمع تنهداته واحست به يبكي بصمت ..مسحت دموعه بيدها و ضمته إلى صدرها بوقوة ثم ناااامت.....استيقضت في الصباح لم ترى اباها...كان كعادته يستيقظ باكرا ويخرج ...ولم يعد في الظهيرة ولا حتى بعد يوم.. يومين ...سالت امها بابا اشو ماجة صار يومين ...اجابتها .. مو بيده حبيبتي هو عسكري يجوز ودوه فرضية مثل كل مرة ...ياريت حتى يجيبنه جوز وتين و..و ...ومرت ثلاث ايام...اربعة وأباها لم يعد ....
إلى أن حلَّ ذالك المساء فُتح الباب فلاح لها وجه امها قفزت إليها مسرعة غير مصدقة ...امي ..امي حضنتها امها بكل حب واخذت تقبلها وجاءت اختها وحضنتها هي الاخرى وسط فرحة الاب ومسحة الالم التي كان عليها...حملت هدي أخيها الأصغر قائلة امي شوفي كروم شلون كبر ...اخذته بين ذراعيها واخذت تقبله وكذلك إخوته..قائلة تعالوا شوفو اشجبتلكم .....حينها دخلت زوجة الاب قائلة ( هله بيج خيَّة ..كل الهله... البيت خلافج مغيّم يم علي خيَّه ...عفية عليك ابو علي من رحت جبتها ..هلة بيج خيّه....شعرت هدى بالراحة والسعادة لعودة امها ....ولاول مرة شعرت ولمست الراحة والهدوء والفرح على وجه ابيها تلك التي غادرها منذ تلك الحادثة .....!!!! اخذت تنظر اليه بكل أعجاب وحب وهي تشعر بالفخر بابيها الذي ليس كمثله أب !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي اكبر اساءة تعرّضت لها نوال الزغبي ؟ ??


.. الفنان سامو زين يكشف لصباح العربية تفاصيل فيلمه الجديد




.. الفنان سامو زين ضيف صباح العربية


.. صباح العربية | الفنان سامو زين ضيف صباح العربية




.. الرئيس التونسي: بعض المهرجانات الفنية لا ترتقي بالذوق العام