الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى راحلة لن ترحل ابدا

البدراني الموصلي

2018 / 4 / 1
الادب والفن


الى راحلة لن ترحل ابدا
البدراني الموصلي

انا لا ابحث عن الجنس
انما ابحث عمن يبقيني حيا
وهبتني كل ايامي واحلامي
وارتقائي وانحطاطي
وافراحي وشقائي
امرأة , هي ليست من جنسي البايولوجي
انما كانت نقيضي الوحيد
ولدتني بعد مخاض عسير ,
عسير حد الرعب
واحيانا , حد الموت ,
وتفاحأت – بعد ان غادرتني حوريات الفردوس
معرضات عني
لأنني لا استطيع ان اعدل بينهن
ثروتي هناك – في الفردوس -
سبعون حورية
ولكل حوررية منهن , سبعون جارية
ولأن طيب الذكر الخوارزمي
قد علمنا الحساب واللوغاريتمات
بعد ان تأكد اننا نعرف حاصل ضرب
سبعين في سبعين
سيكون اربعمائة وتتسعين
تملكتني الدهشة الغامرة
فأأنا ذكر واحد ليس لي قوة اربعين بغلا
كما قال احد الفحول ,
لقد تفاجأت
ان على الارض نوعين من الانسان
ذكر وانثى
كان هذا صعبا على ادراكي الساذج جدا حينذاك
فلقد كنت ملفوفا بخرقة من قماش
وقد رضعت حولين كاملين
من ثديين طاهرين ,
لم يكونا يرجوان الله ربهما
الا ان يمن عليهما بغفوة من نعاس .
هل تعلمون ما معنى ان الله ينعم على والدة لتوها
بغفوة من نعاس ؟؟؟؟
لقد وهبتني اثمن ما في شرايينها
وما في وجدانها من حنان
وارتبطنا – انا وهي – بحبل سري لا تدركه الابصار
ورعتني . قبل ان احبو
ورعتني قبل ان تنهض بي ساقاي الهزيلتان
انهض من كبوة , لأكبو مرة اخرى
وظلت تقيل عثراتي حتى احتللت حيزا في فراغ الوجود
وظل الحبل ما بيننا سريا عصيا على الابصار .
وتماهيت – انا – مع الكائنات
من حيوان ونبات وجماد
صرت كينونة في فراغ الوجود .
وفجأة
صارت – هي – فراغا في اللاوجود
لم يعد في بيتي امرأة
ربما حولي بعض الاناث
جميلات , رقيقات , احبهن
فبعضهن من صلبي
وبعضهن من دمي ولحمي
لكن بيتي غدا خاليا من امرأة
بيني وبيها حبل سري لا تدركه الابصار .








ا

ا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا