الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دماء الشهداء تتتصر على عوائلهم!

سارة الموسوي

2018 / 3 / 27
مواضيع وابحاث سياسية



سارة الموسوي
لم تكن معركة العراق ضد الإرهاب لتحسم لولا الرجال الذين كانوا على إستعداد خوض التحدي تحت مبدأ (الموت دون الوطن أو النصر على الإرهاب) فكان لهم أن تحقق النصر كغاية بوسيلة التضحية بالنفس والجسد.. شهداء وجرحى، خلّفوا عوائل بحاجة لسواعدهم وأنفاسهم، لم يتبق شيء من ذلك كله، سوى صور على أرصفة شوراع المدن الثكلى، وذكريات محكية على لسان أم أو زوجة وربما في مخيّلة طفل لم يحسن الكلام بعد!
جزء من تلك الذكريات لوّثتها تجارة الدم، فحوّلت الشهداء إلى أرقام إنتخابية معلقة على يافطات الدعاية السمجة.
ربما لهبت عوادم سيارات الدفع الرباعي وجه طفلٍ لشهيد وهو يستجدي في التقاطعات المرورية، بينما تحمل تلك السيارة صورة والده كجواز مرور قنطرة القداسة المزعومة!
ماذا قدّمت لهم الحكومة وماذا قدم لهم المسؤول المتباهي بكثرة شهداء فصيله؟! لا شيء سوى الصمت الذي يحكي عنه فاجعة وطن، بشهداءه وجرحاه الذين خاضوا غمار الحرب فأنتصروا.. دفعوا ثمن النصر من أجسادهم، كلها او بعضها، ومازالوا يتضورون جوعاً، ولم تزل أفواه بعض المسؤولين عن النمعاناة يسيل لعابها على تلك القضية، أما حانت ثورة الحقوق بوجه هذا الظلم الصارخ؟ يبدو أن ذريعة التقشف تمنع الحديث عن الحقوق.. لحظة: أي تقشف هذا؟
أهو التقشف الذي حوّل الأموال إلى بوسترات دعائية وصفحات ترويجية، وربما لصقت تلك البوسترات على جدران دور عوائل الشهداء المتعبة، فأزدادت إحتمالية سقوطها بسبب كثر المسامير التي تنخر تلك الجدران؛ من أين جائت تلك الاموال؟!
لا يستطيع الرئيس جواباً على هذا السؤال، فلم يكن بالامس سوى رجل فقير الحال هو وزعيم حزبه واعضاء كتلته، وكان ثمة شعار يتحدث عن الإصلاح ومحاربة الفساد، تحوّل إلى مادة دعائية تكتب بأموال مستحصلة عن طريق الفساد، وليس بعيداً ان تكون تلك الأموال مخصصة لذوي الشهداء وللجرحى، فبقت المعاناة كما هي، وكأن تلك الدماء التي إنتصرت على الارهاب وثارت للوطن، كأنها أنتصرت أيضاً ضد أنفسها إذ دخل ابناء الشهداء وذويهم إلى قائمة فقراء الوطن المكلوم!


أهلاُ وسهلاُ .
هيئة التحرير
خدمة جديدة - مهم جدا
لتجديد معلومات موقعكم الفرعي ( الصورة، النبذة وألوان ) بشكل أوتوماتيكي
نرجو استخدام الرابط التالي, يعتذر الحوار المتمدن على تلبية طلبات التجديد المرسلة بالبريد الالكتروني

http://www.ahewar.org/guest/SendMsg.asp?id=








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح