الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


!أيُّ مفسَى للتهكم يمكنه أن ينقذ العراق

صباح محسن جاسم

2006 / 3 / 13
كتابات ساخرة


- مؤﱢبد خيانة ٍ- * للشاعر سعدي يوسف المنشور في موقع الحوار المتمدن بتاريخ 7-3-2006 ينتهج فيه الشاعر والسياسي التحريضي منحى كلبيا(cynical) تهكميا، ضمن ما علّق عليه من ملاحظات بعينها تخص الشأن العراقي وواقع الاحتلال وما بعده منتقدا عمل الحكومة العراقية ممثلة بشخص رئيسها ورئيس وزرائها.
عدم مداهنة – سعدي يوسف – وطريقته المباشرة لمن يعترض على مسلكهم بـ (حق) يراه أمرا واقعا فينتضي قلمه التهكمي لمن يريد ميلا بكفة الوطن لقاء مصلحة ما صوب تماه مع الغرب أومع لشرق أمام حلم سرعان ما يتبخر ما أن تحل به يقظة. ذلك ما ألّب على سعدي عدم رضا بعض متابعيه ومعارضي أفكاره وليس منهجه الشعري لقصور ربما في فهم المدار الذي يفلكُ فيه الشاعر الناقد الساخر.
عرفت في سعدي يوسف أيضا يوم تفتحت قريحته وما لبث يتقدم به الشعر ، تهكمه اللاذع للراحل أمير دولة الأمارات الشيخ زايد رحمه الله ونعته إياه بما لا يليق الخ ، مما أهاج مزاج البعض وردود أفعال لم تأت ثمارها بل ساهمت في مزيد من الطعن بالراحل ومن ثم انتهت الزوبعة منكوبة داخل فنجانها المذهّب.
بعد العملية القيصرية للإيقاع بنظام الدكتاتور ومرور ما يزيد على الثلاث سنوات من تجريب سياسي فاق وبشاعة ما تخرص به أحتلال بحجة التحرير وصلت بالشاعر سعدي يوسف أن يبصق على حركة التغيير التي وعدت بها أمريكا بمقال خاطف موصما السيد جلال الطالباني بنعتين ظالمين يبدأهما مقدما إياه هكذا ( جلال بشت آشان). فيثقل على الرجل جريمة خطط لها الدكتاتور بأمره – ديدنه الذي ليس بالغريب على الشاعر كيف كان يتفنن في الإيقاع بين القوى التقدمية واليسارية منها بالذات – لاحقا به مأساة مذبحة بشت آشان واستشهاد العديد من المواطنين الكرد من خيرة مقاتلي كردستان.
وهو يربط ما آل إليه العراق بماضي الرجل ويشكك بذلك في ما ذهب إليه رجل معارضة الأمس ومعاونته لأمريكا في إسقاط نظام الدكتاتور وما بررت له أمريكا من غزوها العراق بكل عدتها وجيوشها وما أثارته بعدها من المشاكل والدمار آخرها ورقة الطائفية المقيتة وما ساهمت به هذه من خراب وفساد تحت شعار زائف لديمقراطية فجّـة تأكل بالشعب العراقي ولا تشبع حتى كلبا سائبا.
ومما أفاض في نعته المستباح ( قربة الفساء) .. تهكم لا نقبله من شاعر يساوى في تناوله وما ورد في كتاب بريمر الصادر حديثاً حول تجربة عمله في العراق (سنتي في العراق) وما أورده من تعليق على رجال الحكم أبان فترة إدارته بعد الاحتلال وتهكمه بشخص أعضاء مجلس الحكم .
على أن لا ننسى سعدي وجرحه النازف ككل عراقي يرفض الاحتلال جملة وتفصيلا سيما ومرارة العدوان الغاشم على العراق وحجم ما خطط له من تآمر فانبرى يوزع مكنوز ( قربة الفساء) على تصريحات رئيس الوزراء بما كشفه من تصريحات من نوايا إبقاء جيوش الاحتلال دونما جلاء.
