الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجنة الان .... الجنة بعد ذلك

سلمان محمد شناوة

2006 / 3 / 12
الارهاب, الحرب والسلام


الجنة الان ... الجنة امس .. الجنة غداً
الجنة العراق .. الجنة فلسطين ..الجنة افغانستان

الجنة المكان ..والجنة الزمان ...

فيلم الجنة الان ..يطرح اجوبة لاسئلة . لا زالت تتحدى المنطق .. وتتحدى العقل وتتحد كل الحضارات وعمق التاريخ العربي الاسلامي ...

فى مشهد حين يقف الانتحارى فى موقف الباص وبعد ان يركب كل الموجودين فى ذاك الموقف يتردد الانتحارى فى الركوب .. وحين يؤمي له السائق .. يشاهد طفلة صغيرة ..تقترب من السائق وترجع .. الى داخل الباص .. هذه اللحظة ..يزداد تردداً .. ولا يصعد فى ذاك الباص .

هل فعلا ..هذا المشهد يعطينا فكرة عن عقلية الانتحاريين ...

هيئة الانتحاري لا تدل على توجهاته الدينية . بل تدل على توجهات علمانية ..
يقول لنا الفيلم .. ان والد البطل تعاون مع الاحتلال ليوفر لعائلته حياة افضل.. فهل حقق هذه الحياة ..
ابنه يقوم الان بالعملية الانتحارية ..ليحقق لعائلته حياة افضل .. فهل بالعملية الانتحارية حقق لعائلته حياة افضل ..
كأنها عبثية الموت والحياة .. التي تفرض علينا قوانين الموت اثناء الحياة .. وتفرض علينا قوانين الحياة اثناء الموت .. والتناقض بين الخظأ والصواب ...فهل فعلا .. ان العمليات الانتحارية اساسها اجتماعي .. وما دور الدين فى تسير قوافل الأنتحاريين الى جناتهم ..
فى مشهد سابق .. لمسلسل (( فارس بلا جواد )) حين يتم تحضير القنبلة لتفجير .. الكنيست يتردد حين يشاهد اطفالا ..بين الجموع .. وتظهر لنا النهاية ..باننا ..لا نستطيع قتل الحياة .. بعد كل الذى فعلوه بنا ...
فهل هذا حقاًً ... ما يحدث .. واننا ..فعلا ..نحافظ على الحياة
بعملية احصائية نجد ان معظم الانتحاريين قاموا بعملياتهم ..بتوجه ديني .. وحين تتحدث الى اى مشروع انتحارى نجده غارق بكل التفاسير الدينية للحالة فى مجتمع ما .. ونجد احاديث حور العين هو الحديث الاكثر حفظاً بين جموع الانتحاريين ..
وحين يجالسون اى من علمائهم .. فان هذه الاحاديث هى الاكثر قولا وتفسيرا وسؤالا .. والصحة الوردية التي تخلق فى عقليات الشباب حول (( الاربعة الاف بكر وثلاثة الاف ثيب ومثلهمن من الجوارى .. (( وهل فى الجنة جوارى )) ينتظرن قدومهم على احر من الجمر او تلك الاحاديث التي تبشر الشهيد باثني وسبعين من حور العين والللواتي يستقبلن الشهداء على ابواب الجنة ....

بخلاف هذا المشهد تاتينا الاخبار من العراق عن عشرات العمليات الانتحارية .. والتي يذهب ضحيتها عشرات الاطفال والنساء والرجال العزل .. وكل جريمتهم تواجدهم فى ذاك المكان الذى حدث به الانفجار ...
بخلاف هذا الانتحارى الذى تردد بعمليته حين راى طفلة صغيرة .. الانتحاريين فى العراق لا يقيمون وزنا ..للاطفال والنساء والعزل .. ولا يقيمون وزناً اذا القتلي مسلمين عراقيين او اجانب ..

