الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل شعب يستحق من يحكمه

فاروق عطية

2018 / 4 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


فى الأيام القريبة الماضية مرّيت بحالة جديدة من عدم الثقة بالمجتمع والناس وحسيت إن الأشيا لا هي معدن ولا كله فى التمام، وودعت الانشراح وعدت للاكتئاب والشعور بالإحباط والغيظ والفرسة اللى كانت معششة فى نافوخى منذ أكثر من 60 عام. ولكن يبدو إن المفروس مفروس ولو علقوا على قفاه فانوس. تقوللى ما انت كان ربنا نور بصيرتك وشرح صدرك، إيه اللى رجعك لحالة الهم والغم والفرسة من جديد؟ أرد عليك واقول لك وركز معايا وعلى رأى المثل إذا كان الكاتب اللى هو سيادتى مجنون فالقارئ اللى هو جناب فخامتك لازم يكون عاقل.
منذ ريعان الشباب ومع حركة العسكر وضياع الأمل فى الديموقراطية ووقوعنا تحت نير واستعباد مماليك العصر الحديث وأنا أعيش النكسة والوكسة وذل تكميم الأفواه ومش قادر انطق ولا حتى أقول البغل فى الأبريق. وفجأة جات ثورة الشباب اللى بلّت الريق، قلت يا واد الجو راق واحلو وهنقول اللى ماكناش قادرين نبعبع بيه ولو حتى فى السر، وبطلت اكتب عن المواضيع المملة اللى كنت داوش دماغكم بيها. وابتديت اكتب عن ثورات مصر حتى يعلم الجيل الجديد أن المصرى وإن كان طيب وودود وعنده صبر أيوب لكنه لا يقبل الذل والخنوع، تمام زى الجمل يخزّن ويخزّن لحد القشه اللى تقسم ظهره عندها ينطلق من عقاله ومحدش يقدر يلمّه.
فجأة حسيت بالخطر ورحت اهرش نافوخى يمكن افهم إيه اللى بيجرى، مش عندنا بس لكن فى الشرق الأوسخ الموكوس والمنحوس والعامر بأمثال ابن على وابن مبارك وابن اللبـ .. آسف ابن الأسد وابن صالح وابن قذاف الدم وغيرهم من مزابل الحكام. واختلطت فى راسى المعايير واتلخبطت القيم اللى ربّونا عليها ورحت أضرب كف على كف، ولجأت لكل وسائل الدجل من قراءة الفنجان وفحص خطوط الكف وتفرّس أوراق الكوتشينه وسماع بتوع الجلا جلا ولكن للأسف لقيتهم محتاسين حوستى ومش قادرين يستوعبوا الموضوع وأجمعوا على أن الخيرة فيما اختاره الله وبلاش هرشة مخ.
وأخيرا اكتشفت اللعبة، وأننا يا صديقي كلنا كنا مغفلين، وأنها لعبة دولية أكبر من أن تستوعبها عقولنا المقفولة بجنازير الديكتاتورية التي كُبلنا بها أكثر من نصف قرن. لعبة دولية لتقسيم الشرق الأوسخ من جديد علي أسس عرقية ودينية ليصبح عبارة عن دويلات متطاحنة لا قيمة لها ولا وزن، أضعف من أن تقف ضد الصهيونية العالمية. وتحالفت الراديكالية الإسلامية مع القوي الاستعمارية والصهيونية العالمية لتحقيق ذلك، فوقعنا في الفخ ونحن مغمضين. وركب الإخوان المسممين الموجة وتسلطن المهبوش الموكوس علي عرش الفراعين، وعشنا الكابوس يا رب ارفع وحوش.
وهبّ الشعب بالملايين في يوم تلاتين، وسيطر الجيش علي الحكم واعتُقل المهبوش، وقلنا خلاص هترجع مصر للمدنية ويعود الحكم للشعب من جديد وفوضنا أحموسيسي ليعيد لمصر هيبتها وللدستور سلطانه ولمصر الحضارة مكانتها ووزنها. وانتظرنا الفرج وعودة مصر للمصريين، واكتشفنا من جديد أننا يا صديقي كلنا كنا مغفلين، وأنها لعبة أكبر من أن تستوعبها عقولنا المقفولة بجنازير الديكتاتورية التي كُبلنا بها أكثر من نصف قرن، لعبة الدولة العميقة لعودة الديكتاتورية العسكرية أقوي مما كانت، وتحالف العسكر جيش وشرطة مع القضاء الشامخ والراديكالية الإسلامية استبدالا للإخوان بالسلفيين، وعادت ريما لعادتها القديمة، وكأنك يا أبا زيد ما غزيت.
فى الأيام القريبة الماضية مرّيت بحالة جديدة من عدم الثقة بالمجتمع والناس وحسيت إن الأشيا لا هي معدن ولا كله فى التمام، تقول لي ليه؟ أقول لك يا خفيف، بسبب تخبط النظام بطريقة تسيئ لمصر كما تسيئ للنظام نفسه. أعلم أن غالبية الشعب يريد استمرار السيسي في حكم مصر لفترة ثانية، جايز خوفا من عودة الإخوان التي يستخدمها النظام وما يتبعه من ميديا مدجنة كفزاعة، وجايز اقتناعا بأنه الخيار الوحيد المتاح وهو الأفضل. وأنا شخصيا أُفضل استمراره لفترة ثانية من منطلق تعشمي أن ينجز في الفترة الثانية ما لم يستطع إنجازه في الفترة الأولي كعلمانية مصر ومدنيتها دون خوف من سطوة السلفيين وسيطرتهم علي عقول الشعب المغيب بالوهابية.
ما تم من اعتقال أو حبس أو ترهيب كل من سولت له نفسه ترشيح نفسه للرياسة وهي حق دستوري لكل مواطن مصري تنطبق عليه الشروط الدستورية، حتي هبطنا لمستوي وضع شخص إمعة كموسي مصطفي موسي أن يكون مرشحا للرياسة وهو لا في العير ولا في النفير، لدرجة قوله أنه حين ذهب للإدلاء بصوته أعطي صوته بكل فخر للسيسي. كان من الأجدي أن تعطي الفرصة لمرشحين أكفاء، أو العودة للاستفتاء بدلا من هذه المهزلة الانتخابية التي أساءت لمصر وللنظام في كل أنحاء العالم.
كنت في تلك الفترة في زيارة لموطني الحبيب مصر. خلال تلك الفترة تناقشت مع العديد من الأصدقاء ومع آخرين التقيت بهم مصادفة، ونقاشي معهم أثبت لي أنني كنت مخطئا، وأن الغالبية الساحقة تري أن السيسي هو قدر مصر ومخلصها ولا بديل له، والبديل له هو الإخوان وما سيفعلوه من كوارث لا قبل لهم بها. قال لي أغلبهم مكة أدري بشعابها وأنتم تعيشون في المهجر لا تعلمون عنا شيئا فدعونا نسيّر مراكبنا بما نقتنع به، حينها أيقنت حقيقة أن كل شعب يستحق من يحكمه، ولا عزاء للتنويريين ودعاة العلمانية المدنية ..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ضياع الديموقراطية
دينو علاء الدين ( 2018 / 4 / 3 - 22:57 )
ثورة يوليو أطاحت بالديمقراطية والحرية رغم أنه كان من أهدافها الستة المعروفة هدف إقامة حياة ديمقراطية سليمة.. العهد الملكى كان أفضل من هذه الناحية


2 - قدرنا وراضيين بيه
سهير علي ( 2018 / 4 / 5 - 02:10 )
الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضيه
ولذلك أحمد الله الذى جعل قدرنا ونصيبنا مع السيسى



اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا