الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المنظورات الثلاث

منير الكلداني

2018 / 3 / 28
الادب والفن



ان النص الادبي بكل اشكاله يمر بتفسيرات ثلاث على اقل تقدير وهذه التفسيرات ترتبط بالكاتب والناقد والمتلقي فمنظور الكاتب هو ذلك المنظور المضمر الذي من خلاله اصبح للنص وجود وهذا المنظور له تماس مباشر بلحظة التكوين النصي فهو منظور ابداعي تجسد في بلورة الأفكار والمشاعر الى لفظ خارج والقول الشائع (( المعنى في قلب الشاعر )) له تلك الدلالة الجزئية في تفسير منظور الشاعر وقولنا جزئي لان القلب يشار به الى المشاعر ولا تخلو النصوص من أفكار فايضا يمكننا القول ان المعنى في فكر وقلب الكاتب وهو أكيدا قد يلتقي وقد يختلف مع منظور المتلقي اذ ان المتلقي يأخذ النص بعد ابداعه ولا يمر بمراحل التكوين اذ انه لم يتشارك فكرا ولا عاطفة اثناء الكتابة فمنظوره يأتي من انسجامه مع النص وبدون ذلك الانسجام لا يمكن ان يكون له أي منظور وطبعا يعتمد هذا على قراءة كاملة للنص فلا يمكن بحال ان يقرا المتلقي جزء النص فيفهم ماذا يريد الكاتب ولهذا كانت المطولات في الوقت الحاضر مانعة من إتمام منظور المتلقي لان جزء النص لا يكون كافيا مطلقا لان النص بحسب وجهة نظري وحدة متكاملة بكله لا يمكن تقسيمه ولا تجزاته واي خلل في هذا ارجعه الى الكاتب وعدم تمكنه من الأدوات الخاصة بالنص
في نص الاديب عبد صبري أبو ربيع
لا زلت افكر
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=593651
نشاهد تساؤلات من الاديب بأسلوب التكرار الذي يؤكد الحيرة من خلالها فهو يستخدم أسلوب الاستفهام اللغوي باستعمال ادواتها وعندما يقرا المتلقي هذا النص سيفهم من خلاله ان الكاتب يريد منه ان يعطيه رايه في تحديد من هو وهو ما يحاول الكاتب حصره في تكراره بحيث لا يعطي الفسحة للمتلقي في تغيير اتجاهه
أم أنا العميـــل الخؤون
للبيـــت يبـيع ويغــدر
أم أنا من يقطع البلاد
وللأجنبي ينصر
أم أنا من يسرق
مال الشعب ويتآمر
وصوت السماء في حفر
يحـــرق ويقــبر
وتحت التراب قصص وعبر
فمن أنا أيها البشر ؟؟؟

فهو باسلوبه يحدد دائرة المعنى ولا يجعلها نسبية .
ولكن لو تامل القارئ قليلا لوجد اشياءا لا تنطبق عن الكاتب فهو انسان ولكنه ليس ليلا ولا نسيما وهكذا في بقية المفردات فهو يحاول بعد حصر المعنى إيصال الإيحاء اللازم للقارئ وهو التفكير وبعد التفكير يجد ان تلك الاستفهامات ما هي الا تصوير لحال المجتمع وما وصل اليه وهذا تجده واضحا في نهاية النص وبغض النظر عن دخول (( ام )) المعادلة على الأداة (( هل )) نحويا فان الكاتب نجح في امرين مهمين (( وحدة النسق – حصر المعنى ))
اذن ليس كل قراءة هي قراءة تامة منظوريا اذا اهمل جزء من النص
ناتي الان الى المنظور الخاص بالناقد وهو منظور يحتوي على اتجاهين متعاكسين اتجاه للنص واتجاه للقارئ وهذا يعتمد على المنهج النقدي المختار في التحليل والتركيب والطريقة المثلى في كتابة نقد لا يهمل النص ولا يهمل القارئ بل يسير في كلا الاتجاهين بتوازن مدروس باتقان واعتقد ان مهمة الناقد هي تلك فلا ينبغي له ان يحصر جهده على النص وكاتبه ولا ان يحصره على القارئ لان القارئ لا يحتاج الكثير سوى بعض الإشارات التي ربما غابت عليه وهو يقرا النص فمثلا في النص أعلاه يستطيع الناقد ان يقول ان الكاتب يحمل ثورة اجتماعية في داخله ورفضا لكثير من المظاهر المتفشية من خلال توكيده على أمور لا تخصه هو انه يوجه القارئ لما يحدث من سلب وقهر للشعوب اذن فتفسير النص وايحاءاته يتجه الى المتلقي
بينما سؤال الناقد عن دخول ام المعادلة على هل هذا ما يسمى بالنقد الموجه الى النص وكاتبه وهو امر لا يعني المتلقي لان الناقد هنا يحاول تصحيح النص اسلوبيا من خلال قواعد اللغة التي كتب عليها النص وسؤال الناقد عن السجع الموجود في النص وملائمته مع نوعه أيضا يكون كذلك وهكذا
هذا مجمل القول








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا.. جدل حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البلا


.. جدل في موريتانيا حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البل




.. أون سيت - لقاء مع أبطال فيلم -عالماشي- في العرض الخاص بالفيل


.. الطفل آدم أبهرنا بصوته في الفرنساوي?? شاطر في التمثيل والدرا




.. سر تطور سلمى أبو ضيف في التمثيل?? #معكم_منى_الشاذلي