الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أغلبية المالكي هي حل ام تحايل ؟

فلاح عبدالله سلمان

2018 / 3 / 26
السياسة والعلاقات الدولية


أغلبية المالكي هي حل ام تحايل؟
لايخفى على المتتبع للانظمة السياسية الحاكمة في العالم بان طريقة ادارة النظام السياسي بالاغلبية هي من الطرق الناجحة جدا في ادارة الدولة لما يتضمنه هذا النظام من ميزات كثيرة تتيح لصاحب القرار الحركة والحرية في تطبيق المشروع الحكومي .وهناك امثلة كثيرة على ذلك لامجال لذكرها , لكن هذه الطريقة تستلزم وجود شروط اساسية لتكون فاعلة ومن اهم هذه الشروط هي؛
أولاًـ التمتع باستقلالية القرار السياسي وعدم التدخل الخارجي لان هذا سيتقاطع جملة وتفصيلا مع الغاية من وجود الاغلبية , حيث ان الاغلبية وجدت كما اسلفنا لتأخذ الحكومة المساحة الكافية لتحقيق مشروعها ووجود التدخلات الخارجية سيعيق تحقيق اي قرار تتخذه الغالبية بمجرد انه لايتوافق مع مصالح الدول المحركة لذلك التدخل .
ثانياً- وجود المنهاج السياسي الناجح فلايمكن تحقيق اي هدف من اهداف الاغلبية اذا لم يكن لديها مشروع سياسي ناجح يتفق ومتطلبات الشارع , حيث يمكن للشارع ان يفشل الحكومة لعدم المشروعية .
ثالثا- وجود العقل السياسي الدبلوماسي الذي يستطيع ان يمتص ويحلحل اي ازمة تمر بها البلاد بما لايتعارض مع المشروع الحكومي.
رابعا- انصاف الاقلية البرلمالنية وعدم تهميشها او الانتقاص منها بحجة الاغلبية لان هذا سيكون مدعاة وحجة الى اللجوء للخارج الذي يعمل بدوره على الغاء العمل الحكومي وشله بالكامل .
وهناك الكثير من الشروط التي تختلف باختلاف النظام السياسي القائم وطبيعة المجتمع.
وعند مطابقة هذه الشروط مع مشروع المالكي للاغلبية السياسية نجده فاشل منذ البدالية وميت منذ الولادة وماهو الاتحايل واضح على عقول الناس وذلك ؛لان المالكي هو اول من ساهم وعزز مفهوم التدخلات الخارجية في القرار السياسي العراقي وذلك واضح من خلال توسع النفوذ الايراني داخل العراق في الولايتين التي حكم بها, اضافة الى كون المالكي لايملك مشروعا سياسيا ناجحا او لايملك اي مشروع اصلا فجميع الشعارات التي يطلقها لم يرى اي منها النور فهو رجل يعول على المشروع الطائفي فهو (مختار العصر وكفى),
اما مسالة وجود العقل السياسي الذي يستطيع حلحلة الازمة فقد ثبت بما لايقبل الشك بان جميع مستشاري المالكي واذرعه يتمتعون بنفس المواصفات التي يتمتع هو بها فكلهم انفعاليون ومتهورون وصانعون للازمات بل ويغذونها لان ذلك يصب في مصلحتهم ماديا ومعنويا كما وان اغلب الذين جاء بهم المالكي لم ياتوا ايمانا منهم بخدمة العراق بل خدمة المصالح الخاصة حالهم في ذلك حال جميع سياسيوا مابعد 2003.
واخيرا قضية الغاء الاقليات وابعادها عن مصادر القرار فهذا امر واضح من خلال الفترة التي حكم بها المالكي فهو لم يقصي الاقليات فحسب بل اقصى ابناء طائفته وجردهم من الصلاحيات والمناصب فسيطر هو وثلة من اقاربه واتباعه على جميع مقاليد الحكم حتى برز شعار ( ماننطيها ) جليا في جميع اروقة الدولة ولو انه حصل على الولاية الثالة لتحول نظام الحكم في العراق الى الملكي واصبحت عائلة المالكي هي العائلة المالكة؛.
اذن وبعد كل هذا مالذي يدفع المالكي للتاكيد على موضوع الاغلبية السياسية ؟
ممالا يخفى على كافة ابناء الشعب الفشل الذريع الذي منيت به الاحزاب الاسلامية عموما في ادارة حكم البلاد وخاصة حزب الدعوة فراحت تلك الاحزاب تغير من اساليب الضحك على الناخب بتغيير مظهرها وتلبسها باللباس المدني وقسم اخر منها انشق عن حزبه الاسلامي وشكل تكتل جديد مضيفا عليه وجوه شبابية جديدة, لكن حزب الدعوة اراد ان يستثمر اتهام الناس له بالفشل مدعيا ان في فترة حكم المالكي لم يتركه الشركاء ان يفعل مافيه صالح البلاد والعباد ولابد من اخضاعه الى اختبار حقيقي حتى يثبت انه يملك مفاتيح التغيير لكن تلك المفاتيح لايمكن ان تعمل الا باعطائه المساحة الكافية لتحركه وهذه المساحة لا تتحقق الا بالاغلبية السياسية , وفي حقيقة الامر ان المالكي استخدم موضوعة الاغلبية السياسية ليس طريقة للحل بل طريقة للتحايل على الناخب وسرقة صوته لانه مهما فعل فهو لايستطيع ان يحقق تلك الاغلبية ولعدة اسباب منها انه غير قادرعلى ان ياتي باصوات بحجم ماجاء بها في انتخابات 2014 بل وحتى اذا جاء بها فسوف لن يستطع تحقيق الاغلبية الا اذا تحالف مع كتل اخرى وتلك الكتل ستشترط حصولها على المكاسب مقالب الدخول في ائتلافات مع المالكي , ومنها ايضا ان خصوم المالكي كثير في العملية السياسية وهم من طائفته اكثر مايكونوا من الطوائف الاخرى وهؤلاء الخصوم يملكون التاثير في الشارع مما يدفعهم الى اخراج الناس وقيامهم بالتظاهرات التي تفشل العمل الحكومي , وكذلك عدم مقبولية المالكي اقليميا ودوليا مما سيؤدي الى اعادة احداث الارهاب للبلاد, وحينئذ سيفشل مشروع الاغلبية السياسية ويفوز هو بانه استطاع الضحك على عقول الناس واعادوا انتخابه مرة اخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صنّاع الشهرة - تعرف إلى أدوات الذكاء الاصطناعي المفيدة والمج


.. ماذا وراء المطالب بإلغاء نحر الأضاحي في المغرب؟




.. ما سرّ التحركات الأمريكية المكثفة في ليبيا؟ • فرانس 24


.. تونس: ما الذي تـُـعدّ له جبهة الخلاص المعارضة للرئاسيات؟




.. إيطاليا: لماذا تـُـلاحقُ حكومة ميلوني قضائيا بسبب تونس؟