الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واوجعني ذله

شذى احمد

2018 / 3 / 31
الادب والفن





اليتيم طائر انكسر جناحه . جارت عليه ريح الزمان العاتية فكسرته . السند اهم من المعيل. سطوة القوة تتقدم على سطوة الحنان.. والحاجة للحماية تفوق عن الحاجة الى العطف.
العراق الذي صدح له يوما محمود درويش .. إذا أردت أن تكون شاعرا فكن عراقيا في هذا البلد الشعر مثل النبض دليل على الحياة. ولان للشعر امزجة ومواسم. افراح وأتراح. هزائم وانتصارات. تراه يتشابه حد التطابق مع العراقيين وفي هذا البلد تدل الاحصائيات على وفرة وغزارة الشعراء كأشجار نخيله حتى قال احدهم: خلف كل شجرة نخيل بالعراق هناك شاعر.

والشعر الذي يعد ولادة في بلدان عديدة هو بالعراق شلال هادر. فيه يولدون شعراء. يتسامرون شعراء. يعشقون شعراء. ينكسرون شعراء . ويثورون شعراء.

جنوب العراق الذي تقطنه عشائر الجنوب العريقة المتنوعة الفنون ، صاحبة الفلكلور الشعري والغنائي المتفرد يحتل مكان الصدارة في الشعر الغنائي. تسمع عنه الكثير يسافر الكثير منه كمجرى نهر باتجاه معاكس الى مدن الوسط والشمال. يتندرون بإنشاد الكثير منه. ويطربون للأصوات الاسرة التي تنشد الشعر واللحن القادم من رحم اعرق حضارات الأرض ، وأغزرها انتاجا ثقافيا وفنيا.


تعشم اخيرا احد شعراءه ممن يتفردون بنوع خاص من الشعر يعتمد على الهوسات لمناسبات متعددة . والشاعر يسمى مهوال حلم هذا المهوال
ببقاء هيبة الشعر فوق كل اعتبارات . مراهنا على النهوض من كبوة الذل والخنوع للفاسدين الذين عاثوا بأرضه فسادا. فصرخ رافضا...

هوايه الشعب ضحى
واحنه هواي عدنا ايتام
قبل صدام واحد
هسه الف صدام
حسافه والف ياحيف
والله على الهضيمه ننام

والخير اللي عدنا مكوم
والاحزاب تفرهد بيه



لكن صمت القبور احاط به لأول مرة. بعدما نكست الرؤوس جميعا !!. كان هناك مستبد جديد رفض كلماته . وادعى النزاهة والوطنية.تحيط به قوات حرسه التي راح يباهي بها مجد الرئيس صدام الذي اطيح به وظلوا يتكسبون على ترانيم فساده وبطشه حتى فاض الكيل ، وثاروا عليه . وناضلوا من اجل اسقاطه.لكن ياعراق حالك اليوم ليس بأفضل ما زالت الكلمة مذبوحة ، وفي احسن احوالها مكبلة بأغلال القهر وعليها إلا تبوح إلا بالتغني بقاهرها.

ياللعار. الخوف استشرى بين من مجدوا القوة والشجاعة. من كانت كلماتهم السنة لهب تسبق جحافل فرسانهم في صولات مجدهم.
نكس هو بالتالي رأسه. سقط عقاله الذي خذلته الجموع جاء مقبلا الايادي معتذرا لمن سرقه. وأذله . وورث الحكم السابق. واستمتع بغنائم السقوط .مليارات تلو المليارات تعبئ بلا وجل . ارض تبور. وبلد لم يعد ينتمي لملامح دولة.
حتى غضب الشعب بين الحين والأخر يعاقب عليه بمزيد من الاستهتار به . تهدر حقوقه. ويقبض الفاسدين على الدوام رواتب فخمة. ويتقاسمون المخصصات والمصالح. يتبارون في تقطيع اوصاله والتمثيل بها لا فائدة من السرد فالحقائق التي يعرفها القاصي والداني تفوق ما فوق هذه السطور مئات المرات .. كل هذه المآسي تشعرك بالحزن والإحباط لكن ما يفت بعضد الاحلام تلك القصائد التي كبلت وأخذت سبية في سجون القنوط والخوف . موجع رؤيتك لها وهي تلفظ انفاسها بين الحياة والموت. وتتساءل ماذا سيبقى للعراق اذا ما لفظت قصائد شعراءه اخر انفاسها. وقطع وريد عطائهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان هاني شاكر في لقاء سابق لا يعجبني الكلام الهابط في الم


.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي




.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع


.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي




.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل