الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب الوكلاء

ماهر ضياء محيي الدين

2018 / 4 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


حرب الوكلاء

الحرب كر وفر ، يوم تهاجم عدوك وأخر عكس ذلك ، لتبقى أبواب الحرب مفتوحة على أوسعها ، وتكون كل الاحتمالات واردة ، وتحقيق الأهداف والمصالح حتى لو بعد حين، لكن بشرطها وشروطها ، وشرطها الأساسي تحقق المصلحة 0
أمريكا ترفع يدها في سوريا ، اخر تصريحات السيد ترامب ، قد يتصوره الكثيرين من باب التهديد أو الوعيد من الخصوم ، لكنها استراحة مقاتل ، ليعد نفسه إلى ما هو قادم ، لمرحلة قد تكون الأصعب منذ بدء الإحداث السورية ، لترسم الخارطة الجديدة للمنطقة وسوريا وجيرانها ، وفق معطيات المرحلة القادمة 0
القرار الأمريكي رغم الشكوك الكثيرة التي تدور حولها ، وتثار عدة علامات استفهام عليها ، إلا انه ينسجم مع متغيرات اليوم ، لتكون كل أصابع الاتهام بعدها تتجه نحو الآخرين ، اللذين هم في قمة الاستهداف من الكل ، وتكون كل الإحداث إلى ستجري سببها القوى الأخرى الموجودة في سوريا 0
بمعنى اخر الأزمة السورية وصلت إلى مرحلة قد يصعب التعامل معها ، وتفقد أمريكا القدرة على السيطرة عليها ، فهي تحاول تهدئة الأمور والمراوغة لتعيد ترتيب أورقها، وما كسبته ليس بقليل ، فأكثر مليارات صفقات الأسلحة وغيرها أصبحت في الحساب الأمريكي ، وغيرها في طريقة إليهم ، والصراع مازال مستمر ، لتكون كل المسائل تسير وفق ما مخطط لها 0
وهي تعطي الضوء الأخضر لتركيا لتكون الوكيل المعتمد لها ، في توسيع عملياتها ، فبعد عفرين ستكون مناطق أخرى في سوريا تحت رحمة الآلة العسكرية التركية ، فتصريحات الساسة الترك الأخيرة أكدت على ضرورة حفظ الأمن في مناطق المستهدفة بعد الاتفاق مع الجانب الأمريكي على ذلك ، والرغبة الكبير لديهم في توسيع دائرة سيطرتهم ، لمواجهة المد للفصائل المسلحة الكردية ، ولم تتوقف المسائلة عند هذا الحد ، لان الشمال العراقي على صلة بالموضوع سيكون ساحة معركة للجيش التركي بعد الاستعدادات الأخيرة لها والوعود والتهديدات الكثير من قبل السيد أردغان ، لتحقيق الإطماع التركية المعروفة ، وتصفية الحسابات من قبل الأتراك ضد أعداء اليوم والأمس تحت رعاية اليد الأمريكية 0
ولا ننسى الوكيل الأخر لهم وهي الفصائل المسلحة المتعددة ، وكما يعرف الكثيرين، أنها ما زالت تحتفظ بقوتها من حيث العدة والعدد ، رغم شدة المعارك المحتدمة ، وخسائرها والخصوم الروسي من جهة والسوري وحلفاءها من جهة أخرى 0
الكل يتذكر عندما رفعت أمريكا يدها عن العراق ماذا حدث ، مع وجود الاتفاقية ألاستراتيجيه ، فتحت علينا أبواب جهنم الأخرى التي كانت مغلقة مع أبوابها المفتوحة أصلا ، ليكون داعش أول الحاضرين ويستمر مسلسل الدمار الشامل لنا وتبرر تواجدها وتعزز قوتها وقوة غيرها بشكل قد يكون أكثر من السابق وما خفي كان أعظم 0
فكيف سيكون الوضع في سوريا إذ رفعت يدها ، ستكون أياديها الأخرى هي حاضرة , لتنفذ مأربها وتحقق إغراضها ، ولأنها المستفيد الأولى وان عجزوا ستكون حاضرة وبقوة ، وقواعدها قريب جدا عن قلب الإحداث ، لكن اليوم حرب أخرى ستكون وهي حرب الوكلاء 0
ماهر ضياء محيي الدين











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تبدو النتائج الأولية غير الرسمية للانتخابات العامة البري


.. مراسل الجزيرة يرصد أبرز تصريحات وزير المالية الإسرائيلي سموت




.. بايدن يعترف: لقد أخفقت في المناظرة وكنت متوترا جدا وقضيت ليل


.. استطلاعات رأي: -العمال- يفوز في الانتخابات البريطانية ويخرج




.. أبرز المرشحين الديمقراطيين لخوض انتخابات الرئاسة في حال انسح