الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-الزعيم- يتبرأ من القوميين

ميشال شماس

2006 / 3 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


حقيقة فوجئت كما الكثير من السوريين بموقف "القوميين الاجتماعيين" المهلل والمبارك للطريقة غير الحضارية التي سلكها بعض طلبة جامعة دمشق تجاه اعتصام مجموعة من الشباب السوري في التاسع من هذا الشهر أمام القصر العدلي بدمشق، هؤلاء الشباب الذين كانوا يحتجون بطريقة حضارية وسلمية على استمرار فرض قانون الطوارئ على البلاد والعباد منذ ثلاثة وأربعين عاماً.
ولم أفهم سر حماس هؤلاء القوميين المنقطع النظير، وتشجيعهم لسلوك هؤلاء الطلبة غير المقبول تجاه أخوة لهم في الوطن لمجرد أنهم كانوا يعبرون عن رأي مختلف.
والذي يقرأ تعليقات القوميين السوريين على الخبر الذي نشرته سيريا نيوز بعنوان " طلاب من جامعة دمشق يفرقون بالعنف اعتصام للمعارضة دون تدخل قوات حفظ النظام " يجد أن روح التشفي والشماتة لما حدث لهؤلاء المعترضين قد طغت على كل تعليقاتهم، إلا أن الأمر الخطير في تلك التعليقات هو وصفهم لهؤلاء المعتصمين "بيهود الداخل" والخونة والمأجورين، ويحرضون على قتلهم وتطهير البلاد من جماعة المجتمع المدني ..الخ
ترى ماذا كان سيكون تصرف هؤلاء القوميين، لو أن السلطة كانت بيدهم ؟
يحزُّ في نفسي أن أكتب هذه الكلمات عن القوميين السوريين بعد أن اعتقدت لفترة طويلة إنهم علمانيون حقاً ، ويحترمون الرأي المخالف لطروحاتهم، وهم اللذين سبق أن دفعوا أثماناً باهظة منذ قيام حزبهم الذي تم حظر نشاطه أكثر من مرة، وعُذِبوا واُضطهِدوا وشردوا كغيرهم من السوريين اللذين سبق أن طرحوا أفكاراً جديدة مغايرة ومختلفة لرأي السلطة أيام انقلاب حسني الزعيم والانقلابات التي تلته.
ترى لو كان "الزعيم" أنطون سعادة حياً بينناً الآن، وقرأ تعليقات أنصاره ومحازبيه الداعية إلى الإقصاء والإلغاء، لكان تبرأ منهم ومن مواقفهم وتعليقاتهم إلى يوم القيامة، وهو الذي سبق أن ذهب ضحية سياسة الإلغاء والإقصاء ودفع حياته ثمناً لمواقفه ومواقف حزبه وطروحاته المختلفة التي كان يناضل من أجل تحقيقها.؟!
وهو سيتبرأ منهم أيضاً لأنهم حنطوا أفكاره وأحاطوها بهالة من القداسة بعد أن أفرغوها من مضمونها حتى غابت الروح عنها فتحجرت، كما تحجرت أفكار وطروحات خالد بكداش ومن قبله لينين وماركس في أذهان بعض الشيوعيين، اللذين مازالوا يتغنون بها لاعتقادهم أن تحنيط تلك الأفكار والطروحات وتقديسها وعدم المس بها يصلح لكل زمان ومكان بغض النظر عما جرى ويجري في العالم من تغييرات وتطورات مذهلة..؟
ويبقى الأمل في أن نسعى ونعمل من أجل تجديد الفكر العربي على قاعدة احترام الإنسان لأخيه الإنسان والإقرار بوجود الإنسان الأخر المختلف عنا بغض النظر عما يؤمن به أو يعتقد، بعيداً عن أي عنف أو تطرف أوتعصب أو تحجر، في إطار عقد اجتماعي وسياسي مبني على كل ماهو إيجابي وجميل في تراثنا وتاريخنا ومستنيراً بكل التراث الإنساني العظيم والعهود والمواثيق الدولية ذات الصلة، وخاصة العهد الدولي في الحقوق المدنية والسياسية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.على أن يكون شعارنا الدائم والوحيد ولاؤنا الأول والأخير لوطننا سوريا ولاشيء غير سوريا، وبهذا الولاء تحيا سوريا فعلاً.
دمشق في 12/3/2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار البحث عن مروحية كانت تقل الرئيس الإيراني ووزير الخار


.. لقطات تحولت ا?لى ترندات مع بدر صالح ????




.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن هبوط مروحية كانت تقل الرئيس ا


.. غانتس لنتنياهو: إذا اخترت المصلحة الشخصية في الحرب فسنستقيل




.. شاهد| فرق الإنقاذ تبحث عن طائرة الرئيس الإيراني