الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضوء نقدي (( عبثا اصوغ الكلمات )) - الشاعرة السورية ملاك العوام -

منير الكلداني

2018 / 4 / 1
الادب والفن


عبثا اصوغ الكلمات !!
الشاعرة السورية
ملاك العوام (( سيدة الهمس ))
ضوء نقدي : منير الكلداني

النص
عندما التقيك
سأغزل من شعاع البدر خيمة فرح
سارتدي وشاح النور
واطرز شال الحرير بالغنج.....
سأقبل ثغر القمر ....وارويه من دمي نبيذآ
معتق بالشوق .....
سأكسر حدود الامنياااات.....
واظمد قلبي الملهوف.....
ااقول لك//
عبثااااآ اصوغ الكلمات.....
أترك اللقاء
يحكي لكلينا
معنى للعناق....
معنى للوفاء
ولصبر السنين ..و..لقلبي المشتاق
دع اللقاء يرتب ايقاع النبضات
ويخيئ برئتي
معاني الصمت بحضرة الكلام
انت لحظة تعادل عمرآ من الايام
.....................
دالة النص

يضعنا العنوان امام حقيقة لا مفر منها الا وهي ان هذا الهمس يدور دوران الامنية في حلقة زمنية محسوسة وملموسة ويعطي ابعادا للمضمون بعكس ما توحي به التراكيب فاثناء التكوين تتبلور علاقات بينها تجتمع في دائرة (( السين )) (( ساغزل – سارتدي – ساقبل – سأكسر )) وهي دالات الاستقبال والحلم الذي يصاحب الكاتب وياتي الحدث (( عبثا )) كرد طبيعي لتلك الاحلام ففيه يتوقف الزمن للحظة (( لحظة تعادل عمرا )) وفي تلك اللحظة يتجسد الكاتب محاكيا (( للرمز )) وفي الانتقالين بين المستقبل واللحظة الانية تتدفق المشاعر حتى لا يكاد ان تجد شكلا يوازي العمق المضموني (( الصمت بحضرة الكلام )) وهو صمت ياتي في خضم الزخم الوجداني الذي يعيشه الكاتب اثناء التكوين فانه يرى ان كل تلك الكلمات لا تفي غرضها ولا تصل الى حقيقة الشعور لذلك تقول (( دع اللقاء يرتب )) انها تاتي بتلك الايحاءات الجلية (( اترك اللقاء )) (( يحكي )) فتجعل من ذلك (( اللقاء )) وجودا مستقلا (( مشخصا – اصطلاحا )) يفعل ما يريده بهما وهي اذ ذاك تبرهن انها الانثى واي انثى يا ترى تكون موشحة بالنور تلف شالا حريريا يحكي جمال الغنج العربي كيف لا و (( رمزها )) (( قمر )) ومن حق القمر ان يجد كل هذا امامه بعد (( صبر السنين )) .

دالة اللغة
استطاعت الكاتبة ان توظف اللغة لغرضها الوجداني باستعمال الافعال المضارعة والتي هي تشكل الحالة المناسبة للشوق المستقبل كما جاءت بفعلي الامر (( اترك – دع )) للمناسبة مع المطلوب فلا يمكن تصور الحال في هاتين الفقرتين لانها ارادت ان تشخص اللقاء فاتت بهما دلالة الحصر وهو يحسب اكيدا لها كما انها استطاعت توظيف الجمل الانشائية بكل المقطع ولم تاتي بجملة خبرية قطعية اذ ان فلكها فلك (( الامنيات )) والامنيات انشائيات ولا مكان للخبر فيها
ولا ننسى تلك الالفاظ البسيطة والمعبرة في ان واحد وهو ما يسمونه (( السهل الممتنع )) في وضع عبارات تشاهد بساطتها ولا ياتي بمثلها بسهولة مضافا الى القيمة البلاغية التي لم يخل النص منها كاستعارات وتشبيهات اعطت للنص بعدا جماليا
دالات خارجية
الانتظار من الحالات النفسية التي تثير المشاعر وكلما كان الانتظار اكثر كان الشوق اكثر فهما في علاقة طردية ((لقلبي المشتاق )) ولما كان هذا الانتظار مؤثرا على النفسية فان صاحبها يحاول الوصول الى (( تداع حر )) يمنحه السكينة والهدوء وهو اذ ذاك ينقل تلك المشاعر الى سلسلة تركيبية من الاشكال اللغوية لتكون وسيلة له في الخروج من ذلك القلق .
هذا جزء من معنى وعندما ياتي معنى (( الوفاء – العناق )) يكون لسيدة الهمس معنى (( الابداع ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب لأحمد السقا يحصد 22.4 مليون جنيه خلال 10 أيام عرض


.. ريم بسيوني: الرواية التاريخية تحررني والصوفية ساهمت بانتشار




.. قبل انطلاق نهائيات اليوروفيجن.. الآلاف يتظاهرون ضد المشاركة


.. سكرين شوت | الـAI في الإنتاج الموسيقي والقانون: تنظيم وتوازن




.. سلمى أبو ضيف قلدت نفسها في التمثيل مع منى الشاذلي .. شوفوا ع