الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوبيا البوتينية الروسية اسبابها الفعلية!

حاتم استانبولي

2018 / 3 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


فوبيا البوتينية الروسية اسبابها !
منذ ان تمت المساومة بين بوتين ويلتسين على ان يترك الاخير منصبه مقابل عدم محاسبته على افعاله التي اضرت بروسيا وشعبها نظرت الدول الغربية للتغيير بارتياب واكثرها قلقا كانت بريطانيا . وبدات ببث اشارات الى حلفائها بان قدوم بوتين ليس ايجابيا وعليهم محاصرته .
منذ بداية تسلم الرئيس بوتين بدأ باعادة ترتيب البيت الداخلي سياسيا واقتصاديا وعسكريا وبدا باعادة صياغة العلاقات الداخلية في روسيا على قاعدة احترام تاريخها ودورها وبدأ باعادة بناء القوات المسلحة الروسية وعمل على تشكيل حلف دول الاوراسي وانهى الحرب في الشيشان . وتعاطى مع الدول الغربية بسياسة ناعمة مدركا ان المواجهة قادمة لا محالة .
كان يدرك ان اجهزة الغرب وفي مرحلة يلتسن كانت قد تغلغلت في المؤسسات الروسية وعليه فقد خاض مرحلة كان لا بد منها وهي المهادنة مع الغرب لتنظيف الجبهة الداخلية من اعوانها.
الهدنة بين روسيا والغرب انتهت عندما قامت كل من امريكا وبريطانيا والمانيا وفرنسا وعبر وفد مشترك يقوده جون ماكين بالتشجيع على الانقلاب الأوكراني على الرئيس الشرعي المنتخب في محاولة للتضييق على روسيا في عقر دارها فكان الرد الروسي صاعقا في استعادة القرم والتمدد في غرب اوكرانيا وهذه كانت اشارة الا ان روسيا اطلقت صرختها بوجه الغرب كفى تغول هذه الخطوة لم تكن متوقعة من قبل الغرب وجعلتها تعود خطوة الى الوراء لتوحيد صفوفها لمواجهة صحوة الدب الروسي من سباته .
وفي خطوة اخرى ومن على منبر الأمم المتحدة طرح الرئيس بوتين سياسة روسيا التي تستند للقوانين الدولية في مجابهة الحلف الثلاثي الغربي الذي يريد ان يقوض القانون الدولي بشان استقلالية الدول . واعلن من هذا المنبر ان روسيا ستقوم بدعم الدولة الروسية وتلبية طلب الحكومة السورية لدعم جهودها في محاربة الأرهاب المدعوم من قبل ثلاثية لندن وواشنطن وباريس واعوانهم في المنطقة.
هنا بدأت المواجهة الفعلية بين روسيا والثلاثي الغربي بشكل حاد في الساحة السورية وكشف كذب وازدواجية الثلاثي الغربي في دعواتهم لمحاربة الأرهاب وبدأت موازين القوى تتغير في الميدان السوري وكل تغير فيه كان يوازيه تغير في الميزان الدولي وانسحاب الدول من الجبهة العالمية ضد سوريا التي بدات باجتماع تونس ب 83 دولة ليصبح اقل من عدد اصابع اليد ناهيك عن التراجع في الحاضنات الشعبية وانكشاف المراكز الأعلامية وكذبها ودورها في عملية التفتيت للنسيج الأجتماعي وكشف دعاة الدين السياسي ودورهم في تخريب الوعي الوطني الجمعي لشعوب المنطقة . والأهم انكشاف دور حكومات الدول الغربية بين شعوبهم التي بدأت تعي ان حملة الكذب الممنهج عبر وسائل اعلامها هي صحيحة .
ولكل ما سبق فان الدور الروسي بدأ يكتسب مصداقية بين الشعوب الأوروبية وبحده الأدنى بدأ يطرح تساؤل عن مصداقية حكوماتهم . كل ذلك دعا ان يقوم الغرب بحملة دعائية مضادة بدأت بمحاولة خلق راي عام بان الجيش السوري يستخدم السلاح الكيماوي ضد شعبه والطلب من روسيا بالضغط على الرئيس السوري بوقف ذلك وكانت الاجابة ان سلمت سوريا كل مخزونها من هذا السلاح وكانت خطوة استباقية ولكن الغرب استمر في التحريض على سوريا وتطور الأمر ان روسيا تشارك الجيش السوري في استخدام السلاح الكيماوي . وفي محاولة لتاكيد ذلك جائت الخطوة البريطانية باتهام روسيا بتسميم الجاسوس الروسي سكيربال لكي تربط بين ادعائها في سوريا واعتداء بريطانيا .
قضية سكيربال هي تاتي في سياق الرد على انجازات روسيا وفي محاولة للتصدي للدور الروسي المتصاعد وتبرير خطوات جمعية ضدها على الصعد السياية والقتصادية والأعلامية ان قرار وقف بث محطة روسيا اليوم في الولايات المتحدة واعتبارها (عميل اجنبي) ياتي بهذا السياق. يبدو ان اهم معركة تم كسبها بعد الميدان السوري والاوكراني هي معركة الأعلام . كل هذه الانجازات الروسية كان لا بد ما مجابهتها وحصارها للتاثير على دورها الذي اصبح واقعا المطلوب وقف امتداده .
ان الميدان السوري دفع الكثير من الدول لأعادة التفكير في سياساتها وان العلاقة مع امريكا ليس قدرا لا بد منه وان هنالك قوى ناشئة ذات مصداقية من الممكن الأستناد لها في الحفاظ على سيادة الدول والشعوب وما تجمع دول بريكس اذا ما قدر له النجاح في الاعلان عن البنك الدولي الجديد سيشكل الذراع الاقتصادية للخروج من الهيمنة الامريكية على اقتصاديات الدول الناشئة .
السياسات الروسية ( البوتينية) اذا ما اضفنا لها الدعم الصيني الهادىء سيشكل في المرحلة القادمة السمة العامة للصراع الدولي الجديد بين محاولات ابقاء الهيمنة لثلاثية الغرب وسياسات الخروج منها . وعلينا ان نؤكد ان كل ذلك يدور بين راسماليات ناشئة وبين امبرياليات متراجعة . بين راسماليات تحاول الحفاظ على سوقها القومي وبين امبرياليات تسعى لأبقاء الهيمنة الأستعمارية على دول وشعوب العالم . والمستقبل يوحي بان التغير في الدور الامبريالي ستتغير مواقعه وعواصمه وصعود الراسماليات سيتطلب تغيرات جوهرية في النظام الراسمالي العالمي ومن الممكن ان تتطلب عمليات جراحية في منظومتها وادواتها ووسائلها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في لبنان


.. المبادرة المصرية بانتظار رد حماس وسط دعوات سياسية وعسكرية إس




.. هل تعتقل الجنائية الدولية نتنياهو ؟ | #ملف_اليوم


.. اتصال هاتفي مرتقب بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائي




.. مراسل الجزيرة يرصد انتشال الجثث من منزل عائلة أبو عبيد في من