الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حماس فرخ سلطة

عبدالله عبدالله

2018 / 4 / 7
القضية الفلسطينية


عند وصول أي تنظيم سياسي ذو طبيعه برجوازيه دينيه الى مـأزق بحكم طبيعته رغم سعيه لإثبات شرعية تمثيله لشريحة شعبية في سياق الصراع على السلطة والمصالح.
فإنه وفق سياق شعاراته التاريخية التي يتبناها، يلجأ الى حل أزمة الشرعية الشعبية في سياق فِعلٍ سياسي
محدد يقوم على قاعدة التضحية بشعاراته التاريخية وبالتالي بتمثيله الشعبي ذاته من اجل اثبات طهارة سياسية وحصد تعاطف شعبي لفئات اوسع .
مؤخرا بدأت اقنعة حركة حماس بالسقوط، ومع سقوطها سقطت ولاءاتها ايضا , فقد أثبتت أنها تسعى لترتيب علاقتها بالعدو الصهيوني
وذلك عبر التنازل عن الحقوق التاريخية والسياسية للشعب الفلسطيني ، كما نصت الوثيقة السياسية الجديدة لحركة حماس التي تضمنت حذف الدعوة لتدمير اسرائيل واعلنت ايضا حركة حماس في الوثيقة نفسها انها تؤيد إقامة دولة فلسطينية على حدود 67.
وهناك تأكيد من قيادات من الصف الاول في حماس أن الشيخ احمد ياسين كان قد وافق على فكرة
دولة في الضفة والقطاع.
إن النضال لا يعني الموت المجاني..
قبل سنتين قمعت حركة حماس مجموعة من الغاضبين أرادوا الاحتجاج في ذكرى يوم الأرض في غزة.
لكن المفارقة الآن أن حماس نفسها مع مجموعة من الفصائل الملتحقة بها في غزة هي مَن دعت الى مسيرة
العودة والتي تسببت بسقوط 15 شهيدا و1600 جريح بعد ان تركتهم يقتربون من السياج ليصبحوا صيد سهلا
لجنود العدو الصهيوني، علما ان مسيرة العودة شعارها قرار الامم المتحدة 194.
ان هذه الحركة التي افرزت في غزة الفساد والقمع والقهر والتي تتحمل مسؤوليةً مباشرة في الانقسام الحاصل منذ أكثر من 12 عاما تختبئ خلف شعاراتها المرحلية حالياً للحفاظ على تمثيلها للجماهير الغاضبة من أجل مكاسب سياسية و دبلوماسية خاصة بها .
يؤكد ذلك تصريح ممثل حماس في لبنان (اسامة حمدان) ان المقاومة الشعبية متوافق عليها مع كل الفصائل الفلسطينية، هذا التصريح الذي يعني في السياق الذي عرضناه أن الجميع متفق على سلمية النضال الفلسطيني.
ونسأل كيف يمكن لحركة اسلاميه كانت تعتبر أن فلسطين أرض وقف يجب تحريرها ، أن تقبل بالانتخابات تحت سلطة الاحتلال؟ وكيف كانت تعلن معارضتها لما يسمى السلطه الوطنيه الفلسطينيه أن تنتقل الى موقع السلطه نفسه وبشكل كاريكاتيري؟ وكيف كيّفت خطابها الديني والسياسي وممارساتها العسكريه مع متطلبات الواقع، أي متطلبات المجتمع الدولي والقرار الرسمي المصري والقطري ومصالح الكيان الصهيوني؟
لقد استطاعت السلطه بجناحيها الحمساوي والفتحاوي أن تجعل الفدائي الفلسطيني في خدمة أمن إسرائيل. ويتطلب ذلك الامر الخطير من القوى الوطنية الحقيقية ومن الشعب الفلسطيني ذاته أن ينتزع من جديد تمثيله من السلطتين، وأن يضع أمنه- هو - نصب عينيه، أمنه الذي يستوجب النضال الحقيقي لاستعادة فلسطين المحتلة من الصهيانة والسلطتين، وهو ما نشهد بوادره حالياً حتى في طعنة سكين وحالة دهس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة