الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ساقص عليكم كيف ارعبني البعثيون واجبروني على الهروب من الوطن (3)

اياد حلمي الجصاني

2018 / 4 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


ساقص عليكم كيف ارعبني البعثيون واجبروني على الهروب من الوطن
بقلم : اياد الجصاني
3- الهروب من البصرة الى الكويت
بعد وصولي الى بغداد تم تعييني مدرسا مساعدا في كلية الادارة والاقتصاد بجامعة البصرة عام 1975 . وخلال اول ثلاثة اشهر من بدء الدراسة وعملي في الكلية اصطدمت بالمدرسين المصريين المرتزقة بعد خلاف حول ما يسمونه بالاقتصاد الكبير والصغير الذي دفعني للضحك وتوجية السؤال لاحدهم ان كانوا قد تعلموا اللغة الانجليزية في جامعاتهم وان ما يعنوه هو ال Macro ايكونومك و ال Micro ايكونومك وليس كما يحلوا لهم لان تعليم طلابنا امانة في اعناقهم . فغضبوا مني وسخروا وقالوا لي نعرف انك شيوعي خريج جامعات فرنسا تكره المصريين . اشتد الخلاف بيننا وراح هؤلاء الحاقدين الذين يتمتعون دون وجه حق بثلاثة اضعاف راتبي مع سكن مجاني وازداد حقدهم واستمروا بكتابة التقارير السرية ضدي الى المكتب الخاص للبعثيين في الجامعة . ولم اراجع العمادة لان البعثيين مسيطرون على اوجه العمل في الجامعة وان كلمة المصريين كانت الاولى والمسموعة عند المسئوولين في بغداد وبالاخص عند القائد الضرورة مفضلة على كلمة العراقيين كما هو معروف ذلك الوقت . استمر المصريون بكتابة التقارير وشعرت بالمراقبة على تحركاتي وعملي كما وبقيت في دوامة من الخوف والقلق والاحساس بقرب اعتقالي يوما بعد اخر .
ولن انسى كيف اشار علي صديق عزيز من زملاء دار المعلمين العالية سابقا وهو بمنصب كبير في الجامعة بعد ان اشتكيت اليه الحال المر سرا الذي اعانيه ففتح لي بابا لم اتوقعه الا وهو امكانية حصول اي مدرس في الجامعة على اذن سفر نهاية الاسبوع الى الكويت فقط وقال لي ليس امامك الا الابتعاد يا اياد . راجعت العمادة التي وافقت على منحي اذن السفر فوضعت الكتاب في جيبي وحل يوم الخميس ووضعت كتبي في نفس السيارة المرسيدس التي وصلت بها الى بغداد من فيينا وغادرت البصرة متوكلا على الله ليلا الى الكويت . وعند وصولي الحدود في صفوان سألوني في الجوازات عن سبب زيارتي الى الكويت فاعطيتهم كتاب الجامعة وقلت لهم للاسف ان سيارتي تعرضت لخلل لا احد يقوم باصلاحه في البصرة غير شركة البهبهاني المختصة بهذا النوع من السيارات في الكويت فوافقوا على مغادرتي الحدود ودخلت الكويت منتصف الليل . وعلى هذا النحو نجحت في الهرب من مصير كنت لا اجهله والحمد لله . وفي الكويت ارسلت طلب الاستقالة الى جامعة البصرة. وبعد وقت قليل حصلت على عمل مشرف وهو المترجم في وزارة الاعلام ومن ثم انتقلت الى وزارة التربية للعمل بوظيفة المفتش الاداري العام للمدارس الاجنبية نظرا لكوني اجيد اللغات الانجليزية والفرنسية والالمانية بكل اتقان الامر الذي سهل على الوزارة ان تجد الشخص المناسب للاشراف على المدارس الاجنبية العاملة في الكويت من البلدان التي اتكلم لغاتها . وبعد سنوات نجحت في اصعب امتحان للحصول على منصب رئيس ادارة الترجمة في شركة النفط الامريكية جيتي العاملة في الكويت التي انتقلت اليها وباشرت عملي فيها وبقيت في الكويت حتى العام المشئووم 1990 عام غزوها .
يتبع في الجزء الرابع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