الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تأتي يا ربيع # 1

منير الكلداني

2018 / 3 / 31
الادب والفن


(( كأنني متاهة في زحام الافكار والارق يشعل ما تبقى من وهج اللحظة ))
زقاق في ناصية يلعب فيه الصبيان اصواتهم تقلق الجهة الاخرى من شدة الضجيج ، اعجبني حقا ذلك اللاعب الذي لا ينتظر ان تاتيه الكرة بل يركض اليها ، ضحكت في سري حيث كانت قامته الطويلة تميزه ويحاول ان يظهر للمارين انه الافضل ، انها امراة تخرج من باب مجاور جميلة تثير الناظرين دائما ما كان شباب الزقاق يتغامزون بينهم عندما تمر من امامهم ولم يخل ذلك الزقاق من شباب طيلة ايام السنة حيث تلفهم البطالة وتشغلهم احاديث الجنس الناعم وبطولاتهم التي ربما يكذبون في كثير منها
** يا ربيع الم تشبع من ركل الكرة
ابعد عينيه عنها واستمر في الركض فهو لا يبالي ما دام اللعب مستمرا
** الم تسمعني ايها الابله تعال الى البيت يجب ان اخرج الى العمل
واصل ربيع مع الصبيان ودخلت المراة الى البيت ، مرتدية فستانا ورديا وشالها يغطي نصف شعرها الذهبي وعلامة الغضب ترتسم على ملامحها
** هل رايت مفاتنها
كالعادة يجب ان اسمع كثيرا من هذه الكلمات كلما دخلت او خرجت فبيتي يقابلها وهذا احدهم (( رعد )) رغم كبر سنه كان يراقبها ولا استغرب انه وضع كاميرات امام منزله ليراها فلم يك ذاك المنزل بالكبير بل كان بسيطا جدا لا تعدي عليه السحب الا استعد لانزال الماء داخل البيت ولم يمتلك ثروة طائلة بل كان مفلسا ولا تكاد ان تجد اي فلس فيه معظم الوقت واطفاله يشكلون نصف الفريق الازرق الذين عطف عليهم شخص غريب كان مارا وراهم فاعطاهم تلك القمصان ولو بقي الحال على رعد فلن يشتروا جاروبا واحدا ، وربيع هو الكابتن وهو المدلل والمقصد واضح
** الا تكف منها الا تخشى زوجتك
اسرع نحوي ووشوش
** لا ترفع صوتك
طبعا عليه ان يقلق ففي ظل ظرفه الصعب عليه ان يتودد لزوجته تلك التي كانت محط الاعجاب والاحترام في الزقاق فقد كانت دؤوبة على اعانة اولادها وكانت تعمل طيلة النهار في سبيل توفير احتياجاتهم واحتياجاته فهي ساعة الزقاق التي لا تتوقف وكنا نضبط ساعتنا عليها كان لاسمها وقع ياخذ بالاسماع (( رهف )) لم تبال باي همسة ولم يقترب منها احد خوفا من نظرتها التي ترهب من يقترب اليها وكانت لا تثق باحد سوى صاحب سيارة الاجرة الذي كان يوصلها الى عملها كل صباح وترجع معه كنا نسميه (( الخلوق )) فلم نشاهد منه شيئا معيبا بالاضافة الى انه يعيل زوجته التي انهكها المرض وكنا نعطف عليه جميعا ورهف كانت صاحبة اليد الطولى في معونته ودائما رعد تجده متذمرا الا انه يفضل السكوت على خلق مشكلة مع رهف لانه يعرف عواقب المشاكل معها كنت دائما اسمع عن تلك المشاكل بل لا اخفيكم كنت احيانا اتقرب الى شباك بيتهم كي اسمع كل شيء ففي كثير من الاحيان كنت (( فضوليا )) واحيانا كنت استغل البيت المهجور الذي كان بجانب بيتهم حتى اتسور عليه واصل الى سطح منزلهم
انه بيت (( النزوات والملذات )) هذا كان حال هذا البيت المهجور فلا تكاد ان تسمع عن رذيلة الا ووجدت فيه فلقد كان حانة هذا الزقاق المليء بالفوضى ما دام لا ياخذ منهم اي فلس
** الا تزال تلعب
** ماذا تريدين
** سوف اخرج


جميع الحقوق محفوظة للمؤلف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان محمد التاجى يتعرض لأزمة صحية ما القصة؟


.. موريتانيا.. جدل حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البلا




.. جدل في موريتانيا حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البل


.. أون سيت - لقاء مع أبطال فيلم -عالماشي- في العرض الخاص بالفيل




.. الطفل آدم أبهرنا بصوته في الفرنساوي?? شاطر في التمثيل والدرا