الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الازمة النقدية بين النقد والناقد - 2

منير الكلداني

2018 / 3 / 26
الادب والفن


لعل ازمة النقد الادبي العربي ليست وليدة صدفة بل كان لها اسباب كامنة ساعد على ظهورها عدة امور ولعلنا نجملها فيما يلي
الاول – علم النقد الادبي
الثاني – الناقد العربي
الثالث – كتاب النصوص سواء كانوا ادباء فنيا ام لا
الرابع – المتلقي سواء كان الثالث او غيره
الامر الاول – علم النقد الادبي
تشكل النظريات النقدية الحصن الذي يقي نفس النظرية من الافول كلما مر عليها وقت بل اننا نشاهد احيانا بعض النظريات الانسانية قد وصلت الى مسلمات لا نقاش فيها شانها شان القوانين الطبيعية فمثلا دوائر العروض التي ابتدعها الخليل كنظرية وزنية للشعر تكاد ان تكون من ارقى النظريات التي استطاع صاحبها من حصر الشعر العربي في خمس دوائر عروضية متوازنة بحيث لا يوجد – الا ما ندر – بيت يخرج عليها وهي تعتبر اول منجز نقدي على مستوى النظرية الفنية نشاهده بوضوح رغم ظهور النظريات اللغوية في وقته الا انها كانت محل نقاش وتداول لم ينته الى يومنا هذا عكس النظرية الخليلية في دوائره فقد جاءت تامة وصارت ميزانا نقديا ليعرف صحيح الشعر من غيره من خلال الايقاع اللفظي الذي كان هو العمود الفقري في تحليل البيت الشعري وبالاضافة الى النقد العروضي كان هناك النقد النحوي والبلاغي في اللفظ ومعناه ومدى الارتباط بينهما حيث كان النقد العربي وقتئذ مهتما بعمود الشعر اذ لم يكن هناك فن ادبي واضح بقدره ولم تك الفنون الاخرى بارزة مثله بل حتى الخطابة والتي امتاز بها العصر الاسلامي لم ترتق اليه فهو موروث العرب بل وفخرهم وقد وصل النقد العربي سنامه في العصر العباسي حيث ظهر عدد من النقاد العرب استطاعوا بما يملكونه من ادوات معرفية امثال الجاحظ وثعلب والمبرد وابن قتيبة وقد كانت لهم وجهات نقدية متينة ورصينة وسار من بعدهم متاثرا بهم مستقيا منهم ومن كتب اليونان المترجمة التي كانت سابقة اكيدا في هذا المضمار فسار النقد العربي جامعا لمنجزه الحضاري ومحولا النظريات الاخرى و كانت نقطة القوة التي امتاز بها النقاد العرب انهم التزموا بلغتهم ولم ياتوا بالغريب الذي تنفر منه الاذن العربية فلم نجد مصطلحات غريبة في كتبهم بل كانت واضحة وجليه فلم يك فيها لبس او ابهام وتستطيع مراجعة كتاب (( طبقات فحول الشعراء )) لتشاهد التحليل والرؤية الفنية العميقة التي يمتلكها مؤلفه وحديث النقد العربي في اصوله الاولى حديث طويل يطلب من مضانه
اما النقد العربي في وقتنا فهو قد استغنى عن لغته واستعمل مصطلحات نقدية اوربية ولاتينية ويونانية وغيرها وهذه المصطلحات شكلت عبئا على النقد بعمومه من حيث منهجته وخصوصه من حيث ايصاله فصار الناقد العربي مجرد ناقل امين لمصطلحات لا يفهم منها غير ترجمتها وان كانت ضعيفة بل حتى لو كان مترجما لان المصطلح اذا وضع في لغة فمن الصعب نقل ترجمتها المطابقة وكمثال تطبيقي ناخذ بعض المصطلحات في العروض العربي ونرى هل هناك ترجمة تطابق مصطلحاتها اذا حاولنا ايصالها الى المتلقي الانجليزي
البيت الشعري العربي يتكون من صدر وعجز ويقصدون بالصدر الشطر الاول والعجز – سكون الجيم – الشطر الثاني وفي نهاية الصدر تاتي العروض وياتي في نهاية العجز الضرب وهذه المصطلحات ان حاولنا نقلها الى الانجليزية ستخرج لنا معان لا تنتمي الى مصطلح فني لانه ببساطة نقول ان المصطلح يولد من رحم لغته
وللحديث بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريم بسيوني: الرواية التاريخية تحررني والصوفية ساهمت بانتشار


.. قبل انطلاق نهائيات اليوروفيجن.. الآلاف يتظاهرون ضد المشاركة




.. سكرين شوت | الـAI في الإنتاج الموسيقي والقانون: تنظيم وتوازن


.. سلمى أبو ضيف قلدت نفسها في التمثيل مع منى الشاذلي .. شوفوا ع




.. سكرين شوت | الترند الذي يسبب انقساماً في مصر: استخدام أصوات