غريبة هذه الفتوة والتي انتنشرت بين جموع المتشددين والتي تقول (( اانا حين نقوم بعملية انتحارية .. فالابرياء يذهبون للجنة حتماً .. والمجرمون يذهبون للنار حتماً .. اقول غريب امر هذه الفتوي .. كيف صيغت وباى دين اكتمل نصابها ...
حين تفقد الحياة اى قيمة .. ويجد لها مصاغ شرعي من مجموع الاحاديث التي تسللت الينا .. من طرق اعجب .. وهناك كثير من الاحاديث .. يتساوي فيها الضار مع النافع .. ويتساوي بها الحياة والموت ..
اتساءل دوما اين موقع العقل ,,امام حديث انتقل لنا عبر زمن احتوى الكثير .. من مصوغات الاتهام .. وكتب فى زمان ليس زماننا .. وعصر ليس عصرنا ..
وكيف اختفي علماء النقل امام هذه الموجة العاتية .. من علماء حور العين .. والنساء االلواتي لايجدن احدأ سوى الانتحاريين ... والمشكلة ان الشباب بات عازفاً عن نساء الدنيا .. عازفاً المتعة الحلال التي كانت بشرع اسلامي صحيح .. نزلت فيه العشرات من الايات القرانية امام كم حديث ضعيف هنا وهناك ...

بين الذى تعلمناه بصفحات تاريخ يحتاج للاعادة بدون شك .. بان الجنة تكون فى حالة جهاد والجهاد هو حالة حرب قائمة بين المسلمين والاخرييين ..فالشهادة تكون فى حرب قائمة .. ولكن لم نسمع من النبي محمد لغاية اليوم .. ان قتل البريئة حتي لو كانوا اعداء .. تكون نتيجتها جنة وحور عين .. هؤلاء الحور والتي صرن قيمة بحد ذاتها .. اكثر من الجنة نفسها
وكأ، كل قتالنا .. والاستشهاد من اجل شبق جنسي .. وكأننا نبحث عن اللذة الجنسية والتي تدوم للابد ... وحتي البعض يقول ان البحث عن الحور العين هو صورة من صور بحث العربي المسلم عن الذات الجنسية التي يريدها ام تدوم .. بشكل حبات فياجرا او عمليات استشهادية .. هنا وهناك ...

وعودة الى الفيلم .. يمكن صورة حالة انتحاري علمني يريد ان تكون له حالة طبيعية فى مجتمع .. ولكن لم يستطيع ان يصور لنا تطور حالة النفسية والاجتماعية .. من اتجه للانتحار ..باندفاع ديني اعمي .. بحيث اصبحت الحياة .. اى حياة لا قيمة لها .. الحياة التي قال الله تعالي بها (( من قتل نفساً كانه قتل الناس جميعا )) فصارت الحياة عندهم لا تساوى شيئا .. بحيث يسعي بكل اندفاع للقتل والموت بدون سبب واضح سوى حور عين تنتظره فى جنة لا يعلم هل يدخلها او لا ...

الجنة الان .. كفيلم لاباس بها ..استطاع ان يجد للفيلم الفلسطيني موضع قدم اما صناعات العالم المتطور.. ووقوفه امام حملة التوقيعات فى المجتمع اليهودي فى امريكا كان الهدف منها اعاقة ظهور الفيلم ..
وحتي نظرة الفلسطينين له بانه فيلم اتخذ من الشكل الهيولودي مدخلا له الى قلوب وعقول الغرب الا انه كعمل مهني .. استطاع ان يفعل مالم يفعله غيره .
.. ولكن كمضمن لا اعتقد اقترب من حقيقة هؤلا الانتحاريين ..
ولاننسي قول المخرج :
وقال إن "الاستشهاد جزء من مأساتنا كما أنه جزء كبير من بطولاتنا، ونحن في مجالها لم نقدم شيئا أمام أسطورية الفعل الذي يخرج صاحبه به عن دائرة البشر العاديين، وبذلك نكون بحاجة ماسة إلى أفلام تقول جزءا منها".

سلمان محمد شناوة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئاسيات موريتانيا: ما أسباب وفاة محتجزين إثر أعمال شغب؟ • فر


.. تونس: ردود الفعل بعد تحديد الرئيس 6 أكتوبر موعدا للانتخابات




.. طارق بن سالم يتسلم مهام منصبه كأمين عام لاتحاد المغرب العربي


.. رئاسيات موريتانيا:المرشح بيرام الداه اعبيد يدعو إلى حوار سيا




.. سقطوا في مجارٍ فوق بعضهم.. حادث تدافع مميت بمراسم دينية في ا