لقد اعتمد سعدي السياسي والشاعر في احتجاجه التحريضي على ما يعرف بـ (الصدمة) ويذكرنا مع الفارق طبعا بذات الأسلوب الذي اعتمده المحتل أبان دخوله العراق.
لا استمريء لسعدي (فعلته) وقد ﺃ ُحارُ بين أن مناقشة الأمر من مفصل الرؤى الشعرية بتجرد وكما يجب أو أن أتداخل معه زاوية تناوله موضوعة مقاله. فللشعر عالمه الخاص ورسالته الخاصة وكونه يمتلك لغته ومفرداته بخصوصية بنائها وما تعكسه تراكيبه الشعرية من ومضات وأضاءات تجري بحرية مطلقة ، مما يغدو أمر الاعتراض على ما فاه به سعدي بحدود تقديمه لقرائن إثبات. وفي كل الأحوال تنحى مؤاخذتي له توقيته الغير مناسب لإثارة هكذا أمر والبلدُ يُجرُّ إلى دائرة حربٍ أهلية يدرك سعدي تماما كيف أوارها ومن سيكون وقودها.
خلتني أن أنبه سعدي يوسف إلى أن يدفع بالتي هي أحسن طمعا بتجاوز حال حرق الأخضر كله بكومة من يابس مغموس ٍ بالزيت حيث للرجل قاعدة جماهيرية واسعة وعريضة من الشعب العراقي تحترمه وتشهد بنضاله ضد الدكتاتور وتدافع عنه ، كذلك السيد الجعفري.
يشترط على من يعترض على طريقة سعدي يوسف في تناوله مواضيعه أن لا يتعدى في رفضه أو احتجاجه خروجا على مملكة الكلمة الحرة وحرية الرأي ، فكل ما عدا ذلك يقع في أحبولة ُبناة الإرهاب (الموضوع) بذكاء!
ترى هل تجاوز الشاعر بتحريضيته ورفضه ذاك إلى ما يطمح إليه الشعب العراقي بطليعة مثقفيه الواعية واستشراف لخلاصنا الذي طالما حلمنا به؟
في الحالين تنثال حال : بقاء الأديب ينهل طقوسه بأمانة ترقى بعالم الفكر إلى ميناء الخلاص دونما الاستعانة بمسدس غوبلز ، إشارة سعدي - زَعَم الفرزدقُ- .
على أن سعدي يوسف لم يبح لنا – وان بعدت به المسافة عن هول ما يحصل من فوضى مدمرة في بلادنا وأننا نعيش رجوعا مأساة الحسين كل يوم – عن السبيل الذي نشم فيه هواءنا النقي العليل بعيدا كل البعد عن تلكم (المفاسي) – فهل يعقل أن تفقد الشعوب حلولها المصيرية وتنكص لخلاصها بالانتحار الجماعي هكذا أو بتبادل للشتائم وبمجرد أن نعلن اشمئزازنا وكفى؟!
الشعر قد أختار لسعدي أن يكون أميره. وهو ما ليس بالجدّة إذ سبقه من كان يخصف نعله بيديه ويشفي من لا شفاء له ، لكن هل من سبيل نعبر بواسطته حالة ( المفسَى ) الذي شاءته لنا دول الاحتلال ؟
أو أن نضع سؤالنا مع ما قاله شاعر العرب:
وأينَ يُراد بنا وأين يسارُ .... والليل داج ٍ والطريق عُثارُ
ذلكم هو السؤال الذي يبحث عن نبيّه الحقيقي بالإجابة الفاعلة المخلصة.
محبتي لما يبدعه سعدي من شعر سيما ومعالجاته الأخيرة ومثله اعتزازي بكتاباته الأدبية – يبدو هو الآخر قد سامه ما تناثر من ذلك المقال – هو الدقيق في ضبط حركات مخرج كلماته ، فتفلتُ منه ( ثمّة)ـه متعثرة هكذا (ثمّت) – ربما بإشارة من إحتجاج - !
فحاذر يا سعدي أن تفوتك أخرى غيرها فقد مضت الماضيات ولم يبق الآ أن نختمها بعابق شذاها وأطيب ما بدأناه.
* http://http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=58961








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل