الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كن بسيطا..تكن سعيدا

ماجدة منصور

2018 / 3 / 26
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


الحلقة 1
إن سر السعادة كان و ما زال يُشكًل هاجسا دائما تدور حوله معظم دقائق حياة البشر منذ لحظة تواجدهم على الأرض فنحن طالما تساءلنا عبر كافة العصور و الأزمان عن سبب وجودنا وغاية
الوجود نفسه من وجودنا.
كان ،و مازال البشر في سعي وجودي دائم و مستمر و أزلي ،يتساءلون عن غاية وجودهم لأنه من الإستحالة بمكان أن نتواجد ككائنات عاقلة، واعية، تتمتع بالعقل، دون أن نتساءل عن سبب
وجودنا و مغزاه.
ان العقل البشري يرفض التصديق بأن تواجدنا كأحياء عاقلة هو بلا سبب أو معنى و إلاً سيكون هذا الوجود هو عبثي بكل ما للكلمة من معنى، بل إنه وجود فوضوي و تافه أيضا!
نحن البشر قد ميًزنا الله بالعقل فما فائدة العقل إن لم نكتشف و نعلم و نتيقًن من وجودنا؟
إن الله لا يلعب النرد ابدا، إذا لابد لنا من إكتشاف غاية الوجود والهدف منه.
لا يمكن أن يكون سبب وجودنا كي نأكل و نشرب و نتناسل و ننام شأننا كشأن اي حيوان على وجه الكرة الأرضية.
إذا..لا بد من سبب عميق و جوهري و أصلي لوجودنا و مالم نسأل هذا السؤال فإن شأننا سيكون شأن اي دابة تدب على الأرض.
من هنا إبتدأت اسئلتي الصعبة.
ما الغاية من وجودنا؟
كانت رحلتي صعبة للغاية و شاقة ايضا إذ إحتاجت مني سنوات طويلة للبحث في مراجع الحكماء و العلماء و كتب الدين و علوم الكون و الطبيعة و الكيمياء و الفيزياء بل إني قد عرجت في
دراساتي للصوفيين و النسًاك و الزاهدين و لم أستثني الملحديين و الماديين و الطبيعيين لحين وصولي لنظرية النشوء و الإرتقاء و لن أنسى أن أدرس الباراسيكوجي و الميتافيزيقيا ايضا.
هناك أسئلة صعبة تدور في دماغي ليلا نهارا عن الوجود و اسبابه.
وكان لا بد لي من البحث المتواصل كي أدرك من أنا!! من نحن!! لما نحن هنا!!!ما الغاية من وجودنا!!!
إن البحث عن السعادة قد شكًل هاجسا صعبا من إنفك عن إزعاجي طوال سنوات عمري.
إن السعادة حق من حقوق البشر الأساسية و إلاً فإنه لا معنى لوجودنا ككائنات تتمتع بالعقل و العاطفة و الإحساس.
هنا توجب عليً أن أتوقف طويلا كي أبحث عن كنه السعادة و جوهرها الأصلي.
حينها أكتشفت: إنه لا يمكن للبشر أن يكونوا سعداء مالم يرجعوا لفطرتهم الأصلية التي فطرها الله.
الفطرة الأصلية هي أن نكون...بسيطون للغاية.
فلا وجود للسعادة حينما نبتعد عن البساطة و سرًها العميق الكائن بأعماقنا الدفينة.
نحن كائنات بسيطة قد تشكًلنا من خلية واحدة،بسيطة للغاية، ولكنها تحمل في شيفراتها تعقيدات الكون باسره.
ها أنا أرجع بكم الى سر التشًكل الأولي و الى اللحظة التي كنًا فيها بيضة شاردة و حيوان منوي عنيد و مثابر على إختراق تلك البيضة، بيضة الوجود.
نحن البشر بيضة الوجود الأولي.
هكذا كنًا..و هكذا سنظل لحين إنقضاء الدهر.
نحن البشر البيضة الذهبية للوجود كله.
هل منكم من يستطيع القول عكس ذلك؟؟
لا أظن.
إذا...لنرجع لفطرتنا الأولية و هي البساطة.
سأحدثكم طويلا عن سر البساطة و روعتها ، تلك البساطة التي فُطِرنا عليها و التي أضعناها في زحمة التكنولوجيا و عهر العصر الحديث.
كي نرى بوضوح و شفافية لا بد لنا من أن نكون بسطاء حقا لأن البساطة تجعلك تستشعر متعة الأشياء و فرح الوجود وتجعلنا نتخفف من ثقل اشياء كثيرة لا تعنينا و لا تضيف لوجودنا أية قيمة
أو معنى لأنه في البساطة يقبع سر السعادة و الفرح الحقيقي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهدنة في غزة: ماذا بعد تعقّد المفاوضات؟ • فرانس 24


.. هل تكمل قطر دور الوساطة بين حماس وإسرائيل؟ • فرانس 24




.. 4 قتلى وعدة إصابات بغارة إسرائيلية استهدفت بلدة -ميس الجبل-


.. القوات الجوية الأوكرانية تعلن أنها دمرت 23 طائرة روسية موجّه




.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. والضبابية تحيط بمصير محادثا